الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

مشروع تلسكوب تشيلي يواجه عقبات تتعلق بالأضواء المبهرة

مشروع تلسكوب تشيلي
مشروع تلسكوب تشيلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ع ندما تسلق بعض من أكبر علماء الفلك في العالم قمة جليدية في تشيلي في منتصف نوفمبر تشرين الثاني الماضي لوضع الأساس إيذانا ببدء الأعمال الإنشائية لواحد من أكبر التلسكوبات تطورا في العالم ذهلوا لما شاهدوه من أضواء متألقة.

وفي صحراء اتاكاما حيث تقع قمة الجبل الذي يرتفع عن سطح البحر 1700 متر أقيم تلسكوب ماجلان العظيم فيما تلألأت الاضواء على الطريق السريع المؤدي لموقع التلسكوب.

ويمكن رؤية الأجرام السماوية بالعين المجردة لكن من خلال التلسكوب الحديث الفائق الحساسية تتعذر الرؤية بسبب الأضواء.

والهدف من انشاء التلسكوب في منطقة على قمة جبال الانديز هو إلقاء مزيد من الضوء على احتمالات وجود الحياة في الكواكب النائية بالفضاء الخارجي.

وقال جيليرمو بلانك استاذ الفلك بجامعة تشيلي "يشبه الأمر وضع رصيف عائم لاستخراج النفط وسط الحاجز المرجاني العظيم. هذا غير معقول. لماذا يحاولون اضاءة جبال الانديز".

وخلال السنوات الثلاثين الأخيرة نصبت تشيلي نفسها عالميا كرائدة في مجال المراصد الفلكية مع انشاء أكثر من عشرة تلسكوبات بحثية عملاقة وبحلول عام 2020 تفخر تشيلي بان بها 70 في المئة من البنية الاساسية الفلكية في العالم.

كان انخفاض درجة الرطوبة وانسياب الهواء اللطيف في صحراء اتاكاما بشمال تشيلي يتيح موقعا فريدا للرؤية من خلال التلسكوبات الحديثة.

لكن العلماء يقولون إن التلوث الضوئي زاد بصورة حادة في صحراء اتاكاما القاحلة مع تنامي المدن الصناعية الخاصة بالتعدين والأنشطة السياحية.

وقال باتريك مكارثي مدير مرصد ماجلان العظيم الذي سيقام بمنطقة مرصد لاس كامباناس في صحراء اتاكاما الجنوبية "هناك قلق متزايد من تعرض أنشطة الفلك للخطر على المدى الطويل. لا توجد مناطق كثيرة ملائمة باقية" مشيرا الى ان تضخم المدن وزيادة الأضواء يعرقل الأنشطة الفلكية.

وعلى سفح الجبل وعلى مسافة 100 كيلومتر من موقع التلسكوب تزايد عدد سكان المدن بنسبة 70 في المئة تقريبا بين عامي 1992 و2012 فيما تنبعث أضواء مبهرة من الملاهي الليلية والساحات الرياضية وتشاهد الانوار الحديثة في قلب الضواحي المترامية الأطراف.

ويشير العلماء الى انه ما لم تتخذ اجراءات ملائمة فان التلوث الضوئي قد يحد من الرؤية المادية في اجواء المنطقة في غضون عشر سنوات.

ومن المقرر انتهاء العمل بالتلسكوب بحلول عام 2024 وستكون قوته أكبر بواقع عشر مرات من تلسكوب هابل الشهير فيما يقول الخبراء إنه سيكون بامكانه رصد الثقوب السوداء في الفضاء السحيق علاوة على مراقبة المجموعات النجمية الأخرى بدقة متناهية.

يقول علماء الفلك إن مثل هذه التقنية ستساعد الإنسان على التعرف على كيفية نشوء الكون وما اذا كانت الكواكب التي تبعد عنا مئات السنوات الضوئية تمتلك مقومات الحياة عليها.

والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة.

وتشارك في هذا المشروع مؤسسات من الولايات المتحدة وتشيلي وكوريا الجنوبية والبرازيل واستراليا فيما يعتمد التلسكوب على سبع عدسات قطر الواحدة منها 8.5 متر.

ومن المقرر الانتهاء في عشرينات القرن الحالي من انشاء التلسكوب الاوروبي الضخم في تشيلي وتلسكوب الثلاثين مترا في هاواي لكن باتريك مكارثي رئيس المرصد قال إن عدسات التلسكوب الجديد أكبر وتتيح مجالا أكبر للرصد والقياسات الدقيقة.