رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قيادي بـ"أمل" يدعو لتسليط الضوء على النووي الإسرائيلي


النووي الإسرائيلي
النووي الإسرائيلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news





دعا المفكر الاستراتيجي اللبناني محمد خواجة عضو المكتب السياسي لحركة “,”أمل“,” الدول العربية إلى استغلال المبادرة الروسية لحل أزمة السلاح الكيميائي السوري لإعادة تسليط الضوء على السلاح النووي الإسرائيلي الذي يهدد الأمن الإقليمي والعالمي في آن واحد.
ولفت محمد خواجة في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أهمية الاستفادة من طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول أن سوريا لجأت إلى اقتناء السلاح الكيميائي في مواجهة السلاح النووي الإسرائيلي.
وأشار إلى أن هناك مشروع قرار عربي لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، إلا أنه غير كاف لأن هذا الحراك العربي هو حراك موسمي ، ويطرح في كل لقاء سنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وباقي أيام العام يتم تجاهله.
وأضاف أنا اعتقد أن الحديث عن تسليم السلاح الكيميائي السوري ، وإزالته وتفكيكه كانت فرصة تاريخية للدول العربية بكل إمكانياتهم الإعلامية والدبلوماسية لتكثيف الضوء على السلاح النووي الإسرائيلي في ظل استراتيجية الغموض المتبعة لإبعاد النظر عن حقيقته وخطورته على المنطقة ، رغم أن كل العالم يعرف أن إسرائيل تملك مئات الرؤوس النووية .
وأعرب عن تطلعه أن تلقي بعض الصحف العربية الضوء على البرنامج النووي الإسرائيلي مثلما تفعل مع السلاح الكيميائي السوري والبرنامج النووي الإيراني.
وحذر من أن إسرائيل قادرة من خلال قوتها النووية على تدمير جزء كبير من العالم العربي، كما أنها بدأت بمساعدة تقنية أمريكية تصنيع قنابل نووية تكتيكية بحيث يمكن أن تستخدم في اشتباك مع فرقة عسكرية في جبهة ما ، أو تجاه بلدة كبيرة ، أو مدينة صغيرة.. مشددا على أن السلاح النووي التكتيكي يسهل استخدامه بالمقانة مع القنابل النووية الكبيرة.
ولفت إلى أن إسرائيل تريد ان تحافظ على حصرية السلاح النووي ، معيدا الجهود التي بذلتها لمنع أي دولة عربية من امتلاك السلاح النووي أو ادوات نقله حيث اغتالت العلماء في برنامج الصواريخ المصري وكذلك العالم النووي المصري الدكتور يحي المشد، كما قصف الإسرائيليون المركزين اليتيمين للبرنامج النووي العراقي ، موضحا ان إسرائيل تسعى بكل جهد لألا يمتلك أي دولة عربية أو إسلامية المعرفة النووية.
وأشار القيادي بحركة أمل إلى أن عددا من الدول العربية لجأت إلى تعزيز منظومة الردع لديها من خلال إنتاج السلاح الكيماوي ، في مواجهة النووي الإسرائيلي وهو يعرف بنووي الفقراء لأنه لايحتاج إلى التكلفة المادية والإمكانيات العلمية المطلوبة للسلاح النووي ، وإن كانت عملية حفظه لاتقل خطورة عن الأسلحة النووية.
وأوضح أن سوريا لم تكن تملك أي نوع من الأسلحة غير التقليدية إلى منتصف الثمانينات ، عندما اتخذ قرار بضرورة اقتناء سلاح كيميائي خاصة في ظل خروج مصر من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وانغماس العراق في الحرب العراقية الإيرانية ، وبدأ العمل التدريجي على هذا المحور ، كي يشكل جزءا من منظومة ردعها مقابل قوة الردع الإسرائيلية التي ترتكز على سلاح الجو الإسرائيلي المتفوق ، والسلاح النووي الذي بدأت إسرائيل محاولات الحصول عليه بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كمكافأة فرنسية للدور الإسرائيلي في العدوان.
ونبه إلى أن كل المؤشرات تفيد بأن إسرائيل كانت تمتلك القدرة النووية في مطلع السبعينات، ومؤخرا أفرج عن وثيقة أمريكية تؤكد ماتردد عن أن إسرائيل هددت باستعمال السلاح النووي في الأيام الأولى لحرب أكتوبر حينما كان الجيشان المصري والسوري يحققان إنجازات ميدانية كبرى.
وأشار إلى أن الوثيقة تفضح مراسلة بين موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي وجولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية أنذالك تحدث فيها دايان عن احتمال استخدام سلاح يوم القيامة ، الذي يرمز إلى السلاح النووي، لمواجهة الهجوم العربي.

سيناريوهات الضربة

وردا على سؤال حول تصوراته إذا حدثت ضربة عسكرية أمريكية لسوريا ، فما هو رد فعل الإيرانيين .. هل يمكن أن يرسلوا قوات أم خبراء عسكريين ام يفتحوا جبهة أخرى؟ .. قال إننا لسنا مطلعين على السيناريوهات الإيرانية، لكن بالتأكيد أن إيران إذا شعرت أن الضربة ستؤدي إلى خلل كبير في ميزان القوى سيكون هناك رد فعل ولقد أعلنوا ذلك أكثر من مرة.
وأضاف أن الأمريكيين في حال حدوث ضربة ينتظر أن يستخدموا سلاح صواريخ توماهوك كروز المنطلقة من السفن الحربية وكذلك يمكن أن يستخدموا سلاح الجو بشكل أساسي.
ولفت إلى أن الرد على مصادرالنيران الأمريكية ليس بالأمر السهل ، فهي موجودة على متن سفن حربية في أعالي البحار ، مشيرا إلى أن هناك تسعة انواع لصواريخ توماهوك النوع الأول مداه 1500 كلم ، والأخير يصل إلى 2500 كلم.
وأوضح ان سوريا لاتملك أسلحة قادرة على الرد المباشر ، أما إيران فتملك صواريخ اليسيتية بعيدة المدى ولكن لا يمكن أن تضرب على السفن الحربية ، ربما تضرب على قواعد أمريكية ، وهذا مجرد تكهن، وهذه خيارات ممكنة في حالة تصاعد الأمور.
وأوضح أن سوريا تمثل حبل الصرة الرابط بين مكونات الحلف القائم بين إيران والمقاومة في لبنان وفلسطين ممثلة في حزب الله وحماس والجهاد، وسقوط سوريا بالنسبة لإيران هو سقوط مشروع ، وتدرك أنها الهدف التالي بعد سوريا، مشيرا إلى أن المنطق يقول إن إيران تفضل أن تخوض معركتها على أرض سوريا بدلا الاضطرار إلى خوضها على أرضها .
وأضاف لذلك طمأن الأمريكيون الإيرانيين عبر أكثر من مصدر بأن الضربة تستهدف مجموعة أهداف ، وتم توصيل هذه الرسائل عبر الروس ، وعبر الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية السابق جيفري فيلتمان ، كما أبلغهم السلطان قابوس سلطان عمان بذلك.
وأوضح خواجة أن الرد الإيراني كان “,”نحن لا نبحث إذا كانت الضربة كبيرة أم صغيرة وهل هي تطال أهداف قاتلة ام أهداف بسيطة ، ورفض الإيرانيون النقاش في هذا الأمر واعتبروا الفكرة غير مقبولة ، وأعلنوا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي ضربة ، وكل التقديرات كانت تشير إلى أن رد الفعل سيكون تجاه إسرائيل وهذا بمتناول اليد ، سواء من الجبهة السورية ، أو من الحدود الجنوبية الإيرانية .
وبالنسبة لحزب الله .. أشار القيادي بحركة أمل إلى أن الحزب لم يعلن شيئا، واستخدم سياسة الغموض ، وكانت ناجحة والدليل على ذلك أنه إذا فتشت بكبريات الصحف الغربية ، كان السؤال ماذا سيفعل حزب الله.

من استخدم الكيماوي ...؟

ورأى محمد خواجة أنه عندما يقف شخص بحجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ليتحدث ويقول “,”أننا نشك في أن هناك طرفا في المعارضة استخدم السلاح الكيميائي في غوطة دمشق لأنه كان قد استخدمه في منطقة خان العسل حسب الراوية الروسية فإن هذا أمر يحتاج إلى بحث“,”.
وأشار إلى أن تركيا اعتقلت اكثر من 10 أفراد من جبهة النصرة، كان بحوزتهم غاز السارين ، وأفرج عنهم منذ نحو أسبوع بتواطؤ ما .
وقال إن الولايات المتحدة وجدت فرصة مواتية في عملية الغوطة للتدخل المباشر وقلب موازين القوى في ظل عدم قدرة أي طرف على حسم المعركة ، بل على العكس فإن الجيش السوري حقق في الأشهر الأخيرة إنجازات تكتيكية مهمة وإن لم تصل إلى مستوى الانجاز الاستراتيجي.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هذه الانجازات نتيجة تدخل حزب الله .. قال خواجة ليس شرطا ، هو حقق إنجازات في مناطق لايوجد فيها مقاتلين لحزب الله ، الذي أعلن أنه مشارك رئيسي في معركة القصير فقط.
ورأى أن الإدارة الأمريكية التقطت الفرصة ، لافتا إلى أنه كان باديا في الوقت ذاته أن القرار الأمريكي كان مرتبكا ، لاسيما وأن جبهة الحلفاء لم تكن متماسكة كما ينبغي ، خاصة بعد تصويت مجلس العموم برفض المشاركة في الحرب ، وحتى الموقف الفرنسي ، رغم حماسة الرئيس فرانسوا هولاند فإن الصحافة الفرنسية توجهها مختلف ، وكذلك استطلاعات الرأي الأمريكية.. غير أنه شدد على أن ذلك لايعني استحالة وقوع العدوان.
وأضاف أن الارتباك في موقف أوباما لايعبر عن ضعف في الشخصية كما يقولون، بل سببه أن الشارع الأمريكي انتخب أوباما مرتين على أساس الانسحاب من الحروب الخارجية ولاسيما العراق وأفغانستان التي استنزفت الموازنة الأمريكية وهناك معلوماتعن خسارة أمريكا لنحو 6 تريليونات دولار كلفة هذين الحربين ، كما تكبدت العسكرية الأمريكية 50 ألف إصابة جراء هاتين الحربين.
وتابع ، عندما يقدم أوباما الحاصل على جائزة نوبل على حرب خارجية فإنه يتصرف عكس المشروع الذي أتى به، وعكس المزاج العام، رغم أنه حاول أن يخفف الأمر بضربة صغيرة ومحدودة ، ولكن في الحروب يمكن أن تحدد البداية ، ولكن لا يمكن أن تتحكم في النتائج ، ونحن نعلم أنه إذا وقعت هذه الحرب كان يمكن أن يتناثر شعاع المعركة لكي يتخطي الجغرافيا السورية.
وأضاف أن إيران صرحت علنا أنها لن تترك سوريا، أما الروس فرغم تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن موسكو لن تقاتل عن أحد، إلا أن مسار الدبلوماسية الروسية أظهر كم أن الكريملين مهتم بوضع سوريا ، خاصة أنه كان يتوجس شرا إلى أن تؤدي إلى اختلال ميزان القوى الميداني ، لغير صالح القيادة السورية بما يعني بدء العد العكسي للنظام كما تشتهي القيادة الأمريكية وحلفاؤها من بعض العرب والأتراك.
ورأى خواجة أن بوتين قدم بالمبادرة الروسية خدمة للأمريكيين ولنفسه وللنظام السوري ، ولإيران ، ولكل الأطراف المنغمسة في الأزمة ، وأضاف أنه نتيجة لذلك وصلنا إلى هذه المرحلة التي انخفض فيها منسوب احتمال الضربة الأمريكية خاصة أن عملية حشد الرأي العام ليس أمرا سهلا ، ولاسيما أنه وضع له عنوان حدثي وهو استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق ، وكلما ابتعد مدى الحدث زمنيا كلما خف تأثيره.
واعتبر أن عملية تصويت الدول الغربية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كتشفت ازدواجية المعايير وكم هو متناقض الغرب مع مفاهيم التنوير التي جاء بها، عندنا يصل الأمر إسرائيل تسقط القيم وكل الشرعيات الدولية.
أ ش أ



Normal
0




false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SA