رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العنف الإسرائيلي وآفاق الانتفاضة الفلسطينية الثالثة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استغلالًا لحالة التمزق العربى فى المنطقة. والذى نتج عن ارتفاع حدة الصراع الطائفى وانشغال شعوب وحكومات المنطقة العربية بما وصلت إليه حالة بعض شعوب المنطقة من التشرد والتهجير القسرى.
وتبخرت آمال وأحلام الملايين من هذه الشعوب للعودة مرة أخرى إلى ديارهم وأوطانهم. فضلًا عن انهيار البنية التحتية ومؤسسات الدولة، خاصة الجيش والشرطة فى بلدان (سوريا، العراق، اليمن، ليبيا).
وسيطرت على شعوب المنطقة حالة من اليأس والإحباط.. فى هذه الأجواء عمدت قوات احتلال الكيان الصهيونى على ممارسة كل أشكال التمييز العنصرى ضد السكان الفلسطينيين فى الأرض المحتلة.
ومنذ الشهر الماضى وهى تنتهك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث تكرر اقتحام جنود للمسجد الأقصى ومنع الفلسطينيين من الصلاة، فى الوقت الذى سمحت فيه للمتطرفين اليهود بإقامة شعائرهم الدينية عند حائط المبكى مع توفير الحماية اللازمة لهم.
ويستغل الكيان الصهيونى انشغال المجتمع الدولى بقضية مكافحة الإرهاب فى المنطقة دون الزج باسم إسرائيل ضمن منظومة الإرهاب، وانصبت الحملة على التنظيمات الإرهابية فقط. هذه التنظيمات التى تمارس أبشع الجرائم ضد السكان المدنيين ما يدفعهم إلى الهجرة. وتستوى ممارستهم مع ممارسة الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى.
إن الجيل الحالى من الشباب الفلسطينى والمتحرر من قيود المعاهدات التى لا تحترم من قبل حكومات الكيان الصهيونى المتعاقبة، هذا الشباب المتجرد من انشقاق الصف الفلسطينى والخلاف بين الفصائل الفلسطينية خاصة بين فتح وحماس، تعهد على المواجهة المباشرة مع قوات الاحتلال والمستوطنين اليهود (الذين يمارسون الأعمال الاستفزازية).
لقد انتقل الجيل الحالى من الشباب من مرحلة القذف بالحجارة إلى مرحلة استخدام السلاح الأبيض فى مواجهة جنود الاحتلال فيما عرف بأسلوب الطعن.
لقد أثار هذا الأسلوب الرعب فى صفوف قوات الاحتلال التى لم تعتد أسلوب المواجهة المباشرة. وبالفعل أصيبت حكومة نتنياهو بالرعب الشديد فصعدت من إجراءاتها الأمنية.
ومع ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة للإعدام المباشر الذى تمارسه قوات الاحتلال بإطلاق النار مباشرة على الشباب الفلسطينى إضافة إلى حملات الاعتقال العشوائية.
وسريعا ما انتقلت ساحة المواجهة من نابلس ورام الله إلى غزة وغيرها. ولقد تطور أسلوب المواجهة للحافلات والمحطات إضافة إلى قتل جنود الاحتلال.
ولا تزال حكومة نتنياهو تتوعد بالمزيد من الإجراءات التصعيدية غير مدركة أن رد الفعل من قبل الفلسطينيين سيكون أكثر عنفًا.
إن حكومة نتنياهو تشتاط غضبًا منذ أن نجحت السلطة الفلسطينية فى إحراز انتصارات على مستوى المجتمع الدولى. حيث نجحت السلطة الفلسطينية فى رفع علم فلسطين على مبنى الأمم المتحدة بعد التصويت لصالح دولة فلسطين بالإجماع لتصبح عضوًا فى الأمم المتحدة، كما نجحت فى الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية مما يسمح لها بملاحقة مجرمى الحرب الصهاينة الذين مارسوا أبشع الجرائم و(ما زالوا) ضد الشعب الفلسطينى ضاربين عرض الحائط بالمواثيق الدولية، إن حكومة نتنياهو والتى ينسجم أداؤها مع طموحات وأحلام اليمين المتطرف غير مؤهلة للتعاطى مع أى مشروع سلام.
إن الوضع الفلسطينى أصبح غاية فى التعقيد، فالانقسام الفلسطينى يمنح الكيان الصهيونى مزاعمه بأنه لا توجد سلطة فلسطينية موحدة لإجراء عملية التفاوض، وهى بذلك تتنصل من قرارات أوسلو كما أنها تضيق الخناق على الفلسطينيين بالحصار الاقتصادى الذى تفرضه بإغلاق المعابر ومحاولة دفع سكان قطاع غزة إلى سيناء، وهو مشروع خطط له أيام حكم مرسى، إضافة إلى أن الشعب المصرى تصدى بقوة ضد هذا المخطط، وفى مرحلة الانقسام هذه حتمًا فإن السلطة الفلسطينية غير قادرة على استيعاب هبة الشباب الفلسطينى ولا تستطيع أن تعد هذا الشباب بأى بدائل عوضًا عن المواجهات ضد جنود الاحتلال، حيث انضم سكان عرب ٤٨ من القدس والبلدات المحيطة بالمشاركة فى التظاهرات اليومية، وبالتالى فقط اتسعت ساحة المواجهات.
إن غطرسة نتنياهو بأن الوضع تحت السيطرة وأنه لا مخاوف من هذه التظاهرات، ودفع الكنيست إلى إصدار قوانين أكثر صرامة حيث تم سن قانون جديد برفع مدة العقوبة على قاذفى الحجارة بالسجن أربع سنوات، وأن تتكفل أسرة الصبى دون الرابعة عشرة بدفع فدية وتحمل تكاليف أى خسائر قد تحدث نتيجة لعملية القذف بالحجارة، هذا فضلًا عن القانون الجائر الذى يمنح الجنود الصهاينة إطلاق النار مباشرة على أى شخص يشتبه به، خاصة لو مد يده إلى جنبه حتى ولو لإخراج منديله، وهذا ما حدث مع الشهيدة الفلسطينية فى محطة قطار فى العفولة، والتى أحاط بها جنود الاحتلال وهى تصرخ بأنها لم تفعل شيئًا وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعى لحظة استشهادها ما دفع الملايين من الشباب العربى الحر للتعاطف معها، ونحن نعيش هذه الأيام الصعبة لم نسمع من التنظيمات الإسلامية المسلحة إلى مواجهة الكيان الصهيونى، فأين فيالق القدس الإيرانية وأنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة وحزب الله وجبهة النصرة وداعش والقاعدة... إلخ، إن هؤلاء جميعًا عملاء لصالح الكيان الصهيونى بعد أن نجحوا فى تكريس مبدأ الصراعات الدينية والقبلية الذى يمنح السفاح نتنياهو بالتأكيد على أن إسرائيل تعتبر نموذجا ديمقراطيا إذا ما قورنت لممارسات إرهابية فى دول الجوار. فقد تباينت ردود الأفعال الخارجية.
فمعظم الدول العربية قد أدانت الانتهاكات الإسرائيلية، بينما أدانت أمريكا الأعمال الإرهابية الفلسطينية - حسب مزاعم وزير الخارجية الأمريكى - وطالبت الطرفين بالتهدئة وحث السلطة الفلسطينية على بذل الجهد للسيطرة على الموقف، وأخيرا رسالة إلى شباب الربيع الفلسطينى أن من حقكم مواجهة قوات الاحتلال بكافة الوسائل، ولكن لا بد من توحيد الصف الفلسطينى، وعليكم أن تتجاوزوا محنة الانقسام على أن تكون هناك قيادة موحدة قادرة على توجيه هذا الزخم الثورى.