الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

"نديم الناصريين".. رحيل عبد العظيم مناف آخر المناضلين المحترمين

 الكاتب الصحفي عبد
الكاتب الصحفي عبد العظيم مناف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل شهور، كان نقيب الصحفيين يحيى قلاش ينظم ندوة أو قل «جلسة سمر» بين منظمى حملته الانتخابية، جلس بينهم رجل «سبعيني» بالمظهر «اليساري» المعتاد، بما فيه من «كوفيه» تلتف حول الرقبة، وتجاعيد الوجه التي تحمل شقاء ولونا مصريا خالصا، ما أن بدأ صاحبنا بالكلام، إلا والتفتت الأفئدة قبل العيون تستمع بإنصات لهذا الصوت «الرخيم» الذي ينتقل بك من حدث لآخر ومن قصة لأخرى من قصص زمن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
امتلك «محدثنا» قدرة غريبة على جذب الانتباه، وكاريزما قلما تتوفر في أي إنسان، يحمل كما كبيرا من المعلومات والقصص، لكنه لم يكن كغيره في إلقائها وسردها، بل كان له أسلوب مميز اسميته «الأسلوب المنافى»، صاحبنا كان الكاتب الصحفى الناصرى الكبير «عبد العظيم مناف»، الذي رحل عن دنيانا أمس الأربعاء. 
غادر «مناف» حياتنا عن عمر يناهز ٧٦ عاما، بعد صراع مع المرض، في انتظار تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير ببلدته «منشأة الحاج» في مركز «أهناسيا» بمحافظة بنى سويف، وذلك بعد حياة مليئة بالمواقف ومحطات النضال الوطنى والصحفي، فهو مؤسس دار «الموقف العربى للطباعة والنشر»، التي أصدرت جريدة «صوت العرب» الأسبوعية، ومجلة «الموقف العربي» الشهرية، تعرض للاعتقال في سبتمبر ١٩٨١، كما تعرضت جريدته للإغلاق والمصادرة في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وظلت صحيفتا «مناف» منبرين مهمين لأصحاب التيار الناصرى طوال سنوات، والتحق بالعمل فيهما عدد من رموز التيار، لعل أبرزهم حمدين صباحي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، والذي طالما اعترف بـ «استاذية» كاتبنا الراحل.
ووقف «مناف» ومجلته «الموقف العربي» ضد اتفاقية «كامب ديفيد»، واستضافت مجموعة من الكتاب المناوئين لهذه الاتفاقية، كان أبرزهم الدكتور حامد ربيع، والسياسي والمناضل فتحى رضوان، ما جعله أحد المعتقلين في اعتقالات سبتمبر ١٩٨١ الشهيرة، وبعد خروجه أصدر جريدة «صوت العرب» والتي ظلت تناوئ سياسات «مبارك» حتى أغلقها، وكانت مثلًا يرد به على الرئيس الأسبق كلما تغنى بعدم إغلاقه صحيفة أو قصفه لقلم أو حجبه لرأي.