الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إيران والسعودية والخليج.. معركة السنة والشيعة

 صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما ننظر إلى سخونة المعركة بين إيران والسعودية ودول الخليج لا يجب أن نحدد رؤيتنا جغرافيا إلى هذه المنطقة، بل يجب لنفهم ما وراء هذه المعركة أن نذهب إلى لعبة الأمم التى تبدأ بالولايات المتحدة منذ اتفاقية النووى الإيرانى.
ولم يثر موضوع الدور المحتمل للولايات المتحدة فى معركة إيران والسعودية إلا الزميلة مها عبدالفتاح فى أخبار اليوم، كما عودتنا ببحثها الدقيق عما وراء الأحداث، وأشارت إلى أن الاهتمام الأول لأوباما هو الابتعاد عن إغضاب طهران.
وأهم الأخبار عن الصدام السعودى الإيرانى هو ما صدر من تصريحات الملك سلمان وولى العهد محمد بن سلمان بحكمة وهدوء ووعى، حينما أكدا أنه لا توجد نية للحرب مع إيران لأن اندلاع حرب بيننا وبين إيران يعتبر كارثة، وأن المملكة السعودية لا تسمح بهذه الكارثة، وأن من يدفع لاندلاع حرب هو شخص لا يتمتع بالعقل السليم، وعلى الولايات المتحدة التصرف على هذا الاعتبار.
تحيه تقدير وإجلال لحكمة خادم الحرمين وولى العهد، فى اختيار لغة العقل والتعقل أمام المواقف الصعبة.
أما عن تقييم موقف إيران واللهجة الساخنة التى استعملتها بعد إعدام رجل الدين السعودى الشيعى نمر باقر النمر، فإنه يعنى من جانب طهران أنها تعتبر نفسها مسئولة عن حماية كل شيعى فى العالم، بصرف النظر عن جنسيته وخطورته والمسئولية الأمنية.
والجميع يعلمون خطورة نمر باقر النمر وتهديداته للأمن القومى لبلده ووطنه السعودية.
ومن جانب إيران هناك خلط بين الانتماء الدينى والجنسية والوطن، فحكم الإعدام الذى نفذته المملكة على نمر باقر النمر هو على مواطن يخضع للسيادة السعودية وليس تابعا للسيادة الإيرانية.
واستمرت إيران فى سياستها التى تريد أن تفرض سيادتها على منطقة القطيف شرق السعودية الآهلة بالشيعة، فدفعت أهل المنطقة بحكم الانتماء الشيعى للخروج فى مسيرات احتجاج، وقاموا بأعمال عنف وتخريب فى المنطقة وتسببوا فى حرقها. كما قام الإيرانيون بالهجوم على القنصلية السعودية وإحراق سفارتها بطهران.
ولكن التعقل من جانب خادم الحرمين وولى العهد لم يمنع مصدرا مسئولا بوزارة الخارجية السعودية أن يعطى بيانا شديد اللهجة، ردا على مواقف إيران يقول فيه ما معناه أنه يجب ألا ننسى «إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب فى الأمم المتحدة».
وأضاف المصدر «تدخلات النظام الإيرانى السافرة فى الشئون الداخلية لدول المنطقة، والتى شملت العراق واليمن وسوريا وكان التدخل بشكل مباشر من خلال الحرس الثورى والميليشيات الشيعية فى لبنان».
كما ذكر المصدر السعودى: «القبض على خلايا تابعة لإيران قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين وإلى الكويت، والقبض أيضا على خلية إيرانية بالسعودية وذلك فى ممارسات استهدفت أيضا دول مجلس التعاون الخليجى».
وختم المصدر تصريحاته بقوله «إن نظام إيران لا يخجل من التشدق بحقوق الإنسان، وهو الذى أعدم العام الماضى المئات من الإيرانيين دون سند قانونى، فى حين أننا نؤكد على استقلال وشفافية القضاء السعودى». ومن ناحيتنا نضيف أن الخبراء فى الشأن السعودى والإيرانى يتوقعون أن تشهد العلاقات بين البلدين مزيدا من الأوضاع المشتعلة فى دول المنطقة لا سيما سوريا والعراق واليمن والبحرين.
وقد يكون من المفيد التعرف على شخصية باقر النمر، السعودى الشيعى الذى تم إعدامه بالمملكة، فقد عرف بأنه كان معارضا للنظام الحاكم بالسعودية وأنه انتقد تعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد، وأنه هدد بانفصال القطيف عن السعودية وتشكيل دولة شيعية مع البحرين المجاورة، واتهمته الشرطة بإثارة الفتن والدعوة للتدخل الخارجى، والانتماء لتنظيمات إرهابية وتنفيذ مخططات إجرامية من خلال تفجير مجمع أشبيليا السكنى شرق مدينة الرياض. أما عن الغضب فى الأوساط الشيعية بعد تنفيذ حكم الإعدام على السعودى الشيعى نمر باقر النمر، فقد استنكر المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى فى لبنان حكم الإعدام واعتبره «خطأ فادحًا».
أما عن هؤلاء الذين يريدون صراعا دينيا بين المذهب السنى والشيعى، أقول لهم إن الرب واحد وهو الله، والدين واحد وهو الإسلام، والكتاب واحد وهو القرآن، فلما الخلاف والصدام؟.