رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الوجه القبيح لفتوات نجيب محفوظ.. "الفللي" شيطان ذو ألف عين "3 - 5"

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفللي هو الفتوة الجديد الذي خلف "زاهي عتريس" الذي انتقل إلى الآخرة، أحاط نفسه بعصابة كبيرة، انضم لها سماحة الناجي -حفيد أسطورة الفتونة عاشور الناجي، وعندها اعتبر الفللي أن انضمام واحدًا من أحفاد عاشور الناجي إلى رجاله طورًا جديدًا وأكبر انتصار له في الحارة كلها؛ ورآه الناس مشهدًا يُزيد من حياة البؤس في الحارة، تزيد من حالة الظلم للحرافيش في الحارة بعد العدل الذي شهدوه على أيدي آل الناجي.
كان الفللي كما وصفه خضر الناجي هو شيطان ماكر، له ألف عين في الحارة، يسيطر عليها بقضبة من حديد ويضمن ولاء أتباعه، وكانت جلسة الغرزة هي ديوان ملكه، حيث كان يتربع على أريكته مُحاطًا برجاله حمودة ودجلة وعنتر وفريد الذين لا يترددون في تنفيذ أوامره، لم يأمن لآل الناجي، إلا أنه كان ينادي على سماحة بلقب سيد الكل، كان يحصي على سماحة الناجي أنفاسه، وكان يرحب به وهو متربع وسط أقوى أعوانه في غرزة "ترباسة" بقوله " أهلًا بالناجي سيد الكل"، وطواه تحت جناحه وأطلق من يحصى عليه الحركات، ولكن كان سماحة يمثل دوره كما ينبغي.
وبينما كان سماحة يُخطط للزواج من مهلبية ابنة صباح كودية الزار، كان الفللي يجعلها الحبل الذي طوق به رقبته، عندما أخبره بأنه يُريدها لنفسه واختاره أن يذهب ليخطبها، وكان الفللي يعلم نوايا سماحة في الاستقلال، وكان من الجبروت بحيث جعل الأم المسكينة تبوح له بسر هروبهما بعيدًا عن قبضته، فاختار توقيت هروب سماحة وحبيبته، وأرسل رجاله لقتل الفتاة ولصق به التهمة، ليحيا سماحة بقية حياته مُطاردًا، بعد أن شهد رجال الفللي أنه القاتل.
ولم يكتف الفللي بما فعله مع سماحة، بل انتهز الفرصة كذلك ليقوم بإذلال آل الناجي كما لم يحدث لهم في الحارة من قبل، ففرض عليهم إتاوة إضافية وأجبرهم على الحياة بانحناء إلى أن غادر الدنيا في هدوء كالفتوة السابق.