الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأرض كروية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news



المواطن الغلبان حسن حصاوي يغشى عليه من حين لآخر.. وعندما يفيق لا يفهم ما حدث حوله من تغيرات ولكن أحيانًا ما يجعل من يسمعه هو الذي يغشى عليه.

(المثقف جالس بالمقهى في حال بائسة)
حصاوي:
مالك لاوي بوزك ليه؟
مثقف:
مقهور.
حصاوي:
ليه بس؟
المثقف:
عشان أتغلبنا في الكورة من غانا.
حصاوي:
طب وإيه الغريب؟ دي كورة يعني لعب.
المثقف:
واللعب يمنع الجد؟
حصاوي:
مش الفكرة.. لكن اللعب حاجة والجد حاجة تانية خالص.. أمال لما نخسر في الجد نعمل إيه؟
المثقف:
لما نكسب في اللعب معناه أننا تقدمنا.. وإحنا ما قصرناش في حاجة.. دبح، ودبحنا وفرقنا ع الغلابة، وأبوتريكة وعد يبني لهم جامع في غانا من جيبه وأَمّ الفريق بتاعنا في الصلاة وفضلنا ندعي من قلوبنا ليل ونهار إننا نكسب المباراة ونتأهل عشان نلعب في كاس العالم.
حصاوي:
خلي بالك إن كاس العالم بتلعب فيه ناس كتير مش مسلمين.
المثقف:
دي ميزة لنا مش عيب.. يبقى نتغلب في الكورة ليه؟
حصاوي:
ميزة لأنها جايز تدخلنا الجنة، أو تغفر لنا بعض خطايانا، أو تخلي أخلاقنا أحسن نقوم نشتغل أكتر ونتحد مع بعض ونحس ببعض، وساعتها جايز كنا نطلع نلعب في تصفيات كاس العالم، إنما يظهر ما عملناش حسابنا على كده.
المثقف:
لا هما بيكرهونا.. أنت ما عرفتش إنهم بعد المباراة رفعوا علم إسرائيل عشان
يكيدونا.
حصاوي:
وأنت ما عرفتش إن مصريين من الإخوان أتفرجوا على المباراة ورفعوا رايات مرسوم عليها أربع صوابع بترمز لاعتصامهم في رابعة العدوية؟
المثقف:
وجمهور غانا ماله؟
حصاوي:
يعني أنت مبسوط من الإخوان؟
المثقف:
لا طبعًا.
حصاوي:
يبقى ما تزعلش من الغانيين لأنهم مش مننا ومش قرايبنا، وبعدين ما تنساش
أننا استعنّا بمدرب من أمريكا مع أن الأمريكان مالهمش في الكورة وكان قدامنا مدربين مصريين خدوا بطولة أندية أفريقيا سبع مرات وخدونا مرتين
لكاس العالم وكانوا هياخدونا مرة تالتة لولا واحد مننا رمى طوبة بدون لازمة على المدرب بتاع الفريق المنافس.
المثقف:
أنت لفت نظري دلوقت لحاجة مهمة، وهي أن مدربنا أمريكاني.
حصاوي:
قصدك إيه؟
المثقف:
أمريكا دلوقت ضدنا، يبقى مش بعيد زي ما جمدوا قطع غيار الأسلحة اللي بنشتريها منهم، يكونوا دسوا لنا المدرب دا عشان يتعمد يخسرنا.
حصاوي:
(وهو يضحك) أنت بتتكلم جد؟
المثقف:
طبعًا أنا ما اعرفش الهزار.
حصاوي:
يا خسارة يبقى فاتك كتير.
المثقف:
أنت م الصبح عمال تستفزني.
حصاوي:
بالعكس أنت اللي بتستفزني، لأن إحنا حالتنا صعب وعايزين نبني بلدنا من أول وجديد تقريبًا وأنت بتتكلم في الكورة، وناسي إن النشاط الرياضي متوقف كله، وإن المباريات لو اتلعبت بتتلعب بدون جمهور، وإننا مش ضامنين جمهور غانا لما ييجي المباراة الجاية عشان يتفرج هيحصل له إيه وعشان كده هما طالبين يلاعبونا في أي ملعب بره مصر.
المثقف:
حتى وهما كاسبينا؟
حصاوي:
طبعًا.. ما إحنا سُمعتنا بقت وحشة؟ إلا بالحق هما كسبونا كام؟
المثقف:
مستحيل أنت مش متابع الكورة؟
حصاوي:
مش لما نفلح في حاجة تنفعنا أكتر، دا إحنا فاضل لنا شوية ونشحت، لأ إحنا شحتنا فعلاً والناس عندنا مش لاقية تاكل، وكل يوم والتاني مظاهرات تعطل الأشغال وتعطل الطرق وتعتدي ع الناس وع الشرطة وع الجيش وبتوقف العمل في الجامعات وحتى في المستشفيات وتحارب السياحة، وأنت جاي تكلمني عن الكورة، إلا بالحق هي النتيجة طلعت كام.. كام؟
المثقف:
دي كارثة، دي مصيبة، دي هزيمة شنيعة، أتغلبنا ستة واحد.
حصاوي:
طب ومحموق كده ليه؟
المثقف:
عشان ما أتهزمناش في الكورة بالنتيجة دي طول عمرنا تقريبًا، دي ولا هزيمة يونيه 67.
حصاوي:
ولا تزعل نفسك، ما تبقاش تقول عليها هزيمة.. قول نكسة.. وبكره تعدي!