الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لنتحد جميعًا في مواجهة المؤامرات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعد الأمر خافيا على أحد.. لأن أعداءنا المتآمرين لم يعودوا يعملون فى الخفاء أو بواسطة الوكلاء من العملاء كما عودونا. إنما ظهروا بأنفسهم، وعلى المكشوف، وبرغم من بشاعة هذا، وأثره الصادم لنا. إلا أنه شىء إيجابى، وتكمن إيجابيته فى أننا نجحنا فى إخراج العدو من مكانه بسبب فضح مخططاته، وتعريفها للشعوب العربية بمجملها بل وللعالم كله مما سهل لنا وقفها.
فالمسألة فيما يخص الطائرة الروسية، ليست مسألة سقوطها أو البحث عن الأسباب الحقيقية لهذا لسقوط، وإلا كان يجب على القادة البريطانيين والأمريكان أن يقدموا ما لدى أجهزة مخابراتهم من معلومات لأجهزة التحقيق المصرية والروسية، والانتظار لحين إعلان نتائج التحقيق.
إنما حقيقة المسألة هى استغلال الحادث لضرب الموسم السياحى المصرى الذى كان متوقعًا له نمو وازدهار بفضل الجهد الخارق الذى تبذله جميع الأجهزة المعنية لعودة السياحة لمعدلها الطبيعى، خاصة زيارات السيد رئيس الجمهورية الخارجية التى استردت لمصر كدولة دورها القيادى فى المنطقة، الأمر الذى يؤدى إلى توافر العملة الصعبة. ويسهم فى استيراد السلع الأساسية للمواطن، وإقامة مشاريع التنمية مما يؤدى إلى نمو اقتصادى، خاصة أن محاولات عملائهم من قادة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فى سحب العملة الصعبة، خاصة الدولار، من خلال شركات الصرافة التى يسيطرون عليها قد باءت بالفشل، وتم القبض عليهم، الأمر الذى ترتب عليه ثبات سعر الدولار الأمريكى. ولم يكن بغريب بأن يقود المؤامرة علينا رئيس وزارء بريطانيا، زعيمة الاستعمار العالمى سابقًا، وأوباما رئيس أمريكا التى ورثت تركة الاستعمار العالمى، وأصبحت هى الزعيمة، وذلك بإعلان أن الطائرة الروسية التى أقلعت من مطار شرم الشيخ سقطت نتيجة زرع قنبلة داخل حقائب الركاب، وزيادة فى الحبكة تأكيد هذه الرواية من جانب أمريكا، مضافًا إليها العديد من الأكاذيب الأخرى، سواء رصدهم لمكالمات، وتهانى قادة داعش فى سوريا لأنصار بيت المقدس، وداعش فى لييبا. أو أن إحدى الطائرات البريطانية قد نجحت فى تفادى صاروخ كان يستهدفها عن طريق المناورة... إلخ.
فالقادة الاستعماريون يقودون بأنفسهم الحملة ضد اقتصادنا من أجل إضعافه، الأمر الذى يسهل لنا العودة مرة أخرى إلى حظيرتهم، وتنفيذ مخططاتهم الشريرة التى تم إعدادها لمنطقة الشرق الأوسط، وفى القلب منها الدول العربية بتفكيكها، وتقسيمها، وتفتيتها إلى دويلات، وتدمير جيوشها مما يسهل إسقاط دولها بحيث لا يبقى سوى جيش إسرائيل/ دولة إسرائيل لتقود المنطقة بأكملها. وذلك إحياءً لمشروعهم القديم الذى وضعة الدبلوماسى مارك سايكس، والفرنسى جورج بيكو فى عام ١٩١٦، وما أعقبة من وعد بلفور ١٩١٧ الذى صدر ممن لا يملك لمن لا يستحق، لتقام دولة إسرائيل التى تحيك ضدنا كل المؤامرات لضمان بقائها قوية.
ما أشبه الليلة بالبارحة.. يجب علينا ألا ننسى حتى نستطيع أن نقاوم.. فمؤامرات أعدائنا تعتمد على داء النسيان الذى نعانى منه جميعًا. فأمريكا عقب أحداث سبتمبر قامت باستخدامها لتحقيق أهدافها، والانفراد بالعالم، ورأت ضرورة رد الإرهاب الذى صنعته بخلق «تنظيم القاعدة» إلى الدول العربية، والإسلامية. فكانت مخططات التقسيم، والتفتيت، واستغلت الثورات العربية ضد الأنظمة الحاكمة وحرفتها عن هدفها الحقيقى الذى تنشده، وتسليم قيادات هذه الثورات لأعداء الشعوب العربية، والإسلام. وهذا ما تم لثورة ٢٥ يناير فى مصر.
الأمر الذى دفع الشعب المصرى إلى الثورة مرة أخرى «٣٠ يونيو»، وتصحيح مسارها بإسقاط الفاشية الدينية، وانضمام الجيش والشرطة له.
وهذه الثورة لن تنسى أبدًا أمريكا وبريطانيا وحليفاتهما، سواء إسرائيل أو تركيا أو قطر، أنها أفشلت مخططاتها، ونجحت فى وقف التقسيم، والتفتت لكافة الدول العربية، سواء فى الخليج العربى أو السعودية والعراق أو سوريا أو ليبيا أو تونس.
يضاف إلى ذلك أن الموقف الأمريكى والبريطانى الداعم لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وجميع التنظيمات الإرهابية الأخرى التى تدور فى فلكها، سواء فى فى عمليات القتل أو الحرق أو التدمير الموجهة لصدر الشعب المصرى قد فشلت، وتم توجيه ضربات موجعة لها، وخير دليل عملية «حق الشهيد» التى نفذتها قواتنا المسلحة فى سيناء، وتم القضاء على الإرهاب فى سيناء، وبدأ تعميرها، الأمر الذى يؤدى إلى القضاء على الفكرة التى تروج لها إسرائيل وأمريكا وبعض المنظمات المشبوهة «الطابور الخامس» بفرض الحماية الدولية على سيناء.
أما فيما يخص الجانب الروسى.. فهذه المؤامرات تهدف إلى القضاء على الدور الروسى فى منطقة الشرق الأوسط، وتحجيمه. خاصة أن ضربات الطيران الروسى لداعش فى سوريا كشفت، وعرّت الدور الأمريكى والبريطانى بحكم كون المخابرات المركزية الأمريكية هى التى خلقت هذه التنظيمات الإرهابية، ودربتها، سواء فى معسكرات أفغانستان، بالنسبة للقاعدة أو فى معسكرات الاعتقال فى العراق، بالنسبة لداعش، لبث الخوف، والذعر لدى الشعوب والحكومات العربية فيتم الإبقاء والاحتياج إلى أمريكا فتستمر فى النهب والسلب لمقدرات الأمة العربية، كما كشفت روسيا كذب الادعاءات الأمريكية حول التصدى لهذه المنظمات.
وأخيرًا اتجاة العديد من الأنظمة العربية التقليدية إلى موسكو، والسلاح الروسى.
وأمام هذه المخططات الواضحة، والصريحة ليس أمامنا إلا الاتحاد، حتى نتصدى لها، ولدينا الكثير والكثير عمله، لأنها ببساطة ليست الأولى التى نتعرض لها. فقد سبق أن فرض علينا حصار اقتصادى عقب تأميم قناة السويس، بل وصل الأمر إلى العدوان الثلاثى علينا عام ١٩٥٦، ونجحنا فى رفع هذا الحصار، وتنفيذ الخطة الخمسية الأولى، والبدء فى الثانية فكات ضربة ١٩٦٧، ونجحنا أيضا فى الاستعداد والتدريب والتضامن العربى فانتصرنا فى ١٩٧٣.
فعلينا استحضار تجاربنا السابقة للاستفادة منها، والعمل على المستوى الداخلى، وعلى مستوى التضامن العربى، ويجب علينا كأحزاب، وقوى سياسية، ونقابات، وروابط، وجمعيات أن ننظم الرحلات لجميع المناطق السياحية، سواء فى شرم الشيخ أو الغردقة أو أسوان أو الأقصر، وكذلك المنظمات العربية كاتحاد المحامين العرب أو الصحفيين العرب أو الأطباء العرب... إلخ، بتنظيم الرحلات السياحية بدلًا من التوجه لتركيا أو إسرائيل، و«بإذن الله إننا لمنتصرون».