الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هيئة قناة السويس تصدر النشرة السنوية للذكرى 59 لمؤامرة الانسحاب الجماعي للمرشدين والعاملين الأجانب.. فرنسا وإنجلترا حاولتا إحراج مصر دوليًّا بسحب موظفيها والمصريون يحولون المؤامرة لنصر تاريخي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت إدارة الإعلام بهيئة قناة السويس النشرة السنوية للذكرى 59 لانتصار الإرادة المصرية على مؤامرة الانسحاب الجماعي للمرشدين والعاملين الأجانب من قناة السويس، وذلك بتوجيه الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المجلس التنفيذي لمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وإشراف المهندس نشأت المنيري مدير إدارة الرئاسة، وذلك تقديرا لدور مرشدي هيئة قناة السويس الرائع في حسم معركة تأميم القناة، وقام طارق حسنين رئيس قسم الصحافة والإعلام والمتحدث الرسمي للهيئة بإعداد المادة العلمية والتاريخية، وشارك أحمد على المنوفي بالإعداد الفني للنشرة فيما ضمت لجنة التحرير كلا من مروة ماهر ومحمد الخولي ومحمد فضل ومحمود إدريس وعمرو مصطفى وإسلام صلاح وعمرو فؤاد ومحمد أبو الوفا فيما قدم المادة التصويرية هاشم حسنين ومحمد الدخروجي ومحمد المغربي ومحمد عبد اللطيف. 
واجهت الإدارة المصرية الجديدة لقناة السويس سلسلة مؤامرات حركتها فرنسا وإنجلترا بغرض عرقلة قرار التأميم الذي اتخذه الرئيس جمال عبدالناصر في 26 يوليو 1956 وكانت الحلقة الأهم في سلسلة المؤامرات هي الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب في ليلة 14 - 15 سبتمبر 1956 كمحاولة يائسة لإثبات عدم قدرة المصريين على إدارة هذا المجرى الملاحي العالمي، وذلك بعد أن فشلت فرنسا وإنجلترا في أثناء مصر عن قرارها الوطني بتأميم القناة. 
كانت الإدارة الأجنبية تعتقد أن نجاح العمل في القناة يرجع إلى موظفيها الأجانب، وأن المصريين لن يستطيعوا إدارة القناة بمفردهم، ومن ثم خلصت إلى أن سحب المرشدين والموظفيين الأجانب دفعة واحدة سيؤدي إلى اضطراب العمل وتوقف الملاحة في القناة وهو ما يشكل خرقا صريحًا لاتفاقية القسطنطينية، وبذلك لا يكون أمام القوات البريطانية والفرنسية إلا فرض إرادتها بالقوة على مصر واللجوء إلى التدخل المسلح بحجة إعادة الملاحة في القناة فقامت الشركة بطلب عدم عودة المرشدين الموجودين بالإجازة إلى عملهم وفي يوم 26 أغسطس 1956 بلغ عدد المرشديين المتغيبين 59 مرشدا وفي منتصف ليلة 114 - 15 سبتمبر 1956 انسحب دفعة واحدة جميع المرشدين والموظفين والعمال الاجانب ماعدا اليونانيين فلم يبق في جهاز الإرشاد إلا 52 مرشدًا من أصل 207 مرشين وانسحب مع المرشدين 326 موظفا فنيا وإداريا من أصل 805 إلا أن الإرادة المصرية كانت قد أعدت العدة لذلك فعززت جهاز الإرشاد لديها بعناصر جديدة من البحرية المصرية وعدد من المرشدين الأجانب الجدد بلغ عدد المرشدين الجدد منذ التأميم وحتى ساعة الانسحاب في 14 سبتمبر 68 مرشدا منهم 53 مصريا و6 يونانيين و9 من جنسيات مختلفة حصلوا جميعا على تدريب مكثف مكنهم بالعزيمة والإصرار من المشاركة مع إخوانهم من المرشدين القدامى في مقاومة الانسحاب الجماعي.
كان النجاح المذهل حليف أبناء القناة الأبطال رغم محاولات الغرب إرسال أعداد كبيرة من السفن لعبور القناة دفعة واحدة حتى يظهروا عدم قدرة المصريين على إدارة القناة ووقف الرئيس عبدالناصر يوم 15 سبتمبر 1956 يخطب بمناسبة الاحتفال بتخريج فوج من الضباط الطيارين مشيدا برجال القناة من المرشدين ورجال التحركات وجميع العاملين قائلا: "اليوم باسم الشعب وباسم كل فرد من أبناء مصر أهدى إلى هؤلاء الرجال وسام الاستحقاق المصري من الشعب المصري". 
في ليلة 13 سبتمبر بدأت تحاك أول خيوط المؤامرة إذ أخطر الفرنسي بول ريموند مدير إدارة الملاحة بقناة السويس المهندس محمود يونس رئيس هيئة قناة السويس فيما بعد بقرار الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب البالغ عددهم 207 مرشدين بحجة استيائهم من معاملة الإدارة الجديدة رغم أن القرار جاء بناءً على تعليمات إدارة الشركة في باريس وفي الليلة التالية مباشرة ترك 155 مرشدا أعمالهم وجلس بعضهم في النوادي المطلة على مياه القناة وبجوارهم مراسلو الصحف الاجنبية الذين تجمعوا ليسجلوا الحدث المتوقع بتوقف الملاحة في قناة السويس غير أن المؤامرة تحولت إلى ملحمة بطولات بفضل دقة القراءة المسبقة للإدارة المصرية حيث توقعت مصر منذ بداية التأميم اتخاذ فرنسا وانجلترا هذه الخطوة على إثره قامت الإدارة المصرية بالترتيب لإلحاق 68 مرشدا تم تدريبهم بواسطة المرشدين القدامى.
وأصبح يوم الامتحان الذي أطلقه المهندس محمود يونس على ليلة 14 - 15 سبتمبر هو يوم إنجاز حقيقي مؤرخ في سجل البطولات المصرية فعلى الرغم من محاولة عدد من الدول الأجنبية وعلى رأسها فرنسا وإنجلترا إحراج مصر دوليا عبر زيادة عدد السفن المرسلة للقناة إلى 50 سفينة غير أن براعة وتصميم المرشدين المصريين واليونانين افسدت المؤامرة وحولتها إلى نصر تاريخي. 
وفي كلمة تاريخية وجهها الرئيس جمال عبدالناصر إلى العالم اجمع تقديرا لجهود المرشديين خلال حفل تخريج دفعة جديدة من الطيارين بكلية الطيران ببلبيس فقال فخور اليوم هو أول يوم لتنفيذ المؤامرة الفرنسية والانجليزية في قناة السويس.. وصلت 50 سفينة مرة واحدة واستطاع المرشدون المصريون واليونانيون أن يقوموا بالعمل كله في القناة اليوم نثبت لعالم أجمع أن المصريين تمكنوا من أن يواصلوا العمل في القناة بعد أن سحبت بريطانيا وفرنسا جميع المرشدين الأجانب من القناة اليوم باسم الشعب وباسم كل فرد من أبناء مصر اهدي هؤلاء الرجال وسام الاستحقاق المصري من اشلعب المصري هذا التكريم التاريخي للمرشدين المصريين جاء تقديرا لدورهم المحوري في توجيه دفه الرأي العام العالمي إزاء قضية تأميم قناة السويس حيث وجهت الحكومة المصرية في 17 سبتمبر 1956 مذكرة لمجلس الأمن تحتج فيها على سحب الدول الغربية المرشدين وكررت مصر اقتراحها بتأليف هيئة دولية لتسوية أزمة قناة السويس وفي اليوم نفسه لاقى الاقتراح المصري تأييد 21 دولة في دلالة على نجاح المصريين في إدارة المجرى الملاحي بعيدا عن مساعده الدولة الغربية حتى أن مجلة تايم الأمريكية نشرت في أول أكتوبر 1956 مقالا بعنوان "تحت الإدارة الجديدة " يقول يبدو أن ناصر قد نفذ ما كان يعد به في اعتزاز فقد عببرت القناة منذ التأميم 2432 سفينة بسلام وأمان منها 301 بعد الانسحاب الجماعي للمرشدين وتقديرا لدور المرشدين الرائع خصصت هيئة قناة السويس يوم 14 سبتمبر من كل عام عيدا للمرشدين والذي يبلغ عددهم الآن 300 مرشد مصري يتمتعون بأعلى كفاءة دولية لإرشاد السفن في المجرى الملاحي لقناة السويس.