الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أحلام إسرائيل ونوم العرب "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بمناسبة ما يحدث ويدور هذه الأيام وظهور السفير الإسرائيلى بدائرة الأحداث مرة أخرى وذلك بعد مقابلته مع نائب مجلس النواب المصرى توفيق عكاشة، تذكرت وثيقة مهمة للكيان الصهيونى كنت قد قرأتها منذ فترة ورأيت أنه من الأهمية إعادة نشرها الآن.
فى عام ١٩٨٢ نشرت مجلة «كيفونيم» التى تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية وثيقة بعنوان «استراتيجية إسرائيلية للثمانينات»، حيث نشرت باللغة العبرية وتم ترجمتها للعربية فيما بعد عن طريق الأستاذ عصمت سيف الدولة وآخرين، وتأتى أهمية نشرها لتنشيط الذاكرة المصرية والعربية وإعادة تسليط الضوء على أهداف دولة إسرائيل، وذلك حتى لا ننسى، خاصة أننا أمة لا تقرأ إلا قليلا وإذا قرأت تنسى مع مرور الزمن، وحتى لا ننخدع بالكلام المعسول لسفير الكيان الصهيونى والذى يتحدث فيه عن السلام والتعايش بين الجيران فى المنطقة وهم أبعد ما يكونون عن هذا الكلام وهذه الأحلام، فهم فى هذه الوثيقة يعبرون صراحة عن رغبتهم فى مزيد من التفتيت للدول العربية، علما بأن تاريخنا الحديث هو نتاج لمشروعات استعمارية مماثلة، بدأت أفكارا، وتحولت إلى اتفاقات ووثائق تحكمنا حتى الآن.
- فى معاهدة لندن ١٨٤٠ والتى سمحت لمحمد على وأسرته بحكم مصر فقط وفى المقابل حرمت عليه أى نشاط خارجها وقضت على توسعاته وأسطوله المتنامى فى هذه الفترة وكانت بداية لإضعاف الدولة المصرية والذى انتهى باحتلالها عام ١٨٨٢.
- اتفاقية «سايكس بيكو» ١٩١٦ والتى قسمت الوطن العربى تقسيما جائرا نعيش بمقتضاه إلى الآن، جعل العرب محبوسين داخل حدود مصطنعة لا تمثل فى أغلبها الواقع الفعلى للتوزيع السكانى.
- وعد «بلفور» ١٩١٧ والذى كان المقدمة التى أدت لاغتصاب أرض فلسطين فيما بعد، والذى قام على أساسه الانتداب البريطانى على فلسطين فى ٢٩ سبتمبر ١٩٢٢ والذى اعترف فى مادته الرابعة بالوكالة اليهودية من أجل إنشاء وطن قومى لليهود، فأعطوا بذلك الضوء الأخضر للهجرة اليهودية إلى فلسطين.
- قرار الأمم المتحدة فى ٢٩ نوفمبر ١٩٤٧ بتقسيم فلسطين والذى أعطى مشروعية دولية للاحتلال الصهيونى، والذى أنشئت بموجبه دولة إسرائيل وهو القرار الذى رفضه العرب فى البداية ولمدة عشرين عاما قبل أن يعودوا ويعترفوا به بموجب القرار ٢٤٢ الصادر من مجلس الأمن فى عام ١٩٦٧، والذى نص فيما نص على حق إسرائيل فى الوجود، وحقها أن تعيش فى أمان على أرض فلسطين، وعلى أساس هذا القرار تم إبرام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام ١٩٧٩ والتى بموجبها استردت مصر أراضيها المحتلة واستطاعت أن تأخذ هدنة مؤقتة وتلتقط أنفاسها من الحروب المتتالية والصراع المسلح العلنى مع الكيان الصهيونى لتنتقل بعدها إلى مرحلة من الصراع غير المعلن.
كل ذلك بدأ أفكارا وأهدافا استعمارية ووقتها تمت الاستهانة به ولم يلق فى الأغلب الاهتمام الكافى ولا الجدية اللازمة.
ورغم كتابة هذه الوثيقة ونشرها عام ١٩٨٢، إلا أنه تم تنفيذها بحذافيرها أو بشكل أكثر دقة تم تنفيذ جزء كبير منها، وجار العمل فى تنفيذ الباقى وهو أمر يثير السخرية مصحوبة بقدر كبير من المرارة، فإذا كان هذا هو حالنا مع مخططاتهم المكتوبة والمنشورة فى وسائل إعلامهم فكيف يكون حالنا مع مخططاتهم الخفية التى لا تقال إلا وراء الجدران والأبواب المغلقة؟!!
إن الهدف من نشر مثل هذه الوثيقة والتى هى ليست سرا وبإمكان أى شخص أن يبحث عنها وعن غيرها ويقرأها أن نقرأ من جديد ونعيد النظر للتاريخ بصورة شاملة ونرى مساره وحلقاته وتسلسله، أن نرى المخطط على حقيقته، أن نخرج من دائرة التناول المجزأ لتاريخنا حتى لا تقتصر حياتنا على مجموعة من الانفعالات وردود الفعل اللحظية.