الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

"رحلة العائلة المقدسة" شاهد على عظمة مصر.. الكنائس تحتفل بذكرى دخولها إلى أرض السلام.. المسيح والعذراء ويوسف النجار انطلقوا من بيت لحم هربًا من بطش "هيردوس"

رحلة العائلة المقدسة
رحلة العائلة المقدسة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدأ الأقباط المصريون، مساء اليوم الأربعاء، الاحتفال بذكرى دخول العائلة المقدسة مصر، وذلك في العديد من الكنائس القبطية الأرثوذكسية، حيث دخلت العائلة المقدسة مصر للاحتماء بها من جنود "هيردوس"، الملك الذي أراد أن يقتل المسيح عليه السلام.
"العائلة المقدسة" مصطلح ديني تاريخي، اتفق على أنه يتكون من المسيح وهو طفل وأمه السيدة مريم العذراء، ويوسف النجار، خطيب مريم الذي لم يدخل بها، والذي ظل وفيًا لها من بين بني إسرائيل بعد زكريا.
وصاحب يوسف النجار المسيح وأمه في رحلة الهرب من الطغاة، الذين حاولوا قتل المسيح الطفل، فهربت به مريم ويوسف إلى مصر.

وجاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش، ووصلوا إلى بابليون أو ما يعرف اليوم بـ"مصر القديمة"، ثم تحركوا نحو الصعيد، واختبأوا هناك فترة، ثم عادوا للشمال مرورا بوادي النطرون، واجتازوا الدلتا، مرورًا بسخا ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتوا، ويعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة.

ويرجع سبب هروب العائلة، عندما ولد المسيح في بيت لحم اليهودية، وفقًا للنبوات، فاشتد انزعاج هيرودس بسبب سؤال المجوس الذين أتوا من المشرق سائلين أين هو المولود ملك اليهود، لأنهم رأوا نجمة، وشعر الملك هيرودس أن هناك طفل مولود سيأخذ الملك منه فسعى لقتله بشتى الطرق وبحث عنه كثيرًا.

وهربت العائلة المقدسة من بطش وسطوة الملك هيرودس، فاحتضنت الأم "العذراء مريم" وليدها "المسيح"، وركبت حمارها الصغير مع رجل الله "يوسف النجار"، الذي اختاره ليرعاهما، سلكوا جميعًا كعائلة مقدسة طريق المخاطر، لتحتضنهم مصر المحروسة وشعبها، التي اختصها الرب "مبارك شعبي مصر". 

من أرض فلسطين انطلقت رحلة العائلة المقدسة لمصر، عبر وديان وبراري وصحاري وهضاب، ومخاطر هددت حياتهم، ليست أقل من تلك المخاطر، التي كان من الممكن لهم أن يواجهوها، إذا ظلوا في أورشليم، إلا أن إيمانهم قادهم في طريق مغاير لما كان معتادًا للمسافرين من فلسطين لمصر، عبر 3 طرق سائدة ومعروفة، خوفًا من لحاق هيرودس لهم. 


وبدأت الرحلة من بيت لحم إلى غزة انطلقت العائلة المقدسة، وسارت حتى محمية الزرانيق الواقعة غرب العريش بـ37 كيلومترًا، لتدخل مصر من الناحية الشمالية من الفرما، التي تقع بين العريش وبورسعيد. 

ثم دخلت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا، القريبة من الزقازيق في محافظة الشرقية، وهناك عين ماء قيل إن المسيح أنبعها، إلا أن العائلة غادرتها، حيث كانت مملوءة بالأوثان، وسلكت مسارها نحو الجنوب.

واتجهت العائلة المقدسة للجنوب ووصلت مسطرد، وقيل عنها "المحمة"، أي "مكان الاستحمام"، حيث حممت العذراء وليدها هناك وغسلت ملابسه، كما مرت العائلة المقدسة ثانية بمسطرد في طريق عودتها، ويوجد بها نبع ماء للمسيح موجود حتى الآن.

وبعدها انطلقت العائلة المقدسة لمدينة بلبيس بالشرقية، في اتجاهها نحو الشمال الشرقي، وجلسوا تحت شجرة ليستظلوا بظلها، عرفت فيما بعد باسم "شجرة العذراء مريم".

ولسمنود كانت وجهة العائلة المقدسة التالية، عبرت نهر النيل لسمنود داخل الدلتا، ولاقت استقبالا حسنًا من أهالي المدينة، الموجود بها حتى الآن مأجور كبير، قيل إن العذراء استخدمته في العجن أثناء وجودها هناك، إلى جانب بئر ماء باركتها العذراء والمسيح.

ومرت العائلة المقدسة بعدد من مدن وقرى الغربية وكفر الشيخ، واحتضنت المدينة حجرا طُبعت عليه قدم السيد المسيح، وخوفًا من سرقته تم إخفاؤه سنوات طوال، واكتشف منذ عدة أعوام.

ورحلت العائلة المقدسة عبر نهر النيل لغرب الدلتا، وتحركت جنوبًا لوادي النطرون.

وبعدها اتجهت العائلة المقدسة من وادي النطرون جنوبا تجاه القاهرة، متجهة إلى نواحي المطرية وعين شمس، الموجود بها حتى الآن "شجرة مريم"، التي استظلت العائلة المقدسة بظلها في المطرية، إلى جانب عين ماء شرب منه يسوع، وفي طريقها لمصر القديمة ارتاحت العائلة المقدسة بالزيتون لفترة.

وتعتبر مصر القديمة من أكثر الأماكن الشاهدة على زيارة العائلة المقدسة، حيث خُلدت بها العديد من تحركات العائلة المقدسة، من خلال الكنائس التي شيدت فيها، حيث تحتضن العديد من الكنائس والأديرة، التي شهد أغلبها ملمس زيارة المسيح والعذراء.

ثم وصلت العائلة للمعادي، الموجودة فيها كنيسة العذراء حتى الآن، والتي تشتهر بـ"العدوية"، التي عبرت منها العائلة المقدسة النيل إلى الصعيد، والموجود بها السلم الحجري الذي نزلت عليه العائلة المقدسة لضفة النيل، كما يوجد بالكنيسة "إنجيل" وجد طافيًا على ماء النيل أمام الكنيسة عام 1976، مفتوحًا على الآية التي تقول "مبارك شعبي مصر"، وتحتفظ به الكنيسة حتى الآن.

وانطلقت العائلة المقدسة من المعادي إلى مغاغة، في المكان ذاته الموجود فيه دير الجرنوس حاليًا، كما أن بها بئرًا تشير تقاليد الكنيسة إلى أن العائلة المقدسة شربت منه.

ثم واصلت العائلة المقدسة رحلتها إلى بهنسا ثم سمالوط، وعبرت النيل لتصل ناحية الشرق حيث يوجد الآن جبل الطير.



ويحوى دير جبل الطير المغارة التي استقرت فيها العائلة، ويشير التقليد الكنسي إلى أن صخرة كبيرة كادت أن تسقط من الجبل عليهم، فسندها يسوع بيده ليمنع سقوطها، فانطبع عليها كف المسيح، الذي لا يزال موجود فوق الصخر حتى يومنا هذا.
ثم غادرت العائلة منطقة جبل الطير، وعبرت النيل من الناحية الشرقية للغربية، واتجهت لمنطقة الأشمونين.

وانتقلت العائلة المقدسة نحو الجنوب لديروط، ومنها إلى قسقام التي قيل إنه بدخولهم سقطت الأوثان فطردهم أهلها خارجها، فهربت العائلة إلى مير غرب القوصية، التي أحسن شعبها استقبال المسيح والعذراء ويوسف النجار.

ومن مير اتجهت العائلة لجبل قسقام، حيث يوجد بها الآن دير المحرق، ومكثت هناك ما يقرب من 6 أشهر في مغارة، أصبحت الآن كنيسة العذراء الأثرية، وبها مذبح يحوي حجرًا كان يجلس عليه المسيح، وفي هذا الموضع ظهر ملاك ليوسف النجار في حلم، بحسب إنجيل متى، وقال له: "قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي".

وفى طريق العودة، سلكت العائلة المقدسة طريقها إلى مصر القديمة، ومنها إلى المطرية ثم المحمة ومنها لسيناء ففلسطين، 3 سنوات قضتها العائلة المقدسة في رحلتها، قطعت ما يقرب من 2000 كيلو متر، سالكين النيل في معظم تنقلاتهم، التي رصدتها اللجنة المجمعية للكنيسة في خريطة مفصلة، تحمل توقيع البابا شنودة، بطريرك الكنيسة الراحل.