الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في ذكرى انتصارات أكتوبر.. خبراء عسكريون عن "معركة الدبابات": كان لها دور كبير في تأمين قوات المشاة.. ومقاتلونا فاجأوا الجيش الإسرائيلي بتميزهم.. وكاتب بريطاني: إسرائيل لم تتعود على خوض مثل هذه الحرب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحيي العالم العربي ذكري انتصارات أكتوبر 73، وهي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973م، والتي بدأت في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان.
وتحدث اللواء عبدالمنعم سعيد، الخبير عسكري والإستراتيجي، عن معركه الدبابات قائلا، أن الدبابات من ضمن الأسلحة القوية التي ساهمت في حسم المعركة، لافتا إلى أن الدبابات لها ميزة في القتال لأنها درع قوى ولها القدرة على التقدم على مسافات طويله والتأمين.
وأضاف سعيد، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن معركه الدبابات في حرب 73 لها دور كبير جدا في تامين قوات المشاة، لأن القوات تعمل وصدرها معرض لنيران الخصم، ولذلك تقوم الدبابات بحمايتها، وتقديم المعونة لها من خلال ضرب دبابات العدو المهاجم، مؤكدا أنها كانت تقوم بخدمة المشاة بالوصول لأهدافهم وأخذ الوضع المفروض أخذه.
وتابع سعيد: "صائد الدبابات هو شخص من أفراد المشاة، الذين لم يكن بحوزتهم دبابات، يقوم هذا الفرد باستخدام سلاح عبارة عن صاروخ فردى يسمى قذيفة موجهة، ويقوم ويرصد دبابة العدو من مكان مختف وعندما تصل الدبابة إلى مسافة قريبة يقوم بضربها وتفجيرها".


وتابع اللواء نبيل فؤاد، والخبير العسكري والإستراتيجي، أن معركة الدبابات تمت في المحور الأوسط وتم حشد القوات من الجانبين، لافتا إلى أن الحرب كان بها فرق في الدبابات من حيث التكنولوجيا لصالح الدبابات الإسرائيلية، إلا أن التخطيط المصري وإرادة مقاتلينا والتدريب الجيد قبل المعركة أنهى المعركة لصالحنا.
وأوضح فؤاد، أن صائدي الدبابات بالقوات المصرية خلال حرب 73 فاجأوا الجانب الإسرائيلي بالصواريخ الفردية المضادة للدبابات، والتي يحملها جندي واحد، وتدرب عليها تدريبا جيدا، مشيرا إلى أن بعض الجنود تميزوا في عملية صائد الدبابات باصطياد 15 دبابة إلى أكثر ومن ضمن هؤلاء الرقيب أول مجند محمد عبدالعاطي عطية شرف، وهو أشهر الذين حصلوا على نجمة سيناء من الطبقة الثانية لتدميره خلال أيام حرب أكتوبر 23 دبابة بمفرده.
وكانت معركة أكتوبر، قد أثارت ذهول الكتاب الغربيين، حيث كتب الصحفي البريطاني شارلز ويكبردج في "المجلة الأمريكية ناشيونال ديفينس"، بأنها كانت معارك الدبابات المصرية الإسرائيلية شديدة الضراوة، ولم يتعود الإسرائيليون على خوض غمار مثل هذه الحروب، وقد أظهرت المعارك التي دارت في القطاع الأوسط أن المصريين لم يكونوا على الإطلاق أقل مستوي من الإسرائيليين.
وطبقا لآراء خبراء الاستراتيجية العسكرية‏ في مصر والعالم،‏ فإن في كل حرب تكون هناك معركة أو أكثر ذات تأثير كبير على مجريات الأمور،‏ بحيث تعتبر هذه المعركة علامة تحول كبري في تاريخ الحرب‏،‏ ومن خلالها يظهر فكر جديد ومفاهيم جديدة لم تكن معروفة من قبل.
وفي حرب أكتوبر‏1973‏ كانت معركة المزرعة الصينية إحدي أهم المعارك التي كان لها تأثير كبير سواء من الناحية التكتيكية على أرض المعركة أو من الناحية النفسية‏، فلقد أوجدت هذه المعركة فكرا عسكريا جديدا يجري تدريسه الآن في جميع الكليات والمعاهد العسكرية العليا‏‏.
وتحدثت جولدا مائير رئيسه وزراء إسرائيل حينها، عن حرب أكتوبر ومعركة الدبابات، قائلة، إن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء، وتوغل السوريون في العمق على مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة على الجبهتين، وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما إذا كنا نطلع الأمة على حقيقة الموقف السيئ أم لا؟!
وذكر موشي ديان وزير الجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر، أنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك القوة الكافية لدفع المصريين إلى الخلف وأننا لا نملك القوة الكافية لإعادة المصريين عبر قناة السويس مرة أخرى.
وأضاف "ديان"، إن المصريين يملكون سلاحا متقدما.. وهم يعرفون كيف يستخدمون هذا السلاح ضد قواتنا ولا أعرف مكانا في العالم محميا بكل هذه الصواريخ كما هو عند مصر، لافتا إلى أن المصريين يملكون العديد من الأنواع المختلفة من السلاح، وهم يستعملون كل هذه الأنواع بامتياز وبدقة متناهية.
وعن صائدي الدبابات تحدث "ديان" قائلا: إن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام، فكل دبابة إسرائيلية تتقدم نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب.
ويستطرد وزير الجيش الإسرائيلي قائلا: الموقف الآن هو أن المصريين قد نجحوا في أن يعبروا إلى الشرق بأعداد من الدبابات والمدرعات تفوق ما لدينا في سيناء، والدبابات والمدرعات المصرية تؤيدها المدافع البعيدة المدى وبطاريات الصواريخ والمشاة المسلحون بالصواريخ الخاصة بالدبابات.
ويعترف ديان قائلا: إن الأهم بالنسبة لنا وللعالم أننا إسرائيل لسنا أقوى من المصريين وأن هالة التفوق الإسرائيلي قد زالت وانتهت إلى الأبد، وبالتالي فقد انتهى المبدأ الذي يقول إن إسرائيل متفوقة عسكريا على العرب كما ثبت خطأ النظرية الإسرائيلية بأن العرب سينهزمون في ساعات إذا أعلنوا الحرب ضد إسرائيل.