الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

السلفيون .. الخطر القادم على مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يا عم دول ناس بتوع ربنا .. شوف "النور" اللي بيشع من وشوشهم وزبيبة الصلاة أد إيه من كتر السجود .. ده يمكن ربنا حافظ البلد دي لحد دلوقتي ببركتهم" .. بهذه الكلمات الصاروخية حاول أحد المجادلين تلجيم لساني في معرض الحديث عن وجود السلفيين في البرلمان القادم.
وبطبيعة الحال اعتقد ذلك المجادل أنه طرحني أرضاً وجاب "لمس أكتاف" أو بالأدق قفلها في وجهي من كل الجهات، على طريقة لعبة الدومينو، وعبثاً حاولت أن أهدم له أخطر نظرية على الدولة بل على الإسلام ذاته ألا وهي أن السلفيين حجة على الإسلام أو أنهم يحتكرون الدين على أساس أنهم المصلين المتعبدين المتطهرين وغيرهم أمثالي وملايين غيري هم الكافرين المدنسين.. وفي الواقع فإن هذا هو مكمن الخطر الحقيقي في وجود السلفيين تحت قبة البرلمان.
نتذكر جميعاً برلمان 2012 الذي تسللت خلاله رموز كثيرة من الدعوة السلفية إلى مجلس الشعب وممارساتهم الشاذة التي كانت تدل دلاله قاطعه علي نواياه.. بداية من رفضهم الوقوف تحية وإجلالً للسلام الجمهوري الوطني .. وفي منتصف إحدى جلسات البرلمان وقف أحدهم ليرفع آذان الظهر في تصرف لم يحدث من قبل في تاريخ البرلمان المصري ولن يحدث حتى برلمان طالبان أو القاعدة، لو كان لهم برلمان.
وبمجرد ما شعر أنصار السلفيين بأن الأمور قد آلت إليهم فوجئنا بهم يهدمون الأضرحة بجميع المحافظات على أساس أنها وثنية وشرك بالله وكلنا كان يدرك أن هذه كانت مجرد مقدمة للمرحلة التالية التي تتمثل في تحطيم الآثار المصرية التي شهد وما زال يشهد بروعتها العالم أجمع والتي تعتبر أهم كنوز مصر الحضارة على أساس أنها أصنام الجاهلية الأولى.. وهذه طبعاً ليست السقطات الوحيدة للسلفيين.
فكان كل ما يشغلهم في البرلمان هي هدم قانون منع ختان البنات والنظر في تخفيض سن الزواج للإناث الي ١٣ سنه.. وقد أفتى إمامهم السلفي ياسر برهامي بإمكان زواج الفتاه عند سن التاسعة من عمرها إضافة إلى الأفكار اللقيطة مثل عقوبة الزوجة غير المطيعة.. وفوائد بول الإبل وتحريم معايدة المسلم على المسيحي بل ورد السلام عليه.
إضافة إلى بعض التصرفات والفتاوى الهزلية التي حاولت عن جهل أو عمد تشويه صورة الإسلام وإظهاره في صورة الدين الذي يدعو إلى التخلف والرجعية وليس أدل على ذلك من تلك المرشحة السلفية التي فضلت استبدال صورتها بصورة وردة في بادئ الأمر ثم انتهى بها المطاف إلى وضع صورة زوجها بعد ذلك ولم لا وهم يحرمون صوت المرأة فكيف تظهر صورتها.
وعلى الجانب الآخر فلا يجب أن تسقط من الذاكرة الفضيحتين الخطيرتين اللتين صدرتا عن نائبين برلمانيين سلفيين حيث تورط أحدهما في الكذب ليس على أبناء دائرته الذين استأمنوه على أصواتهم بل حاول النصب على جميع المصريين حين زعم تعرضه لاعتداء بدني وحشي أدى إلى تشويه وجهه ودعا بعض المصورين التابعين لهم لتصوير الأمر على أنها جريمة اعتداء وسرقة أموال مكتملة الأركان في حين كانت الحقيقة أنه قام بإجراء تجميلية لتصغير أنفه الكبير.. ولم يشفع له اعتذاره المتلفز الذي حاول خلاله معاودة الكذب قائلاً أنه كان تحت تأثير مادة التخدير "البنج" ولم يكن يعلم ما يقول.
أما الفضيحة الثانية فكانت من نصيب النائب السلفي الذي تم ضبطه في أحضان إحدى فتيات الليل داخل سيارته عقب آذان الفجر مباشرة .. ومع حرصنا على عدم الخوض في تفاصيل مثل هذه المهازل التي ارتكبت من أشخاص ينظر إليهم على أنهم، أو يدعون أنهم، حراس العقيدة الإسلامية فإن كثيراً ممن يتربص الدوائر لدين الله حاول تسخير هاتين الواقعتين لتشويه صورة الإسلام.
والشاهد في كل ما سبق أننا إذا سلمنا بحق كل مواطن في الترشح للانتخابات البرلمانية ما دامت قد توافرت فيه الشروط القانونية وانتفت عنه جميع الموانع إلا أننا يجب الالتفات جيداً إلى أن من حق الناخبين علينا عدم تركهم فريسة لأهداف مدعي الفضيلة ومحتكري الجنة .. وللحديث بقية.