السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

توّاقات لكرسي الوزارة وحمل اللقب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائما ما يتواجد فى كل عصر أناس يسعون باستماتة للسلطة وتولى المناصب، وهؤلاء قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنا لا نولى هذا من سأله، ولا من حرص عليه»، وفى رواية أخرى: «لن نستعمل على عملنا من أراده»، أى أن سؤال الولاية والحرص عليها مانعٌ من التكليف بها.. فما بالنا بالذين يتوقون لحمل الألقاب ولو بالكيانات الموازية التى تحاول أن تبحث عن دور وتفرض نفسها على المجتمع عنوة، بزعم خدمة الوطن والمساهمة فى حل مشكلاته؟ لنسمع مرة عن صناعة مجلس شعب موازٍ، وحكومة موازية وأخيرا حكومة نسائية موازية، فقد قرأت خبرا منذ يومين بجريدة «المصرى اليوم» أصابنى بحالة من الضحك، عنوانه: «أول حكومة نسائية موازية: «غادة» رئيسًا و«تهانى وإيناس وبسنت» وزراء»..ويوضح الخبر التشكيل الوزارى المزمع، والهدف منه ما لديهن من أفكار وخطط، لعرضها على الوزارة التنفيذية والهيئات البرلمانية، وهو ما ذكرنى بالحكومة الموازية التى قامت الجماعة الإرهابية بتشكيلها من المنفى بعد ثورة ٣٠ يونيو، وكذلك فى ٢٠١٠ حيث قام بعض ممن أخفقوا فى انتخابات مجلس الشعب، وأغلبهم من الجماعة الإرهابية بتشكيل «مجلس شعب موازٍ» ليحصلوا على الكرسى ويمارسوا سلطاتهم فى الهواء، وهو ما علق عليه الرئيس مبارك آنذاك بقوله: «خليهم يتسلوا».. وبقدر التهكم على المقولة فى ذلك الوقت إلا أنها أصابت الحقيقة، لنفاجأ الآن بهذا الكيان الأنثوى الذى هب علينا والذى يضم بعض الشخصيات التى تتوق نفوسهن إلى اعتلاء كرسى الوزارة، وحمل لقب وزيرة، ولأنه لم يتحقق فى الواقع، فقد سعين إلى دنيا الخيال للتمتع بحمل اللقب، وإلا لماذا هذا الكيان الذى يضرب توصيات الرئيس ونصائحه لنا فى مقتل؟ فقد دأب سيادته على حث الشعب بأن يتوحد بلا تمييز لجنس أو لون أو دين، وأن نعمل على إذابة الفوارق بيننا. فالكل واحد ويحمل لقب مصرى أو مصرية، لتأتى تلك المجموعة الأنثوية بفرض إرادتها فى التقسيم وبحجة منح الحكومة الحقيقية النصائح والخطط، وكأن التعامل مع الحكومة يحتاج إلى لقب وزير وإن كان افتراضيًا، ما هذا العبث فالكل متاح له إعطاء النصيحة وعرض الرؤى التى تنهض بالمجتمع وتساعد فى حل مشكلاته، وليس بعرضها على الحكومة فقط بل على فخامة الرئيس، الذى يستجدينا جميعا لمعاونته فى النهوض بالأمة المصرية وحمايتها من المتربصين الذين لا يملون العمل على إضعاف المجتمع وتصدير المشكلات والأزمات والعبث بعقول الشباب، ولكن كما يقول المثل الشعبى «الدوى على الودان أمر من السحر»..فما زال دوى الأعداء مستمرًا عبر شبكات التواصل الاجتماعى والأعمال السينمائية والدراما والإعلانات وغيرها، ولم نجد من يمد يديه لاحتضان الشباب سوى الرئيس الذى لا يمل من مطالبة الحكومة والمسئولين بدعمهم وتوعيتهم وتنمية قدراتهم وتمكينهم، والمؤسف أن هذا الكيان الأنثوى يضم شخصيات قانونية تستطيع تفتيح العقول لأهمية تفعيل القانون واحترامه والمطالبة بوضع معايير للعمل فى أى جهة لحماية الشباب من شعورهم بعدم تكافؤ الفرص وتبسيط المعلومات القانونية والتشريعية، كذلك خبيرات اقتصاد ونحن نعيش أزمات اقتصادية حادة ونحتاج توعية لتخطيها ولكيفية عمل المشاريع وإنجاحها وتنمية الأموال والتعامل مع البورصة والعملة وغيرها، وهو ما لا يحتاج لقب وزيرة موازٍ أو تمثيلى، والغريب أن تكون بين المنضمات لهذا الكيان وزيرات سابقات وعضوات مجلس شعب، وإحدى القيادات الكبرى فى الحكومة التنفيذية حاليًا، وتتولى رئاسة أكبر مؤسسة ثقافية فى مصر وهى دار الأوبرا المصرية (المركز الثقافى القومى)، أى المنوط بها التوعية والتثقيف الذى نعانى من إخفاقهما، بالإضافة لعضويتها فى المجلس الأعلى للثقافة و«المجلس القومى للمرأة» الذى لا يعتبر كيانا أنثويا لأنه يضم فى تشكيله رجالًا حرصًا على عدم التمييز.. أليس العمل وتحمل المسئولية أجدى من البحث عن ألقاب زائفة؟ ولا أعلم لماذا حرصن على أن يكون كبير المراسلين الأجانب جالسًا على المنصة فى مؤتمرهن الصحفى؟!..وكأنهن يبعثن برسالة إلى الخارج بعدم قدرة الحكومة على العمل..فهل تستحق مصر منهن ذلك؟ فيا أيتها السيدات الفضليات خدمة الوطن لا تحتاج كيانات جديدة أو ألقابًا مفتعلة، من يرد الخدمة الحقيقية يستطع دون الافتخار والتباهى اصطناع كيان هو الأول من نوعه فى العالم!!..كفانا مجالس ولجانًا وألقابًا وكيانات كرتونية، انتبهن لتقديم عمل حقيقى ملموس، فهناك من يعملون بجد ونشاط ويخدمون المجتمع دون انتظار لقب أو كرسى أو جزاء أو شكر، فلتنظرن إلى د.مجدى يعقوب، د. على جمعة، د. رفعت السعيد، رجائى عطية، والكثيرين، فمصر قامت من كبوتها بإرادة وقدرة المرأة المصرية التى كانت فى المقدمة لحماية وطنها متناسية ظروفها الاجتماعية والمادية والصحية حاملة أطفالها على كتفها أو فى أحشائها حبًا فى تراب مصر الطاهر..لم ينتظرن أو يطلبن إلا حماية مصر وجيشها، فلماذا تشويه عطاء المرأة بخلق كيان يفرق ولا يجمع، يتعالى ولا يعلو، بدلًا من أن نتكاتف لنبذ التفرقة، والعمل على دعم اندماج المرأة فى المجتمع ونبذ التمييز بينها وبين الرجل، بحيث يكون تولى المناصب للأكفأ بغض النظر عن النوع، فلا ترتدوا بنا عصورًا للخلف وترسخن التمييز بين أفراد المجتمع حبًا فى الظهور والألقاب، ولا تجعلونا نعيد عليكن كلمات الرئيس مبارك: «خليهم يتسلوا».. فقد مضى زمن التسالى، هيا للعمل والأمل والعطاء فى مناصبكن الحقيقية، وعلينا جميعا أن نعمل بجد ونقول خيرًا أو لنصمت.