رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإشارات القرآنية والربانية في خطاب "أردوغان" وأعوانه.. وصف الجيش التركي بـ "جيش محمد".. وحشد أنصاره بتكبيرات المساجد.. "القرضاوي": جبريل وصالح المؤمنين معك.. وصفحته نشرت صورته وهو يصلي

أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قبل خمسة أعوام من الآن، وفي سبتمبر 2011 جلس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قاعة مكيفة بإسطنبول، يرد، بانفعال، على سؤال طرحته عليه مذيعة بإنجليزيتها الضعيفة. قالت: "كيف ترى اتهاماتكم بأسلمة الدولة؟". صيغة الجمع التي استخدمتها كانت تقصد منها "أردوغان" وحزبه، وليس المعنى التفخيمي من الكلمة، ليرد هو، منزعجًا: "لست علمانيًا فأنا مسلم.. والعلمانيةُ تضمن تديُّن الأشخاص". لا تعلم ماذا كان يقصد بالضبط من أن "العلمانية تضمن تدين الأشخاص"، فإذ كانت العلمانية جيدة بهذه الصورة فلما اهتم بنفيها عنه.

على كل، لم يكن الموقف السابق هو الوحيد في سلسلة اتهام "أردوغان" وحزبه بأسلمة تركيا، إذ يعتبره معارضوه خطرا على التجربة العلمانية التركية، ويرد هو بإجابات عادة لا تنفي إسلاميته ولا تؤكد، في الوقت نفسه، عداءه للعلمانية.


الموقف السابق تجلى عندما أعرب رئيس البرلمان التركي، إسماعيل كهرمان، عن رغبته في أن يكون لتركيا دستور "إسلامي". كان ذلك في مؤتمر عقد في إسطنبول، في أبريل الماضي، إذ نقلت وكالة "الأناضول" التركية عنه: "كبلد إسلامي، لماذا نقبل بوضع نتراجع فيه عن الدين؟ نحن بلد مسلم ولذا ينبغي أن يكون لدينا دستور ديني". ومضى، مؤكدًا: "لا مكان للعلمانية في هذا الدستور."

ربما لا تكون تصريحات رئيس البرلمان التركي عن هوية دينية للدولة هي الأولى، لكنها الأكثر صراحة، ما دفع "أردوغان" للتعليق عليها، رغم وجوده آنذاك في زيارة لكرواتيا. وذكّر الرئيس التركي، من العاصمة الكرواتية، زغرب، في رده، بمواقفه التي وصفها بـ"المعروفة" تجاه العلمانية، مرجحًا أن تصريحات "كهرمان" هي تعبير عن رغبته الشخصية. لم يمر وقت طويل، حتى خرج "كهرمان" بتصريح شبه تراجع، كرر فيه حديث "أردوغان" عن أن تصريحه رغبة شخصية وليس توجها رسميا.


المشهد اختلف كليًا، ليلة أول من أمس، عندما وقعت محاولة انقلاب فاشلة على نظام الحكم التركي، ليتحول "أردوغان" من كونه مدافعًا عن العلمانية لمتخلٍ عنها. وظهر ذلك عندما لجأ النظام التركي برئاسة أردوغان إلى مأذن المساجد لحشد مؤيديه وإقناعهم بالنزول للدفاع عنه.

الأمر حمل نوعا من التناقض مع دولة كانت تردد أنها علمانية، إذ نشرت وكالة الأناضول، الوكالة الرسمية، عبر حسابها على "فيس بوك" مقطع فيديو ينقل صوت الأذان باللغة التركية، من مساجد أنقرة وإسطنبول، وعلقت الوكالة، موضحة أن الأذان ظل يتردد منذ العشاء وحتى فجر أمس السبت.

في نفس السياق، خاطب "أردوغان" مؤيديه، صباح السبت، من مطار "أتاتورك"، واصفًا خلال كلامه الجيش التركي بـ"جيش محمد"، كنوع من تهدئة الأوضاع مع الجيش الذي قبض على عدد ضخم من عناصره


وعلق الإعلامي المصري، عمرو عبد الحميد، على هذا التوصيف، قائلًا: " أردوغان يطلق على الجيش التركي جيش (محمد)، هل يمكن أن يكون جيش محمد ضمن جيوش حلف الناتو، ويجري تدريبات مع الجيش الإسرائيلي؟".


الشيخ يوسف القرضاوي، الداعية الإخواني المعروف بقربه من الدولة التركية، كان له هو الآخر تصريح في هذا السياق، عندما كتب 3 رسائل لـ"أردوغان، عبر حسابه على "فيس بوك"، جاء في أحدهم: " الله معك وشعوب العرب والمسلمين معك، وكل الأحرار في العالم معك، ونحن علماء الأمة الإسلامية في المشارق والمغارب معك.. وجبريل وصالح المؤمنين، والملائكة بعد ذلك ظهير."



لم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ تعمدت السلطات التركية نشر صورة لـ"أردوغان" مع مجموعة من معاونيه، وهم يصلون، معلقة عليها بأنها للرئيس التركي وهو يؤدي صلاة الشكر بعد فشل الانقلاب.