الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

اليونيسف: 130 مليون امرأة عربية خضعت لـ"الختان".. ومصر والسودان في المقدمة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف تقرير أصدرته منظمة اليونيسف اليوم أن النساء العرب والشرق أوسطيات تصدرن قائمة النساء اللاتي تعرضن لظاهرة الختان في العالم بآسره، حيث أشار التقرير أن 130 مليون أمرأة في الدول العربية والأفريقية من إجمالي 200 مليون أمراة على المستوي الدولي قد تعرضن للختان في مرحلة عمرية تتراوح ما بين 15 و49 عاما.
وأكد التقرير أن نصف اللواتي عانين من الختان يعشن في مصر وإثيوبيا واندونيسيا والصومال وجيبوتي، بل أن هذه الظاهرة تكاد تكون معممة في هذه، حيث تتخطى نسبة النساء اللواتي تعرضن للختان الـ90%.
وتأتي الصومال في المرتبة الأولى بالنسبة لظاهرة الختان بنسبة 98 %، حيث تخضع جميع الفتيات بدءا من سن الرابعة وحتى الحادية عشرة للختان رغما عن أن هذه الممارسة محظورة وفقا للدستور الصومالي إلا أن الشعب الصومالي لا يزال آسيرا لعاداته وتقاليده البالية في هذا الشأن رغم أنها كثيرا ما تؤدي بحياة فتيات لا تزالن في عمر الزهور نتيجة لتعرضهن للنزف أو الصدمة.
بينما تحتل جيبوتي المرتبة الثانية بنسبة 93%، فلا تزال الثقافة الجيبوتية تقوم على أن الفتيات قد يجلبن العار إذا لم يتعرضن للختان وبالتالي تصر معظم العائلات على ختان بناتهن منذ سن صغيرة.
وتعمل الجمعيات الحقوقية في جيبوتي جاهدة على التخلص من تلك الظاهرة حيث نظم اتحاد نساء جيبوتي مؤتمرا اليوم لمكافحة ظاهرة الختان بمناسبة اليوم العالمي لرفض الختان بهدف تقليص انتشار الظاهرة إلى40 % خلال السنوات الخمس المقبلة.
كما لا تزال مصر أيضا تتمسك بهذه الظاهرة والتي تعد ظاهرة فرعونية، حيث تأتي في المرتبة الثالثة بنسبة 91 %، فالبرغم من صدور قانون يجرّم ختان الفتيات منذ عام 2008 وإدانة طبيب في محافظة الدقهلية بالسجن مع أشغال شاقة مدة عامين بتهمة إجراء عمليات ختان، تبقى مصر واحدة من أكثر الدول التي تنتشر فيها هذه الظاهرة.
تليها السودان بنسبة 88%، فرغما عن الجهود التي تبذلها الحكومة السودانية بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية إلى القضاء على ظاهرة ختان الإناث بحلول عام 2018، إلا أن الختان لا يزال يمارس على نطاق واسع نتيجة لتاريخ الظاهرة التي تعود إلى القبائل العربية التي استقرت في شمال السودان في القرن الـ14، كما أن الختان يلاقي ترحيبا من قبل رجال الدين في السودان.
أما في المجتمع الموريتاني فلا تزال ثقافة أن الدين يحث على الختان قائمة بين أفراده، فقد بلغت نسبة الختان فيه 69% وعادة ما يتم ختان الفتيات قبل عمر ستة سنوات بدعوي تطهيرهن، كما لا يزال الاعتقاد السائد أن الختان يقي البنت من العقم ويحدّ من الشهوة الجنسية، وهذا ما يساعد على "حصانتها" إذا غاب زوجها فترة طويلة.
أما باقي الدول العربية فقد تضاءلت فيها هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة، فاليمن على سبيل المثال لا تتجاوز فيها نسبة الختان حاليا 19%، حيث شهد اليمن تراجعًا طفيفًا في انتشار ختان الإناث في السنوات الماضية بفضل عمل المنظمات الدولية والحكومية لمكافحته وحث دار الإفتاء على التوقّف عن تلك الممارسة من خلال نزع الشرعية الدينية عنها.
وكذلك العراق التي نجحت حملات التوعية المناهضة للختان فيها من الحد من الظاهرة تماما، حيث لا تتجاوز النسبة الآن 8% على الرغم من الدعوات التي أصدرها تنظيم "داعش" مؤخرا بختان "كل النساء في العراق".
ولكن المشكلة لا تقتصر على النساء في المنطقة العربية وحدها، إذ ارتفع عدد النساء المتعايشات مع الختان أو المتعرضات له من 168، 000 في عام 1997 إلى 513، 000 عام 2015 في الولايات المتحدة.
أما في أوروبا، فيقدر أن مئات آلاف النساء قد تعرضن للختان فيما آلاف البنات معرضات له في المستقبل.