الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

فيلم"MalcolmX" يضع النقط على الحروف في ذكرى اغتياله

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد 48 عامًا على اغتياله مازال الداعية الأمريكي مالكوم إكس، شخصية فريدة لها تأثير عميق على الجمهور، خطابه يؤجج نفوس الأفراد سواء لمن اتبعه ومن لم يتبعه، وهو نموذج رائع لشخص عصامي بنى فكره بنفسه، ودخل في معارك فكرية مع من حوله من أجل توصيل أفكاره لجميع الناس.
كما دخل مالكوم في معارك داخلية نفسية قادت إلى تغيير الكثير من معتقداته ومفاهيمه، وهناك عدة نظريات تشير إلى أن اغتيال مالكوم إكس كان مؤامرة وقف وراءها مروجو المخدرات، أو جهاز المباحث الفيدرالية “,”الإف بي آي“,”، أو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “,”السي آي إيه“,”، وبعد شهر واحد من اغتيال مالكوم أقر الرئيس الأمريكي وقتها “,”ليندون جونسون“,” مرسومًا قانونيًا ينص على حقوق التصويت للسود، وأنهى الاستخدام الرسمي لكلمة نجرو (الزنجي) لاعتبارها إهانة.
وفي عام 2010، أطلقت السلطات الأمريكية سراح قاتل مالكوم إكس بموجب عفو بعد 45 عامًا من حادثة الاغتيال، وكان توماس هاجان 69 عاماً هو الشخص الوحيد الذي اعترف بدوره في اغتيال مالكوم، بأنه أطلق النار عليه أثناء إلقائه خطبة في حي هارلم عام 1965.
وتقدم هاجان، الذي أبدى الندم على فعلته مرارًا، بستة عشر طلبًا للعفو خلال سنوات سجنه- نفس عدد الطلقات التي أطلقها على مالكوم إكس- لكن لم يستجب لطلبه عام 2010.
وكانت السلطات الأمريكية قد سمحت لهاجان بقضاء خمس ليال في الأسبوع في منزله خلال السنوات الاثنتين والعشرين الأخيرة من فترة العقوبة، وقد أنتج سنة 1992، فيلمًا يتحدث عن سيرة حياة مالكوم إكس، وكان بطل الفيلم “,”دنزيل واشنطن“,” وأتقن الدور، مما منحه الفرصة الثانية للترشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل .
والفيلم يدور حول مالكولم إكس الذي اعتنق الإسلام، ونادى مثل غيره من السود بتحسين أوضاع السود، وإلغاء نظام الفصل والتمييز العنصري في الولايات المتحدة الأمريكية.
“,” Malcolm X“,” أخرجه المخرج الأسود البارز سبايك لي عام 1992، وهو فيلم دراما سيرة ذاتية لأحد أهم الشخصيات التي دافعت عن حقوق أقليات الزنوج في أمريكا بين عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين المنصرم.
وقدم لي فيلمًا سلسًا ومترابطًا من ناحية الحبكة الدرامية، وغطى الفيلم حياة مالكوم بشكل ممتاز وحياته الفكرية بشكل موجز وعميق.
ويستعرض الفيلم منذ طفولته، حادثة اغتياله عام 1965، معتمدًا على السيرة الشخصية التي أملاها مالكوم إكس على المؤلف ألكس هيلي.
ومن المعروف أن مالكوم إكس أمضى السنوات الأخيرة، وهو يقابل أليكس هايلي، ويخبره بقصة حياته، واستمر الوضع هكذا حتى توفي مالكوم، فأكمل أليكس هايلي القصة بذكر طريقة وفاته وبتفصيل كبير من مصادر كثيرة.
وصدر الكتاب عام 1965 ويعتبر من الكتب المؤثرة كثيرًا، وحوله إلي نص سينمائي كل من المخرجين “,”سبايك لي، وأرنولد بيرل“,”.
الفيلم يروي كيف شهد مالكوم وهو صغير مقتل أبيه القسيس على أيدي عصابة الكوكلس البيضاء المتعصبة، وكيف دخل مالكوم حياة الجريمة ثم دخوله السجن وتعرفه على جماعة «أمة الإسلام» ثم تدرج في مناصب الجماعة وأصبح مقربًا من زعيمها إليجاه محمد، ورحلته إلى الحج التي أثرت فيه بشكل إيجابي لينبذ العنف.
وأعلن مالكوم براءته من مبادئ حركة أمة الإسلام العنصرية، وحاول إقناع زعيمها إليجاه محمد بأخطائه ودعاه لزيارة الكعبة، ولكن إليجاه محمد غضب بشدة واعتبره منشقًا عن الحركة وطرده منها، فشكل مالكوم جماعة جديدة أسماها جماعة “,”أهل السنة“,” وبدأ يدعو للدين الحق بصورته الصحيحة، وبنفس الحماس السابق المعهود عنه، وأخذ مالكوم في دعوة المسلمين السود وغيرهم للإسلام، وكثر أتباعه خاصة من السود، واشتعلت الفتنة بين مالكوم وإليجاه بعد اتهام مالكوم إكس إليجاه بالزنا.
لم تعجب هذه الأفعال زعيم أمة الإسلام إليجاه محمد، فهدده ولم تكن هذه الأمور والتهديدات تزيد مالكوم إلا إصرارًا ومواصلة للدعوة بين الناس، وفي 14 فبراير بعد صدور أوامر من أمة الإسلام بقتله أضرموا النار في بيته لكنه نجا.
وأخذت الصحف الأمريكية في شن حرب ضده ووصفته بأنه يريد أن يدمر أمريكا ويثير ثورة بين السود، والعجيب أن مالكوم عندما كان يدعو بدعوة الإسلام ذات الطابع العنصري مجدته الصحف وفتح التليفزيون له أبوابه، وعندما بدأ يدعو للدين هاجموه وحاربوه.
يشير الفيلم إلى أن هناك تشابه افي مسيرة حياتية لمالكولم وأبيه، الذي كان خطيبًا ممتازًا من ناحية القوة في الشخصية والإصرار على المبادئ ومحاربة الأعداء مثل احتراق منزله ومقتله أمام ملأ، وذلك من خلال استعمال خاصية الفلاش باك.
قابل الفيلم العديد من المشاكل منها انسحاب شركة «وارنر برذرز» من تمويل الفيلم، حيث اعتبرت الفيلم غير ناجح تجاريًا خاصة أن أفلام المخرج سبايك لي الخمسة السابقة لم تتجاوز أرباحها في شباك التذاكر 100 مليون دولار مجتمعة.
ولهذا اضطر سبايك لي لأن يطلب التبرعات من بعض مشاهير المجتمع الأسود أمثال المذيعة أوبرا وينفري، والممثل بيل كوزبي، لإكمال تصوير الفيلم الذي كاد أن يتوقف.
الفيلم يعتبر الوحيد الذي سمح لطاقمه بالتصوير في مكة المكرمة، حيث أرسل سبايك لي طاقمًا مسلمًا بالكامل من أجل التصوير هناك، وشارك في الفيلم من الممثلين: “,”أنجيلا باسيت في دور زوجة مالكوم، وآل فريمان جونيور في دور إليجاه محمد“,”.