الجمعة 14 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

تتويج مستحق للبيلاروسية سفيتلانا اليكسفيتش بجائزة نوبل في الآداب

سفيتلانا اليكسفيتش
سفيتلانا اليكسفيتش الحاصلة على نوبل في الآداب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تصنع الأكاديمية السويدية مفاجآة جديدة هذا العام بمنح جائزة نوبل للآداب للكاتبة والصحفية البيلاروسية سفيتلانا اليكسفيتش، والتي تردد اسمها بقوة في الأيام القليلة الماضية باعتبارها المرشح المرجح للفوز "بأم الجوائز الأدبية العالمية" التي غاب عنها العرب منذ 27 عاما.
واعتبرت الأكاديمية السويدية المانحة لجوائز نوبل أن ابنة روسيا البيضاء سفيتلانا اليكسفيتش التي تجاوز عمرها الـ67 عاما جديرة بالجائزة لكتاباتها التي تشكل صرحا إبداعيا يجسد المعاناة في عصرنا، فهي حسب إعلان رئيسة الأكاديمية السويدية سارا دانيوس "كاتبة استثنائية" وصاحبة "كتابات متعددة الأصوات تمثل معلما للمعاناة والشجاعة في زمننا".
وإذ تبلغ القيمة المادية لجائزة نوبل للآداب ثمانية ملايين كرونة سويدية (مايعادل 972 ألف دولار أمريكي) فإن سفيتلانا اليكسفيتش تكون "السيدة رقم 14" التي تحصل على الجائزة عبر تاريخها المديد منذ بدايات القرن العشرين.
وسفيتلانا اليكسفيتش ولدت يوم الحادي والثلاثين من شهر مايو عام 1948 في بلدة "إيفانو-فرانكوفسك" الأوكرانية فيما كان والدها البيلاروسي المتزوج من سيدة أوكرانية من المنخرطين في سلك الجندية، وبعد تسريحه من الجيش السوفييتي عادت العائلة لبيلاروسيا ليعمل الأب والأم معا في سلك التعليم كمدرسين.
ويبدو أن الفائزة بجائزة نوبل في الآداب هذا العام قد عشقت الصحافة منذ ربيع عمرها، إذ تركت مدرستها لتعمل كمندوبة إخبارية لصحيفة محلية في بلدة ناروفل وتحرر الأخبار وتكتب التحقيقات والمقالات وتبدع القصص القصيرة.
ووقعت الفائزة بأم الجوائز الأدبية العالمية لعام 2015 منذ بدايات مسيرتها إبداعية تحت تأثير الكاتب البيلاروسي أليس إداموفيتش الذي طور نوعا أو "جنسا" من الكتابة اسماه "القصة الجماعية المتعددة الأصوات" حيث يتحدث الناس عن أنفسهم مع كورس ملحمي.
ح س ا
/يتبع/

سفيتلانا اليكسفيتش..إضافة أولى

وحسب سارا دانيوس رئيسة الأكاديمية السويدية، فإن سفيتلانا اليكسفيتش أنهمكت على مدى الأعوام الثلاثين أو الأربعين الأخيرة في التصوير الدقيق للكائن الإنساني في الحقبة السوفييتية ومابعدها، فيما لم يكن عملها الكبير هذا بمثابة تأريخ للأحداث وإنما "تأريخ للمشاعر".
فإذا بها - كما تقول سارا دانيوس - تهدي العالم صرحا عاطفيا من المشاعر، وإذا بها تحول الأحداث التاريخية في كتبها عن وقائع مثل كارثة التسرب الإشعاعي في مفاعل تشيرنوبيل أوالحرب السوفييتية في أفغانستان لسبيل تستكشف من خلاله الفرد سواء في الحقبة السوفييتية أو الحقبة التالية.
وها هي تمزج تكنيكات الصحافة الاستقصائية وتقنيات التحقيق الصحفي ببراعة مع إبداعات وأفانين القص في أعمال سفيتلانا اليكسفيتش، وإذا بها تجري آلاف وآلاف المقابلات مع أطفال ونساء ورجال لتقدم للقراء في كل مكان ماتصفه رئيسة الأكاديمية السويدية سارا دانيوس "بتاريخ لكائنات إنسانية لم نكن نعرف الكثير عنها" وإذا بها في الوقت ذاته تقدم لنا "تاريخا للمشاعر وتاريخا للروح".
ونجحت سفيتلانا اليكسفيتش في تطوير التقنيات التي تعلمتها من الكاتب البيلاروسي أليس إداموفيتش لتبتكر "نوعا جديدا من الكتابة الأدبية" استحق اليوم إشادة وثناء الأكاديمية السويدية التي منحتها جائزة نوبل في الآداب، فيما نوهت سارا دانيوس في هذا السياق بكتابها الأول "وجه لا أنثوي للحرب" الذي ارتكز على مئات المقابلات مع سيدات شاركن في الحرب العالمية الثانية.
وهذا هو الإبداع في أحد معانيه، حيث استخدام منظور جديد لرؤية الجديد عبر القديم، كما فعلت الفائزة بجائزة نوبل للآداب هذا العام وهي تنظر للحرب العالمية الثانية بمنظور جديد وتقدم للإنسانية ما كان في حكم المجهول بالنسبة لها عن هذه الحرب وتروي سفيتلانا اليكسفيتش قصص مئات ومئات السيدات اللاتي كن على الخط الأمامي للجبهة في الحرب العالمية الثانية.