الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أردوغان في أحضان نتنياهو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى محاولة للخروج من أزمة السياسة الخارجية التركية التي يتبعها السيد رجب أردوغان بعد أن تدهورت علاقة تركيا بالكثير من دول الجوار سواء بافتعال الأزمات أو شن الهجوم والتدخل فى شئون دول الجوار، خاصة مناطق الصراع العربي، ومحاولة رجب أردوغان إحياء فكرة الخلافة الإسلامية التي تمثل له الحلم الأكبر، ويعمل جاهدًا لاستقطاب الإسلام السياسي حول فكرة الخلافة الإسلامية، وأن يصبح هو خليفة المسلمين، وقد تجلت تدخلات أردوغان فى شئون الأمن القومي للعديد من الدول العربية خاصة مصر، حيث تحولت أنقرة بعد ثورة ٣٠ يونيو إلي مقر لفلول الإخوان الهاربين من أحكام قضائية، وقامت تركيا باستضافتهم وفتحت لهم وسائل الإعلام، خاصة القنوات الفضائية للتهجم على مصر وشعبها وجيشها، وعندما لم تفلح هذه المحاولات اليائسة من قبل أردوغان بتشويه صورة مصر أمام العالم يحاول الآن تبييض وجه حكومته فى محاولة تحسين علاقته بدول الجوار، وبناء علي ذلك قام بتهيئة المناخ السياسي فى إعادة علاقته بإسرائيل على المستوي الدبلوماسي، حيث إنه خلال السنوات السابقة ظلت العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل قائمة، سواء على المستوي التجاري، أو تبادل إقامة المشاريع الاستثمارية، وقد أكدت صحيفة «جريد» التركية أن أنقرة وتل أبيب ستعلنان قريبًا قرارًا بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد قطعها بالكامل إثر هجوم وحدات إسرائيلية خاصة علي سفن مساعدات تركية كانت متوجهة إلي غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة ٢٠٠٦، ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بأنها عالية المستوي أن مسئولا فى الخارجية التركية ومبعوثًا خاصًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقيا لإعلان التطبيع رسميًا بين البلدين فى يوليو ٢٠١٦ مما يضع حدًا للأزمة بين البلدين، والتي استمرت ستة أعوام، وكان رئيس الوزراء التركي بن علي بلدريم قد صرح الأسبوع الماضي بأنه لا يريد شرًا دائمًا مع دول الجوار بعد تكرار الأزمات مع مصر وإسرائيل وروسيا وسوريا فى السنوات الماضية، وبخصوص إسرائيل قال إن الدبلوماسيين يعملون علي حل لتطبيع العلاقات مؤكدًا «لا أعتقد أن الفترة المتبقية ستكون طويلة جدًا للتوصل إلى نتيجة» هذا ومن المعلوم تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية منذ عام ٢٠١٠ عندما اقتحمت قوات كوماندوز إسرائيلية سفينة المساعدات نافى مرمرة المتوجهة إلي غزة مما أدى إلي مقتل عشرة من الناشطين الأتراك، وبناء علي ذلك فإن تركيا تضع شروطًا معينة لإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل من بينها رفع الحصار علي قطاع غزة، وهو مطلب من الصعب الاستجابة له من قبل حكومة نتنياهو، فإسرائيل على الجانب الآخر لها شروط لرفع الحصار عن قطاع غزة، ويأتي المطلب التركي الثاني وهو الاعتذار عن مقتل الناشطين الأتراك الذين قضوا فى حادثة السفينة نافى مرمرة فى٢٠١٠ وأخيرًا يأتي مطلب التعويضات لعائلات الضحايا، والذي يعد من أهم المطالب التركية لإعادة استئناف العلاقات حيث يطالب المسئولون الأتراك بمبلغ يصل إلى ٣٠ مليون دولار كتعويضات عن ضحايا الهجوم بينما يعرض الجانب الاسرائيلي حوالي ١٥ مليون دولار قد يتم رفع القيمة إلى ٢٠ مليون دولار بشرط أنه لن يتم دفع التعويضات مباشرة إلي عائلات الضحايا بل سيتم وضعها فى صندوق إنساني وتوزيعها للضحايا وعائلاتهم وفقًا لمعايير محددة يتم الاتفاق عليها فيما بعد. وأخيرًا هل يستطيع رجب أردوغان بعد استئناف علاقته بإسرائيل أن يكتسب عطف وود المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الأوروبي الذي تسعي تركيا منذ سنوات عديدة للدخول فى منظومته الأوروبية والاستفادة من النقلة النوعية التي ستصل لها تركيا إذا دخلت فى إطار النسيج الأوروبي، وما سيجنيه الشعب التركي إثر توحده فى المنظومة الأوروبية، ولكن سلوك رجب أردوغان بمساعدته التنظيمات الإرهابية والعبث بملفات الأمن القومي بدول الجوار ودخولهم فى حرب شبه معلنة مع الدب الروسي من المؤكد أنه سيقف حاجزًا بينه وبين دول الاتحاد شعوبًا وحكومات خاصة أن فكرة الخلافة الإسلامية التي يتبناها أردوغان تثير الكثير من المخاوف لدي شعوب وحكومات المنطقة وأن الإرهاب الذي تدعمه تركيا يحرقها بالداخل حيث ارتفعت حدة العمليات الإرهابية فى تركيا خلال الثلاثة شهور الماضية، فإذا كانت تركيا ترغب فى تحسين علاقتها مع دول المنطقة أولا أن تكف عن دعم الكائنات الإرهابية المنتشرة فى دول مناطق الصراع وأن تكف عن إضفاء الغطاء السياسي لقطر والتنظيمات الإرهابية، وأن يحاول النظام التركي حل مشاكله مع الأكراد الذين يسعون بدورهم لإعلان دورة مستقلة وأن يفسح أردوغان الساحة للمعارضة بالداخل ومحاربة الفساد المستشري فى كل مؤسسات الدولة، وأن يكف النظام التركي عن محاكمات الرأي خاصة الإعلاميين.