الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

عطر العود الطبيعي يستعيد عرشه على يد "آسيا بلانتيشن كابيتال"

عطر العود الطبيعي
عطر العود الطبيعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في وقت تبدو فيه الروايات عن التدهور البيئي وعن تعرض الأنواع الانقراض للأخطار في تزايد مستمر، فإن من المثلج للصدر الكشف عن قصة تظهر كيف يمكن الجمع بين الطبيعة والتقنية بصورة طبيعية لا جهد فيها تقريبا للحفاظ على وضع مادة طبيعية ملغزة وذات قيمة كبيرة جدا.
وأسمعك تصرخ: أين سيذهب كتاب مجلة كاش بهذا؟ حسنا، المادة الطبيعية التي نتحدث عنها هي العود - المنتج المعروف بقدراته الطبية، فضلا عن عطره الغني جدا.
وكما هو الحال مع العديد من المواد الغالية السعر والمطلوبة جدا، فإن العود الطبيعي يشهد نقصا في المعروض، ولكن بفضل جهود شركات مثل آسيا بلانتيشن كابيتال – التي ضخت الملايين من الدولارات في البحوث العلمية لضمان أنها تنتج العود الطبيعي الخالص 100٪ فقط في مزارعها الخاصة بها – فإن المستقبل يبدو مشرقا مرة أخرى للمنتج الذي يشار إليه دائما بـ "الذهب السائل".
وإذ يوصف بـ "عطر القرن ال21" في أوساط المختصين في صناعة العطور، فإن "العود"، أو "الأغاوود" كما يعرف أيضا، كان "نكهة الشهر" بل ولعدد أكبر من الأشهر مما تحمله العبارة. فهو العنصر المفضل لجميع كبار منتجي العطور في العالم الذين يدركون الصفات غير العادية لمادة ولدت في الطبيعة، وسبقت الحضارة الإنسانية.
ويتم إنتاج العود عندما يصاب القلب الصلب الداخلي لشجرة الأغويلاريا بعفن أو فطر، وهو ما يسبب تفاعلا كيميائيا معقدا.
فيحول العفن الخشب إلى شيء سحري تماما، حين تنطلق آليات الدفاع الطبيعية للشجرة وتبدأ في الرد على الهجوم من الفطر، بإنتاج راتنج عطري داكن اللون. ولا بد لشرارة مشرقة، في مرحلة ما، أن تلاحظ الفرق، بغض النظر عن الأسباب (ربما بعد انطلاق رائحة روتينية) فتقرر إصدار الحرارة.
فتكون النتيجة عطرا لذيذا مسكرا تقريبا أثبت أنه عطر لا يقاوم. والبقية، كما يقال، هي تاريخ.
شجرة الأغاوود، وزيت العود الذي تنتجه بعد عملية التقطير، ورد ذكره مرارا في أقدم النصوص المكتوبة في العالم، وهي الفيدا السنسكريتية، كما جاء ذكره ي العهدين القديم والجديد معا.
ويرد ذكره أيضا في صحيح مسلم، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 1200 سنة، ويبدو أنه قد تجاوز كل الحواجز الدينية عندما يتعلق الأمر بكونه عنصرا يستعمل في الطقوس والممارسات الاحتفالية.
وكما هو الحال مع معظم المواد الرائعة، بغض النظر عن حدوثه الطبيعي، فإن كل شيء خاص ومرتفع الطلب عليه لا يأتي من دون ثمن، وأدت الرغبة البشرية النهمة فيه وفي الحصول على الزيت المستمد منه، إلى الإتجار غير المشروع به بهذه الشجرة، وإلى تعريض أنواع الأشجار التي تنتجه لخطر اللانقراض.
شجرة الأغويلاريا الآن تتصدر قائمة معاهدة سايتس (اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية) للأشجار المهددة بالانقراض – وذلك نتيجة للشهية النهمة للأغاوود والعود، وقطع الأشجار العشوائي الذي ميز سوقا كان فيه الطلب على هذه المادة يفوق العرض على الدوام.
ولو لم تتدخل بعض الأطراف، لما كان من غير المعقول القول إن شجرة الأغويلاريا وحمولتها الداخلية الثمينة جدا كانت قد ضاعت بالنسبة إلى العالم، وإلى الأبد.
ولكن ولحسن الحظ، جاءت المساعدة سريعا، وكانت البراعة البشرية على قد مواجهة المشكلة في وقت مهم. فيتم حاليا إعادة زراعة أشجار الأغويلاريا في بعض المناطق في وطنها في جنوب شرق آسيا، في الوقت الذي تبدي فيه الهيئات التنظيمية اهتماما أشد بمنع الإتجار غير المشروع بها، ويلعب العلم دوره في تجديد شباب أنواع هذه الشجرة.
الراتنج الذي ينتج العود يحدث فقط في نحو 7٪ من أشجار الأغويلاريا في البرية، ولكن من المستحيل تمييز الشجرة المصابة بالعفن من الشجرة غير المصابة به بمجرد النظر إليها. الطريقة الوحيدة الموثوق بها للتحقق من القيمة المتأصلة للشجرة (فالخشب نفسه هو شاحب وخفيف، وغير صالح لاستخدام عملي عظيم) تتمثل في قطع الشجرة. وهذا يعني أنه بهذه الطريقة يتم التخلص ببساطة من أكثر من 90 من كل 100 من جذوع هذه الأشجار وتركها تتعفن. وليس من الصعب إذن فهم لماذا أصبحت هذه الأشجار معرضة للخطر.
ولكن العلماء وجدوا طريقة لزراعة الأشجار، والتأكد من أنها تنتج العود، عن طريق حقنها بالعفن الذي ينتج التفاعل الكيميائي اللازم لإنتاج مادة الراتنج ذات القيمة. ومع معدلات إصابة بالعفن بنسبة 100٪، فإن هذا يعني عدم حصول أي إهدار، وإنتاج مضمون من العنصر المهم جدا للكثير من الناس.
وقد يكون مصحيا للبعض أن يضطر لقبول تدخل العلم كوسيلة للحفاظ على الأنواع الطبيعية، ولكن هذه هي الأوقات التي نعيش فيها حاليا. فحتى الطبيعة تحتاج إلى مد يد العون لها في بعض الأحيان، وإذا تحملنا على الأقل نصيبا من المسئولية في التسبب في السيناريو في المقام الأول، فإنه يبدو من المعقول استخدام الموارد المتاحة لنا لتحسين الوضع ومعالجته.
شركة آسيا بلانتيشن كابيتال تقود الطريق في إعادة زراعة أنواع شجر الأغويلاريا، وتطعيم الأشجار بفضل تقنيات ذات ملكية خاصة بالشركة (وحاصلة على براءة اختراع) كلفت الملايين من الدولارات واستغرقت آلاف ساعات العمل من أعضاء المجلس الاستشاري العلمي للشركة للتوصل إلى هذه التقنيات.
وقد آتى استثمار آسيا بلانتيشن كابيتال بالتأكيد ثماره، فيتم بانتظام إنتاج زيوت ذات جودة عالية على الدوام من الأشجار التي تملكها الشركة وتديرها في مزارعها الخاصة بها.
وما اكتشفناه في مجلة كاش هو أن العود لا يزال يلعب دورا هاما في الثقافة الدينية والطقوس للمليارات من الناس. والآن وبعد أن عادت هذه الأنواع لتقف مرة أخرى على قدميها واستعادة مكانها الصحيح في التاريخ الطبيعي، فإننا بحاجة للتأكد من أن كلمة "أبدي" هي كلمة نستطيع استعمالها في الحديث عن الاستخدام والتمتع المستمرين بالمادة السحرية التي هي العود.