الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فان جوخ.. آكل البطاطا الذي تربع على عرش الانطباعية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من رحيل الفنان العالمي فان جوخ منذ ما يزيد على قرن وربع (30 مارس 1853 - 29 يوليو 1890) إلا أنه مازال يتربع على عرش المدرسة الانطباعية في الفن التشكيلي، ومازالت رسومه تعد أكثر القطع الفنية شهرة وشعبية وأغلاها سعراً في العالم. 
ولد فينسنت فيليم فان جوخ، في جروت زندرت بهولندا في 30 مارس عام 1853، عقب سنة واحدة من اليوم الذي ولدت فيه أمه طفلًا ميتًا، وكان أبوه قس كنيسة، أدخله مدرسة داخلية في زيفينبيرجين لسنتين، وبعد ذلك استمر بمدرسة الملك ويليم الثاني الثانوية في تيلبيرج لسنتين أخرتين؛ في ذلك الوقت ترك فينسنت دراسته في سن الخامسة عشرة ولم يعد إليها.
وسمي فنسنت على اسم جده، وكان لديه شقيق أكبر منه يحمل نفس الاسم لكنه مات يوم مولده، كان والده قس كنيسة هولندية، وكان يعد ليصبح قس مثل والده في نفس الكنيسة، لكن القدر اختار له أن يكون من أهم الفنانين في تاريخ البشرية.
عانى فان جوخ من نوبات متكررة من المرض العقلي — توجد حولها العديد من النظريات المختلفة — وأثناء إحدى هذه الحوادث الشهيرة، قطع جزءاً من أذنه اليمنى، واتجه للرسم التشكيلي للتعبير عن مشاعره وعاطفته، وفي آخر خمس سنوات من عمره رسم ما يفوق 800 لوحة زيتية.
وفي عام 1869 انضم فينسنت فان جوخ إلى مؤسسة لتجار الفن في لاهاي، وكان ناجحًا جدًا فانتقل إلى فرع الشركة في لندن، وأعجب سريعًا بالمناخ الثقافي الإنجليزي؛ وبقى لسنتين زار خلالهما العديد من المعارض الفنية والمتاحف، وأصبح مُعجبًا كثيرًا بالكُتّاب البريطانيين مثل جورج إليوت وتشارلز ديكينز
جاول جوخ أن يكون رجل دين، وبدأ بالحديث عند اجتماعات الصلاة في أبرشية تيرنهام جرين كوسيلة لتهيئته لخطبته الأولى يوم الأحد، والتي جاءت باهتة وغير حيوية، فعاد إلى أمستردام لدخول الجامعة ودراسة علم اللاهوت، وتلقى دروس اللغة اليونانية واللاتينية والرياضيات هناك، ولكن قلة براعته أرغمته على ترك الدراسة بعد 15 شهر، ليعود بعدها إلى عالم الفن.
بدايته كفنان كانت في خريف 1880، فرسم عمال مناجم الفحم في بوريناج، ثم امرأة كانت تعيش معه تدعى "سين"، وفي عام 1883 بدأ بدراسة الرسم الزيتي، ورسم لوحات عديدة للغزّالين والحياك والفلاحين وغيرهم، وبعد العمل الشاق وتطوير الأساليب باستمرار استطاع إنتاج لوحته العظيمة الأولى وهي "أكلة البطاطة"، والتي تُعرف بأنها أول قطعة حقيقية نادرة له، ثم تأثر بالفن الياباني، فأضاف الطبعات الخشبية والألوان اليابانية إلى لوحاته، واستطاع إنتاج ثلاث لوحات يابانية، وعاد ليُقدم عدة لوحات منها "منظر طبيعي لطريق وأشجار مشذبة"، و"الطريق عبر حقل الصفصاف"، وكذلك "عائلة رولن" إحدى أفضل أعماله الفنية.
ووصلت مهارته إلى أنه كان يقوم بتوزيع الألوان على اللوحة من الأمبوب مباشرة، وهو يرسم أغلب أعماله الزيتية، وكانت أول أعماله الناجحة هي لوحة "اكلة البطاطا" عام 1885، 
قيل أن جوخ أصيب بنوبة جنون، فقام بقطع الجزء الأسفل من أذنه اليسرى بواسطة شفرة حلاقة، لكنه تعافى تماما، وخرج بأعمال رائعة منها "لابيرسوز" و"عباد الشمس"، ثم دخل مستشفى للعلاج من الصرع، وأصيب بنوبة جنونية أخرى حاول فيها ابتلاع لوحاته الخاصة.
توفيَّ جوخ، وقيل أنه قام بإطلاق الرصاص على صدره، وتوفى بعدها بيومين في "أوفر سور أوايز" بفرنسا، ولكن دراسة حديثة أشارت إلى أنه قتل بالخطأ عندما كان يعبث صبيان بسلاح ناري وانطلقت منه رصاصة بالخطأ.