رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أزمات الكبار فى سوق النشر.. تربيطات.. واحتكار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان لانتشار دور النشر الخاصة في الآونة الأخيرة بشكل كبير، والذي يظهر بشكل واضح في دورات معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث تكتظ الصالات بدور النشر المصرية، والتي تُصدر آلاف العناوين سنويًا، سبب في ازدهار صناعة النشر ظاهريًا، حيث يبقى العديد من المشكلات التي تتعلق بالعلاقة بين المؤلف والناشر، إضافة إلى تزوير الكتب الأكثر مبيعًا ونشرها على الأرصفة، إلا أن الإصدارات المُتميزة وحدها هي التي تبقى في الأذهان.

"البوابة" تستعرض مجموعة من دور النشر الخاصة، التي ساهمت في تشكيل الوجه الثقافى المصرى في العقود الأخيرة، عبر إصدارات اختلفت عن الموجات المُتتالية في سوق النشر، فحصدت العديد من العناوين التي نشرتها على جوائز عربية وعالمية، وكذلك المشكلات التي تواجهها هذه الدور من أجل البقاء وسط سوق ملىء بالقادمين الجدد ومافيا التزوير والنشر، سواء بالتربيط مع لجان التحكيم، أو من خلال تعاون بعض الدور مع الشخصيات المشبوهة من جماعة الإخوان.

الفكرة في مواجهة السوق

ميريت.. أسرار الصعود وأسباب الانهيار

هذا هو الشعار الذي يتخذه الناشر محمد هاشم، أحد كبار الناشرين في العالم العربي، وصاحب دار ميريت للنشر، التي برزت سريعًا كواحدة من أهم التجارب في صناعة النشر بما قدّمته من عناوين جريئة، وساهمت في تقديم العديد من الكُتاب إلى القارئ العربى.

تأسست ميريت عام ١٩٩٨ بمبادرة من مؤسسها محمد هاشم الذي أطلق على مشروعه الأدبى اسم ابنته، وسط ترحيب واحتضان عدد كبير من الرموز الثقافية المصرية، وكان منهم الراحل إبراهيم منصور الذي دافع بقوة من أجل تحقيق حلم صديقه بإقامة دار نشر مختلفة عن الخط السائد في ذلك الوقت؛ وسعت الدار منذ بدايتها لترسيخ مفاهيم العقلانية وحرية الرأى والفكر والإبداع، من خلال إصدار الكتب وإقامة الندوات والمناقشات المحدودة، بعضها بالتعاون مع حركة كتاب وأدباء وفنانون من أجل التغيير.

لفترة طويلة تصّدرت إصدارات ميريت سوق النشر في مصر والعالم العربي، وكان حلم كثير من الكُتاب الشباب أن تُنشر أعمالهم من خلال الدار، التي كانت حريصة على وجود لجنة حقيقية للقراءة تقوم بانتقاء الأعمال التي يتم تقديمها، فأصدرت مئات العناوين التي تنوعت ما بين الأدب والشعر والسياسة والدراسات؛ وبالفعل حصل العديد من الإصدارات على عدة جوائز مصرية وعربية. ولكن الاهتمام بالدار بدأ في التراجع حتى من قِبل مؤسسها، خاصة مع اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث طغى الدور الذي لعبته الدار في الثورة على عملها الأساسى كدار نشر، وحاول هاشم في تلك الفترة الحفاظ على معدلات الكتب التي تنشرها الدار، ولا سيما الأدبية مثل القصة والشعر والرواية والمسرحية، لكن الحقيقة أن معدلات النشر انخفضت في سوق النشر كلها، كذلك فإن عقب الثورة أصبحت بعض دور النشر تنشر الروايات الأكثر مبيعًا دون غيرها، وهو ما لم تفعله ميريت التي تحاول إخراج أعمال كتاب جدد للنور؛ رغم أن العديد من هؤلاء الكُتّاب ينتقلون للتعامل مع دور أخرى عقب نجاح إصداراتهم الأولى مع الدار؛ ويعلل البعض ذلك بالعروض المادية التي تأتى لهم بعد شهرتهم، فينضمون للدور التي تعمل على إبقاء أسمائهم في قوائم الأعلى مبيعًا.

 رشاد بدأ في دار لبناني

"المصرية اللبنانية".. المعادلة الصعبة بين الناشر والمؤلف

وضع الناشر محمد رشاد، الذي بدأ رحلته في عالم النشر بالعمل في إحدى دور النشر الكبرى في لبنان، ثم عاد إلى مصر ليتولى إدارة دار الكتاب المصرى اللبنانى، ليؤسس الدار المصرية اللبنانية عام ١٩٨٥، ويضع هذا الشعار نصب عينيه، فتبنى منذ البداية منهجًا للنشر يهدف إلى خدمة الثقافة العربية، وليس المصرية وحدها، مُحددًا معايير للدار تلتزم بها وكذلك المُتعاملون معها، فشهد العديد من الكُتّاب الذين تعاملوا مع الدار بصدق الأداء، وأمانة التنفيذ.

جاءت العناوين التي أصدرتها الدار، والتي حرصت على أن تمر قبلًا على لجنة قراءة من نُقاد وأدباء كبار، فجاءت وكذلك لجنة من مستشارى النشر وإعلام الثقافة العربية، لتدفع نحو تحقيق أحد الأهداف التي أعلنتها الدار وهى رسالة التثقيف والتنوير، في الوقت ذاته سعت إلى التميز، واحترام حقوق الإبداع والتأليف. تنوّعت إصدارات الدار في محاولة للجمع بين الكتابات المختلفة، فجمعت الإصدارات التي وصلت حاليًا إلى ما يقرب من ألفى وخمسمائة عنوان بين الأصالة والمعاصرة، وتعددت هذه العناوين في مجالات أكاديمية، مثل الفلسفة وعلم النفس، والمؤلفات الدينية، والعلوم الاجتماعية، واللغات، والعلوم، كذلك تنوعت الإصدارات الفنية والأدبية، فصدرت للدار أكثر من رواية ومجموعات قصصية حازت على جوائز عربية وعالمية.

وضعت الدار لنفسها معايير محددة في العلاقة بين المؤلف والناشر، وذلك تجنبًا لإثارة أية مشاكل تحدث بين الطرفين، خاصة المشاكل المادية أو الاختلاف على محتوى الكتاب، وهو ما تحدث عنه رشاد كثيرًا، وأورده في أوراق بحثية قدمها بصفته ناشرًا، ثم رئيس اتحاد الناشرين المصريين فيما بعد، حيث إن المؤلف في حاجة إلى الناشر، ويحصل على عائد مادي، ويتفرغ هو للفكر والإبداع، والناشر في حاجة إلى المؤلف الذي يوفر له عمله الإبداعي، كى يستثمر فيه، ويحصل على عائد مادى من وراء المؤلف.

رغم ذلك فإن المصرية اللبنانية تواجه مشكلة ضخمة، وهى تزوير الإصدارات وإعادة نشرها في طبعات شعبية، وهو الأمر الذي استفحل لدرجة أن محمد رشاد أعلن أنه قد يقوم بإغلاق الدار والامتناع عن النشر إذا استمرت مافيا الكتب في تزوير واستغلال إصداراته، التي تتميز في الوقت ذاته بارتفاع أسعارها دون أن يُصدر طبعات شعبية تحد من عمليات التزوير، لتبقى مشكلته دون حل سوى جهود الدولة في احتواء هذه العمليات، بينما لم يقم من جانبه بخطوة فعلية للمواجهة، سوى تحرير المحاضر ضد من يثبت تورطهم في توزيع الإصدارات المزورة.

 اهتمت بمصالحها على حساب العمل الثقافي

"الشروق".. ناشرة أفكار الإخوان

أسس محمد المعلم دار الشروق عام ١٩٦٨ بعد خوضه عالم النشر في أوائل الأربعينيات بكتاب علمى مبسط للعالم الكبير الدكتور مصطفى مشرفة وأسسها مع إبراهيم المعلم في القاهرة وبيروت؛ واهتمت منذ سبعينيات القرن الماضى باحترام حقوق الملكية الفكرية وشراء الحقوق من الناشرين الأجانب، قبل أن تترسخ تلك المفاهيم في صناعة النشر العربى، وارتبطت بدور نشر عالمية في عدة دول منها أمريكا، بريطانيا، فرنسا، هولندا، إسبانيا، وإيطاليا؛ وأصبحت دور النشر العربية التي نجحت في بيع حقوق نشر العديد من كتبها للغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والكورية والتركية.

اهتمت الشروق بنشر الكتب السياسية، السير الذاتية، المذكرات، التاريخ، الفلسفة، العلوم الاجتماعية، الفكر الديني، الكتب الفنية المصورة، وكتب الأطفال التي تفوقت فيها، وأصدرت العديد من سلاسل الأطفال؛ كما نشرت لكبار الكُتّاب في مصر والعالم العربى مثل نجيب محفوظ، محمد حسنين هيكل، أحمد زويل، الدكتور ثروت عكاشة، الدكتور زكى نجيب محمود، توفيق الحكيم، الشيخ محمد الغزالي، يوسف إدريس، صلاح عبدالصبور؛ وكبار الفنانين أمثال حلمى التوني، محيى الدين اللباد، إيهاب شاكر، ومحمد حجي؛ كما أنها دار النشر العربية الوحيدة التي نشرت لشخصيتين عربيتين فازتا بجائزة نوبل وهما نجيب محفوظ وأحمد زويل،

وعلى الرغم من التعامل مع الكبار، إلا أن الشروق اهتمت بمصالحها الاقتصادية على حساب العمل الثقافى، فكانت أولى الدور التي ابتدعت قوائم الأعلى مبيعًا، وهى الفكرة التي تم نقلها من الغرب اسمًا دون محتواها الحقيقي، وانتشرت سريعًا في سوق الكتاب المصرية، لتجعل الدور تتنافس في خلق العديد من الطبعات، التي يكون معظمها غير حقيقي- من أجل حث القارئ على شراء الكتاب حتى لو كان خاليًا في مضمونه؛ في الوقت نفسه اهتمت بنشر الكتب التي تعلم أنها ستسبب الكثير من «الفرقعة الإعلامية» على حساب الآخرين، فبدأت في نشر كتب مذكرات قادة جماعة الإخوان السابقين والمنشقين، مثل الدكتور ثروت الخرباوي، والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسى السابق، ونائب المرشد السابق الدكتور محمد حبيب، والداعية الإسلامى يوسف القرضاوى الذي حكمت عليه محكمة الجنايات مؤخرًا بإحالة أوراقه إلى المُفتى ضمن قادة الجماعة الإرهابية؛ لتُصبح كيانًا اقتصاديًا قائما على المصالح دون وضع العمل الثقافى في الاعتبار.

 أصدرت 400 عنوان مختلف

"العربى".. الترجمة من أغرب مناطق العالم

تأسست "العربي للنشر والتوزيع" عام ١٩٧٥ كدار نشر مستقلة على يد الصحفى بالأهرام إسماعيل عبدالحكم بكر، والذي بدأ عمله بالنشر في كل المجالات المتنوعة، وبدأ في تطوير عمله حتى أوائل الثمانينيات، واهتمت الدار بموضوعات مختلفة وجديدة آنذاك؛ مثل دراسات المكتبات والوثائق والإعلام، وعملت على ترسيخ أقدامها في هذه المجالات الجديدة، إلى جانب استمرارها في تنوع مجالات نشرها المعتاد؛ لكنها كذلك واجهت كغيرها العديد من الأزمات، مثل منع بعض الكتب السياسية ككتاب المؤلف حسنين كروم «عروبة مصر قبل عبدالناصر.

مع بدايات الألفية الجديدة قررت دار العربى التي تخطت إصداراتها في الوقت الحالى حاجز الأربعمائة عنوانٍ في مجالات متنوعة، وتميزت باعتمادها على الأساتذة الجامعيين المتخصصين في كل المجالات، وخاصة الأكاديمية منها سواء من داخل مصر أو خارجها- متمثله في مديرها الشاب شريف بكر اقتحام مجالٍ جديدٍ في سوق النشر العربية، وهو مجال الترجمات من الأدب العالمي، وكان التحدى هو ترجمة الأدب المعاصر من مناطق غير مطروقة بالنسبة للقارئ العربي، أو «أغرب مناطق العالم» كما أطلق عليها الناشر نفسه؛ والمقصود بها المناطق التي لم يسبق الترجمة منها من قبل. تنوعت المترجمات التي نشرتها الدار ما بين الأدب التشيكي، السلوفاكي، النرويجي، البرازيلي، التركي، وهى ثقافات جديدة لم يعتد عليها القارئ المصرى والعربي، وفى البداية واجهت الدار الكثير من الصعوبات كان أولها الحصول على الكتاب الجيد والمترجم المناسب، إلى جانب إقناع الناشر بأهمية الترجمة للغة العربية؛ إلى جانب تقبل السوق العربية لمثل هذه النوعية من المترجمات التي لم يعتد عليها من قبل؛ إلا أن الكثير من قارئي المترجمات وجدوا فرصة للخوض في هذه الثقافات الجديدة، لتنتشر التجربة وتلقى رواجًا أدى إلى انتشار هذه الآداب المختلفة.

تواجه "العربى" بعض المشاكل الفنية، منها البحث عن مُترجم أدبى يستطيع نقل النص بطريقة لا تبعث القارئ على الضجر، بدلًا من المترجمات العربية التي تنقل ما في النص حرفيًا، وتتصف بالسوء ولا يستطيع القارئ في أغلب الأحيان التواصل مع العمل المُترجم، إضافة إلى عمليات القرصنة والتزوير التي تحدث في سوق النشر تؤثر سلبا على مبيعات الدار وتهدد كيانها الاقتصادي؛ كذلك تحاول التغلب على مشاكل التوزيع لضمان وصول العناوين إلى أكبر مساحة جغرافية من القراء.

 صاحبها بدأ بيع الكتب على "عربة"

"مدبولى".. ناشر الإعلام

عند الحديث عن النشر، تقفز إلى الأذهان مكتبة الحاج مدبولي، الرجل الذي بدأ ببيع الكتب من خلال عربة، ليصبح لاحقًا عام ١٩٦٧ صاحب دار نشر ذاع صيتها في مصر وخارجها، والذي اشتهر بعقله المُتفتح في نشر الكتب والمطبوعات التي كانت أحيانا مثارًا للجدل، سواء من جهة كُتّابها أو من جهة المادة المنشورة، سواء كانت أدبًا أم سياسة.

واجهت مكتبة مدبولي عدة مُشكلات مع السُلطة بسبب إصداراتها، فهى من نشرت عدة مؤلفات للدكتورة نوال السعداوى، بينها كتاب «الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني»، حيث داهمت شرطة المصنفات الفنية المكان في ذلك الوقت، وقبضت على أحد العاملين بها، وتحفظت على النسخ المتبقة من الكتاب بتعليمات من مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، وفى عام ١٩٩١ تعرض مدبولى لتهديدات من قبل متطرفين أصوليين بسبب توزيعه رواية بعنوان «مسافة في عقل رجل»، وصدر حكم قضائى بسجنه في نفس السنة بتهمة "ازدراء الأديان".

تعامل مدبولى مع العديد من أبرز الشخصيات المصرية، مثل أعضاء مجلس قيادة الثورة، وشخصيات سياسية، والعديد من الكُتّاب والأدباء كان أبرزهم نجيب محفوظ، يوسف السباعى، إحسان عبد القدوس، عباس العقاد، ويوسف القعيد، إضافة إلى مثقفى العالم العربى لم تتأثر مكتبة مدبولى بانتشار باعة الكتب حولها في منطقة وسط البلد، بل ظلت لفترة طويلة، وحتى وفاة مدبولى الكبير نفسه مُحتفظة بمكانتها، لكن بعد وفاة الرجل الكبير انفرط عقد الدار، لتتراجع مكانتها مع تجاهلها لأعمال الكُتاب الشباب، وظهور مكتبة «مدبولى الصغير» التي أحدثت لغطًا، بحيث أصبح الكثيرون في حيرة بين الدار التي أسسها الحاج مدبولى والأخرى التي أنشأها أبناء أخيه، وساعدهم الناشر الراحل في إقامتها، كذلك أثرت الأسعار المرتفعة للإصدارات الجديدة على نسبة المبيعات، ويبقى الرد الجاهز دائمًا بأن ارتفاع تكاليف النشر هو المتحكم في الأسعار، كذلك فإن أبناء مدبولي الذين أصبحوا قائمين على الدار لم يعودوا للالتزام بما كان يفعله أبيهم الذي كانت كلمته عقدا بينه وبين المؤلف، فساءت علاقتهم بجميع المُتعاملين مع الدار، كذلك ضغط أحدهم على أحد الكُتّاب للتعاقد مع الدار لمدة خمس سنوات، وهو ما رفضه الكاتب وأنهى تعامله معهم، لتبدأ مرحلة انهيار جديدة للدار التي كانت أهم دور النشر في مصر.

 تشجيع أصحاب الأقلام الواعدة

"العين".. ناشرة الجوائز الغامضة

تأسست دار العين للنشر عام ٢٠٠٠، وبدأت بإصدار العديد من العناوين في مختلف المجالات، وانتهجت منذ البداية إستراتيجية في النشر والتعامل مع المُبدعين، هي دعوة الكتاب المتميزين للانضمام لكُتّاب الدار، والدقة في انتقاء محتوى الإصدارات، بحيث تتوافق مع معايير النشر، وفى الوقت ذاته تُلبى حاجة القارئ، فركزت في العديد من إصداراتها على الثقافة العلمية بمفهومها الشامل، دون إغفال المجالات الأخري، تفاديًا لثنائية ثقافية سادت طويلًا واعتمدت على الفصل بين علوم الطبيعة والعلوم الإنسانية من جانب، وبين العلوم والفنون من جانب آخر.

قامت الدار بتأسيس علاقة جديدة بين الناشر والكتّاب، كما تُقيم صالونا ثقافيا شهريا يتاح فيه للقراء اللقاء المباشر مع كتابهم والنقاد المبدعين لمناقشة أعمال هؤلاء الكتاب، وأطلقت كذلك موقع الدار على الإنترنت ليكون بمثابة جسر تواصل بين الدار وجمهور قرائها من جهة وبين القراء وكتابهم من جهة أخرى.

عُرفت العين في العديد من المحافل بأنها «دار الجوائز»، حيث شاركت في العديد من المؤتمرات والمحافل الثقافية، منها معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، ومعرض نيويورك الدولى للكتاب، ومعرض تورينو الدولى للكتاب، ومعرض لندن الدولى للكتاب، بينما حصد كُتّابها العديد من الجوائز، ولكن في الوقت ذاته ثارت العديد من الأقاويل حول علاقات الدار وصاحبتها فاطمة البودى القوية بالعديد من المبدعين وأعضاء لجان تحكيم المسابقات، كان آخر ما تمت إثارته عند فوز رواية «شوق الدرويش» للروائى السودانى حمور زيادة بجائزة نجيب محفوظ التي تُقدمها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكذلك صعود العمل نفسه للقائمة القصيرة للجائزة العربية للرواية العالمية «البوكر»، فرغم جودة العمل وعدم تحفظ أحد على الكاتب وموهبته، إلا أن هناك من تحدث عن علاقة الدار بلجان تحكيم الجائزة؛ وهو ما نفاه الروائى السوداني، بينما تجاهله الناشر، ولم يصدر من القائمين على الدار أي تعليق بشأنه.

يواجه قارئ الدار أيضًا مشكلة التوزيع، حيث تحاول في الفترة الحالية، بعد انتشار أعمال كثير من إصداراتها، توسعة شبكة توزيعها والتعامل مع العديد من المكتبات داخل وخارج مصر، وأصبحت عناوينها أكثر شهرة، فبينما يُقبل القارئ لشراء الأعمال الجديدة أو التي فازت بجوائز، يجد أن سعر الكتاب مرتفع للغاية، وبعيدًا عن مقدرته الشرائية، ويجد الرد دائمًا أن ارتفاع أسعار الورق والأحبار هو العامل الرئيس في هذا، دون أن تُبدى الدار نوعا من التنازل وإصدار طبعات شعبية لهذه الأعمال.