الجمعة 14 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حول ما يجري في المنيا.. المتصل بما يدور في سيناء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تضخم أرشيفى وانتفخ.. لم أعد قادرة على ملاحقة ما يجرى كل يوم لأقباط مصر.. ولم أعد أستطيع حتى الكتابة.. يبدو فعل الكتابة أمرًا ماسخًا رخوًا تافهًا أمام ما يجرى على العلن والذى يتطور، متحديًا ليس الأقباط، بل الدولة، وأضيف عليه، أن ما يجرى لأقباط مصر يحرق شهداء مصر المتوسدين أرضها، لأنه يضيع ما قدموه للوطن هباء.. أقول متحملة كل المسئولية إن عدم تفعيل القانون فعليًا على المجرمين، حارقى الأقباط وبيوتهم وكنائسهم، إنما هو إضاعة لمصر وتضحيات شبابها الذى يموت كل يوم. مصر وإن كانت قد نجاها الله من محنة حكم الإخوان، وقد تحمل جيشها عبء ومسئولية مطاردة ثعابين داعش فى سيناء، فإن القبضة الحكومية الرخوة فى تطبيق القانون، فى الداخل، على المتأسلمين بصنوفهم الذين «يبرطعون» فى صعيد مصر، ويحكمون المنيا، ويحرقون بيوت الأقباط والكنائس وجعلتهم يقتلون حتى آباء الكنيسة، مصر هذه سوف تضيعها الحكومة التى حتى الآن تتعامل وكأننا شعب من البلهاء.. فى أسبوع واحد وبنفس السيناريو تقريبا، فى قرى عرب أسمنت جنوب المنيا أوقف مجرمون الصلاة بكنيسة وطالبوا بهدمها وأمروا - نعم أمروا - بأن تكون صلاة الأقباط فى البيوت، واستعانوا بمطاريد الجبل، وبعد كل ذلك خشى الأقباط وخافوا أن يسببوا حرجا للبابا الذى كان فى خطته المجيء لافتتاح كنيسة الأمير تادرس، وأبدوا استعدادًا للصلح، لكن المجرمين أبوا إلا بشروط.. أنا وإن كنت ألوم على الأقباط من أساسه طرح فكرة التصالح، أعود وألوم نفسى، فأنا لم أعش وعيالى ذروة هذا الخوف من الموت احتراقا وأنا أعلم أنه لا قانون ولا أمن، أنا لم أمت وأنا حية وأنا أرى أمى أو أبى أمامى غير قادرين على تأمين عيشهما، ولا حتى تقربهما إلى الله.. بأى عين نستمر فى حيواتنا اليومية، وما جرى مستمر فى أبويعقوب وغيرها، مجرمون، ولا توصيف غير كونهم مجرمين، يخلعون أبواب وشبابيك بيت الأسرة القبطية ويستولون على أشيائهم وماكينة خياطة يسترزقون منها والعجوز تستنجد «إحنا مالناش حد.. إحنا بناكلها بمرار الحنضل.. وولادنا متغربين عشان اللقمة، وعيالهم مرميين عيانين مش جادرين حتى نوديهم مستشفى»، والله ما عاد هناك شىء يقال ونفس الفصيل يحرق كنيسة الملاك وتصدر مطرانية الأقصر بيانا بتوقيع الأنبا يوساب، أسقف عام الأقصر عن حريق كنيسة الملاك ميخائيل بقرية الدامود شرق الأقصر والتى تخدم ٥٢٠ أسرة لأن المجرمين لا يريدون للأقباط كنيسة.. أسلحة بيضاء وحرق كنائس وترويع أسر والاعتداء على قساوسة.. والأزهر يتابع.. لا وألف لا.. لا نريد لا متابعة الأزهر ولا أى جهة غير قضائية. 
المسلمون قبل الأقباط يريدون تفعيلًا سريعًا للقانون، وعلى الأزهر أن يكبح جماح بعض شيوخه، ممن يغذون هؤلاء المعتدين ولو بطرق غير مباشرة، هؤلاء ممن يقولون إن تجديد الخطاب الدينى قد يؤدى ببعض من ينادون به إلى الخروج من زمرة المؤمنين، إلى حيز الكفر، إن حاد عن الثوابت؟ وهل حرق بيوت الأقباط من الثوابت.
أنا آسفة للغاية أن وصلت إلى قناعة أن كل الطروحات التى على شاكلة «بيت العيلة» وغيره، إنما تشكل عقبة فى طريق إعمال القانون، وإنها تجهض الردع الواجب الذى يريده المسلمون قبل الأقباط، ونريده جميعا، مسلمين وأقباطًا، اليوم وليس غدًا. والأخطر والأهم أن علينا أن نضع فى الحسبان أن ما يجرى فى سيناء ليس مفصولًا عما يجرى فى المنيا، وأن الأجنحة تتوزع وتنمو، وأن الذى يستشهد فى سيناء، من الجيش والشرطة، لم تذهب حياته كى نترك ثعابين فى طور التكوين، تتغذى على دمائنا فى الداخل، وأن ما يجرى هنا وهناك، يتخمر فى إناء واحد.. إن لم نع ذلك ونواجه ما يجرى فى الداخل بقوة تليق بحجم تضحية الجيش والشرطة فى سيناء نكون مصرين على إضاعة البلد، وتكون المسئولية الأولى فى رقبة حكومة القبضة الرخوة.