رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الوجه القبيح لفتوات نجيب محفوظ.. "سماحة القبيح" صانع المجاعة "2 - 5"

 نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو الآخر يحمل اسم واحداً من أجداده الذين ألقوا بسيرتهم في ملحمة الحرافيش، لم يكن عملاقاً كجده الأول، لكنه كذلك راوده حلم السيادة، تحالف مع آخرين لإسقاط أبيه الفتوة السابق؛ وكانت بدايته مع الطغيان عندما خاض معاركه التي ترك كلٌ منها نُدبة لا تُمحى، حتى صار يُعرف في الحارة بـ"سماحة ذو الوجه القبيح"؛ عندها بدأ جبروته بالاستيلاء على ميراث أخيه فتح الباب ابن زوجة أبيه سنبلة بنت الكلبشي، عقاباً لها على تركه يحتضر وحيداً.
تردد سماحة بين أريكة الفتونة والغرز وبيوت العاهرات، وتزوج من فتاة تنتمي هي الأخرى إلى سلالة الناجي واضعاً يده على جمالها وثروتها الكبيرة، فأصبح مدير لمحل الغلال التي تملكه، ويُدير منه شئون الفتونة والتجارة التي كان يسرق منها لنفسه ومحظياته يوماً بعد الآخر، وعلمته التجارة حب المال، فانطلق يُسيطر على أموال الناس ويجمع الأشياء الثمينة.
كانت الفرصة الوحيدة التي أعطاها سماحة لأخيه هو أن يعمل في ماله المسلوب، فألحقه مساعداً لأمين مخزنه مُطمئناً أن الفتى الهزيل الذي يحلم بسيرة عاشور الناجي لن ينقلب عليه كما فعل مع أبيه؛ وهناك رأى الفتى أخيه وفتوته الذي استغل الفيضان الشحيح وملأ مخازنة بكافة صنوف الغلال بينما يتخبط الحرافيش في الحارة بحثاً عن لقمة كان الفتوة ينعم في الخيرات ويتفقد مخازنه التي امتلأت عن آخرها، وبدا ذلك في زفاف ابنته التي كان الحرافيش يقتلون بعضهم على موائده.
وبينما يفرض سماحة طغيانه على الجوعى، بدأ الحرافيش يتهامسون عن عودة عاشور الناجي فأطلق رجاله بوحشية لقطع ألسنة المتحدثين، حتى انتهى به البحث ليجد أخيه الضئيل هو الذي يسرق الغلال ويلعب دور عاشور حتى تستيقظ الحارة لمواجهة ظلمه، فقبض عليه وعلّقه ليكون عبرة، لكن إنقاذ الفتى جاء على يد الجوعى الذين ثاروا في وجهه إنقاذاً لمن أحيا بداخلهم أسطورة الناجي، وينتهي ذو الوجه القبيح على يد من ظلمهم.