الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عيد العمال وميلاد النشاط النقابي.. بدأ في استراليا عام 1856 وانتقل إلى أمريكا 1882.. تم الاعتراف به دوليًا في مؤتمر الاشتراكية الدولية بأمستردام.. تحتفل به مصر سنويًا في الأول من مايو

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل مصر اليوم الجمعة بيوم العمال العالمي أو عيد العمال، هو احتفال سنوي يقام في الأول من مايو من كل عام، في دول عديدة تقديرا للعمال، وهو يوم عطلة رسمي في مصر والعديد من دول العالم.‏

كانت بداية عيد العمال يوم 21 ابريل 1856 في استراليا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث طالب العمال في ولاية شيكاغو عام 1886 بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات، وتكرر الطلب في ولاية كاليفورنيا، وفي تورونتو الكندية حضر زعيم العمال الأميركي بيتر ماكغواير احتفالا بعيد العمال، فنقل الفكرة وتم أول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية تم الاحتفال به في 5 سبتمبر 1882 في مدينة نيويورك.


وبعد وفاة بعض العمال على أيدي الجيش الأمريكي فيما عرف بإضراب" بولمان "عام 1894، سعى الرئيس الأمريكي "غروفر كليفلاند" لمصالحة مع حزب العمل، تم على إثرها بستة أيام تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية، حيث بقي "غروفر" قلقا من تقارب اليوم الدولي للعمال مع ذكرى هايماركت في 4 مايو1886، حيث قتل أكثر من 12 شخصا في تظاهرة احتجاجية بساحة "هايماركت" على مقتل أربعة عمال في إضراب بشيكاغو للمطالبة بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات تحت شعار "ثماني ساعات للعمل، ثماني ساعات راحة، ثماني ساعات للنوم".

وجاء إضراب شيكاغو ضمن سلسلة إضرابات نظمت في عدد من المدن الأميركية يوم الأول من مايو1886 تحت شعار "من اليوم ليس على أي عامل أن يعمل أكثر من ثماني ساعات"، وبلغ عدد تلك الإضرابات خمسة آلاف إضراب وشارك فيها نحو 340 ألف.

تجاوزت قضية هايماركت أسوار أمريكا وبلغ صداها عمال العالم، وأحيا المؤتمر الأول للأممية الاشتراكية ذكراها في العاصمة الفرنسية باريس عام 1889، وتمت الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء ذكرى هايماركت عام 1890، وفي العام الموالي اعترفت الأممية الاشتراكية في مؤتمرها الثاني بعيد العمال حدثا سنويا


 

وفي عام 1904 دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في الأول من مايو من كل عام، وتم السعي لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول.

 

ويرجع وجود الحركة العمالية المصرية إلى عهود سحيقة في التاريخ منذ أن قامت حضارتنا القديمة على تقديس العمل وتكريم العمال، وما كان للمصريين القدماء أن يتوصلوا إلى الإنجازات التي حققوها في كل المجالات.

كما أن المجتمع المصري القديم استحدث نظام العطلة الأسبوعية، وقنن الحقوق العمالية على أساس التضامن الاجتماعي البعيد عن التناقض والصراع، وعرف نظام المدن والتجمعات العمالية، حيث تم اكتشاف 3 مدن عمالية تم بناؤها منذ نحو 5 آلاف عام، ومع تعاقب مراحل التاريخ، عرفت الحركة العمالية في مصر نظام "الطوائف"، الذي يرجع إلى العصور الوسطى ليضم فئات الصناع والحرفيين.

وكان بداية ظهور التنظيمات النقابية للعمال في مصر عقب صدور هذا القانون وإلغاء نظام الطوائف عام 1890، والتي تمخضت عن تشكيل نقابة عمال السجائر في مصر عام 1898 كأول نقابة مصرية ولدت في أعقاب إضراب ناجح حدث في نهاية ذلك العام وانتهى في فبراير 1900، ومن ثم بدأت الانطلاقة لميلاد التنظيمات النقابية في مصر التي أخذت تمارس دورها، وتنظم الإضرابات، رغم عدم وجود قانون يحميها ويسبغ عليها الشرعية.

فأول قانون يعترف بالنقابات في مصر صدر في سبتمبر 1942 وهو القانون رقم 85 لسنة 1942، حيث أن النقابات في مصر كانت بذلك الوقت نقابات منشآت حيث حرم القانون التنظيم النقابى للعاملين بالحكومة وعمال الزراعة.

وفي عام 1959 تم إلغاء نقابات المنشآت، والأخذ بنظام النقابة العامة على مستوى الصناعة، وهو النظام الحالي، الذي يقضي بتصنيف الصناعات والأنشطة الاقتصادية التي يمكن للعاملين بها تكوين "نقابة عامة" إلى 25 نقابة عامة على رأسها الاتحاد العام لنقابات عمال مصر وذلك بمقتضى القانون المنظم للنقابات العمالية في مصر، رقم 35 لسنة 1976، المعدل بالقانون رقم 1 لسنة 1981، وبالقانون رقم 12 لسنة 1995