الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"خوالدك".. مش زي بعضها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"صوابعك مش زي بعضها" بالتأكيد فكل صابع مختلف من حيث الشكل والاسم والوظيفة، كذلك الحال "الخوالد الخمسة" مش زي بعضهم، والخوالد الخمسة هم أشهر خمس شخصيات يحملون اسم خالد في الوسط الفني، وهم "خالد صالح وخالد النبوي وخالد الصاوي وخالد يوسف وخالد أبوالنجا".
وجود الراحل خالد صالح ضمن هذه القائمة يعد أمراً طبيعياً لتأثيره القوي في الساحة الفنية رغم سنوات عمره القليلة، وهذا ما يجعلني أبدأ به وأصفه بأنه "أخلد" الخمسة الخوالد، وهنا في نطاق تشبيه هؤلاء الخوالد بأصابع اليد يفرض "صالح" نفسه ليكون الشبيه الأمثل بـ"الابهام"، وذلك من حيث قوته وتفرده بعيداً عن الأصابع الأربعة الباقية، وبعيداً عن كونه من أفضل نجوم جيله كممثل فهو أيضاً كان متفرداً في آرائه السياسية، فقد ساند الثورة وغرد كثيراً ولكنه كان متوازناً للغاية فلم يظهر مرة واحدة متطرفاً لرأيه.
أما "النبوي" فهو أذكى الخوالد، يعي جيداً كيف يستثمر موهبته وكيف يفرضها على أي عمل يشارك به، كما أن ارتباطه بالشارع السياسي كان في غاية الذكاء، حيث فرض نفسه كواحد من الثوار الذي يسعون لبناء وطنهم بطريقة عملية، فلم تأت آراؤه مجوفة وعقيمة بل ساند بلده بالعديد من المبادرات بدون أي نفاق، لذا يستحق تشبيهه بـ"السبابة" الذي يعرف متى يشير ومتى يهدد ومتى يؤكد على رأي ما؟
ويأتي "أبوالنجا" ثالث الخوالد ضمن ترتيب الأصابع، ليحمل صابع "الوسطى" فهو من حيث الشكل أطولهم كما أن تطرف أرائه الدائم والمستمر يجعله في مرمى الاتهام، فبين الحين والحين يغرد بتويتة تبدو في الظاهر استعمال طبيعي لحقه في حرية التعبير ولكن يبقى مضمونها المساهمة بطريقة أو بأخرى في هدم كيان دولة بأكملها، فمؤخراً ورغم الأحداث السريعة والمتلاحقة عقب حادث سقوط الطائرة غرد "أبوالنجا" بضرورة تنحي الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكأنه يرى ذلك حلاص وحيداً لما حدث .
أما الفنان خالد الصاوي فيأتي شبيهاً للغاية بـ"البنصر" فهو أعمق الخوالد كما أن "البنصر" هو صاحب الإحساس الأعمق بين باقي الأصابع فعن طريقه ينطق القلب بمشاعر الحب تجاه الحبيب، حيث يتزين بخاتم الخطوبة أو الزواج ليبقى دائماً "الصابع" الأغلى، فموهبة الصاوي تجعله جديراً بأن يكون الأغلى بين الخوالد الخمسة، وفي الشارع السياسي يبقى الصاوي معجوناً بحب بلده ومتزيناً بها طوال الوقت في السراء والضراء، ليس متطرفاً لرأيه ولكنه يقبل جميع الآراء.
وأخيراً يأتي المخرج خالد يوسف ليكون "خنصر" الخمسة الخوالد، الذي يبدو أصغرهم شكلاً ولكنه أصدقهم مضموناً، حيث يغلب على أعماله الفنية الصدق والواقعية، كما أن أراءه وميوله السياسية معروفة منذ بدايته، فلم يعرف طريق التحول أو تغيير تلك الآراء رغم المتغيرات التي تشهدها مصر في كل لحظة.