رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

معركة القلمون ومحاولات الزج بالجيش اللبناني والحرب السورية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت الحدود اللبنانية السورية، يوم الجمعة ٥ يونيو، اشتباكات ما بين ميليشيات حزب الله في مواجهة ميليشيات «جيش الفتح» وبقيادة «جبهة النصرة»، إضافة إلى أحرار الشام، فيلق الشام، وجند الأقصى... إلخ، وقد أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الجيش اللبنانى يستهدف بعنف مواقع وتجمعات المسلحين في جرود رأس بعلبك براجمات الصواريخ، وقاذفات المدفعية الثقيلة، في حين تصدى يوم الجمعة الجيش اللبنانى بالمدفعية الثقيلة تجمعات المسلحين في منطقه جارود عرسان، بعد محاولتهم التسلل باتجاه بلدة عرسان ومراكز الجيش عند تخموها، وقد حقق الجيش اللبنانى نجاحا في إصابة هذه التجمعات ومراكزها، وقد أصدرت الحكومة اللبنانية يوم الخميس ٤ يونيو تعليمات للجيش اللبنانى بتحرير جارود عرسان من المسلحين السوريين، حيث أعلن وزير الإعلام اللبنانى رمزى جريح عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء عن تكليف الجيش اللبنانى بتقييم الوضع في بلدة عرسان على حدود لبنان الشرقية مع سوريا، مع اتخاذ كل الإجراءات لحماية بلدة عرسان وتحريرها من الميليشيات المسلحة، وقد نفى رمزى جريح وجود أي قيود أمام أي إجراءات قد يتخذها الجيش اللبنانى لمعالجة الوضع المأساوى في عرسان، نتيجة لتواجد الميليشيات المسلحة في جرودها وتركز أعداد هائلة من النازحين المسلحين داخلها، وقد وصف وزير الداخلية اللبنانى الوضع في عرسان بأنها محتلة ويجب تحريرها من المحتلين، وقد عقب حسن نصر الله زعيم حزب الله على هذا التصريح بأنه «إذ لم يناقش مجلس الوزراء اللبنانى الوضع في عرسان وفى حاله تقاعس الدولة -على حد تعبيرى- بتحمل مسؤوليتها، فإن أهل بعلبك لن يرضوا بوجود إرهابى واحد في جارود عرسان»، وهو يقصد بأهل بعلبك القبائل والعشائر الشيعية في المنطقة، وهو يناشدها بالقتال، أي جانب حزب الله في معركته مع ميليشيات «جيش الفتح»، ومن المعروف أن ميلشيات جيش الفتح هو حلف عسكري سورى نجح في السيطرة على مدينة «إدلب» في ٢٤ مارس الماضى، ونجح في خلال ٤ أيام من المعارك ببسط نفوذه على المدينة، ثم أعقبها بعملية «جسر الشغور» التي تم تنفيذها في ٢٥ إبريل الماضى وهو يقاتل الآن في معركه «القلمون»، حيث بدأها منذ ٩ مايو، ولم يتم حذفه من المعارك حتى الآن، إذ قوات بشار الأسد وميليشيات حزب الله لم تعد قادرة للتصدى لميليشيات تحالف «جيش الفتح»، وهذا ما يفسر الضغط على الجيش اللبنانى للدخول في معركة «القلمون» من الناحية الغربية حتى تتسع مساحه القتال، ويتم فتح جبهة قتال جديدة أمام جيش الفتح لتخفيف حدة المواجهة مع قوات الأسد وحزب الله، حيث إن عدد مقاتلى حزب الله وقوات الأسد شهدت في الفترة الأخيرة تراجعا غير مسبوق، حيث بدأ الإعلان عن فتح باب التطوع، مع زيادة عالية في رواتب المتطوعين، وتكفل النظام السورى بتدشين حملة إعلانات لضم عناصر المتطوعين إلى الجيش السورى.
إن الهزائم المتتالية في نظام بشار الأسد ونتيجة لشراسة المعارك وتمدد الفترة الزمنية وخروج أكثر من ٧٥٪ من الأرض عن السيطرة، فإن معركه القلمون على الحدود «السورية / اللبنانية» هي معركة حياة أو موت بالنسبة لأطراف الصراع وستكون نتائج المعركة مقياسا بقدرة وصمود تحالف «بشار الأسد» و«حسن نصر الله»، والجنرال الإيرانى «قاسم سليمانى»، رئيس فيلق القدس أحد فروع ميليشيات الحدث الثورى الإيرانى، وخاصة أن معركة القلمون تأتى في أعقاب هزيمتى الأسد في «إدلب» و«جسر الشفور»، وفى حالة الهزيمة في المعركة سيتقلص التدخل الإيرانى في سوريا، مما يعجل بسقوط نظام الأسد أو على الأقل سيضعف من موقفه، وفى حالة التوصل إلى حل سياسي أو محاولة الحفاظ عى دولة علوية بمنطقه الساحل، فإن دخول الجيش اللبنانى في المعركة أصبح أمرا حتميا، وذلك لمنع تسلل الميليشيات المسلحة إلى الأراضى اللبنانية، وقد أعلن الجيش اللبنانى أنه لن يهاجم الميليشيات المسلحة في الجرود، ولكنه سيقف مدافعا لصد أي محاولة لاختراق الحدود، وقد جاء هذا التصريح خوفا من تورط قوات الجيش اللبنانى في حرب مفتوحة مع عناصر مسلحة في مناطق صعبة جغرافيا، وأن غالبية الشعب اللبنانى بما فيهم الكثير من الشيعة يرفضون تورط لبنان في الحروب الدائرة على الساحة السورية، حيث انتقدت القوة السياسية اللبنانية المعركة التي يشنها حزب الله في القلمون، معتبرة أنها توريط في لبنان في المأساة السورية، وقد حذر الوزير سجعان فزى من أن وجود دور عسكري في حزب الله في القلمون ستؤدى إلى ارتدادات عسكرية ستطال الجانب اللبنانى، وقد أكد أن وجود مساحات كبيرة في المنطقة اللبنانية غير محددة الهوية الجغرافية، وحيث تتواجد فيها فصائل عسكرية وإرهابية، منها النصرة وداعش وجيش الفتح، وأكد أن الجيش اللبنانى على استعداد للمواجهة مهما كانت التحديات، وعلى ضوء تحسن وضع التسليح وإمكانياته، فيما أعلن السيد أحمد الحريرى أمين عام تيار الاستقلال «أن الأقنعة أسقطت عن المشاريع التي تقامر بالوطن وتبيع العروبة»، معتبرا أن هذه المشاريع تتقاطع مع مشروع داعش في ضرب الهوية العربية وتدمير ثقافتها بحجة إعادة بناء أمجاد الخلافة والولاية على أنقاضها، وقد أضاف، «كونه على ثقه أن المشاريع على أشكالها تقع لأن سقوط المشروع الإيرانى في اليمن سيكون المقدمة لسقوط بشار الأسد في سوريا، بعدما سقط حزب الله في المنطقة»، وأخيرا، إن الحفاظ على مشروع وحدة وسيادة الأراضى والأمن اللبنانى يجب دعمه من قبل الدول العربية في إطار القوانين المنظمة لعمل جامعة الدول العربية، وأن تتولى الدعم مؤسسات الأمن والجيش.