رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بحيري.. وذبح الدين بسيف الدين!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"نحن الآن على سنتك القويمة، لا نقطع رأس الدين إلا بسيف الدين!، ولهذا لو رأيتنا لرأيت زهادًا عبَّادًا ركعًا سجدًا، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون".
بهذه الكلمات راسل "محمد عبده" شيخه "جمال الدين الأفغاني"، ليكشف له فيها عن خطته لهدم الدين الإسلامي من الداخل، بل وذبحه ذبحًا، تحت ستار ودعوى تجديده، ونفي الخبيث عنه، ولكنه في حقيقة أمره يعمل على "قطع رأس الدين بسيف الدين".
وعلى هذا الدرب يسير صاحبنا "البحيري" فالخطة الخبيثة القديمة الحديثة، تقوم على أساس، أن يبدو "صاحبنا" في صورة القديس الغيور على الدين والساعي لتنقيته من الشوائب، والحريص على تجميل صورته، وبيان صورته السمحة للخافقين، وإن كان كل ذلك محض خداع وادعاء حتى يروج زيفه على الناس.
ولكن الحقيقة الصلعاء أنه شيطان خبيث يلبس ثياب الملائكة الذين "لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون"!، وأنه حين ينظر إليه الناس يرونه في عِداد "الزهاد والعباد الركع السجود"، وإن كان ذلك ليس إلا قناعًا هو في حقيقته للخداع و"نصب للنصبة" و"فرش لعِدة الشغل"!!
ولعلنا نزيد القارئ المكرم من الشعر بيتًا بنقلٍ آخر عن "محمد عبده" الموصوف تلبيسًا و تدليسًا بــ"الإمام"، كما يوصف صاحبنا أو يصف نفسه بأوصاف أقلها: الأستاذ، والباحث ، والناقد البصير والمحقق العلامة بل والإمام، وعلم الله وتيقن الناس ألا شيء من تلك الأوصاف تنطبق عليه  وألا ينطبق هو على شيء منها، ولكنه الخداع والغش!
وما أكثر أسماء الهر، وما أقلَّ الهر في نفسه!
يقول "أبو رية" – وهو تلميذ محمد عبده وأستاذ البحيري في آنٍ، فلا تعجب-: "قال الأستاذ محمد عبده– رضي الله عنه-!: "إن المسلمين ليس لهم إمام في هذا العصر غير القرآن وإن الإسلام الصحيح هو ما كان عليه الصدر الأول قبل ظهور الفتن".
تأمل أخي القارئ المكرم التطابق التام بين الطريقتين مع فارق من رقيٍ في بعض كلام أبي رية أو محمد عبده، وتسفل كلام صاحبنا "البحيري"، لتعلم أن المشرب واحد وأن الأصل واحد والمنبع المنتن واحد.
ثم يستطرد فيقول- أي محمد عبده-: "لا يمكن لهذه الأمة أن تقوم مادمت هذه الكتب فيها (يعني كتب التراث)، ولن تقوم إلا بالروح التي كانت في القرن الأول، وهو القرآن (لاحظ أن البحيري يتكلم عن أنه لا بد من التخلص من تراث ثلاثة عشر قرنًا أي الوقوف فقط عند حدود القرن الأول)، وكل ما عداه فهو حجاب قائم بينه وبين العلم والعمل".
ومنه تعلم علم اليقين أن صاحبنا "البحيري" ليس صاحب تجديد ولا أتى في الأصل بجديد وإنما هو ماشٍ على ما كان عليه أسلافه الأولون من محاولات ذبح الدين بسيف الدين، وأنه ليس إلا سائرًا على الدرب لا أكثر، وليس إلا مقلدًا لمحمد عبده وشيخه جمال الدين الإيراني مدعي الأفغانية، الشيعي والماسوني الكبير وأول مؤسس لمحفل ماسوني في الشرق.
ومنه تعلم علم اليقين من أين يستقي صاحبنا "البحيري" أفكاره، ومن أين تشرَّب بهذا الغل الذي يملأ قلبه على تراث المسلمين وموروثهم العظيم.
ومنه تفهم سبب هذه السخرية التي في لسانه لدينهم وأئمتهم وعلمائهم وفضلائهم.
وأنا وإن كنت أعذره، لكونه ناقلًا ليس إلا، مرددًا لما يملى عليه ليس أكثر، كالببغاء الذي عقله في أذنيه، يردد كلمات سمعها فحفظها، إلا أنني في الوقت ذاته أشفق عليه حين أراه يقول ما يقول ويسخر بمن يسخر منه، وهو ضعيف الفهم، سخيف التقليد لمن يقلد، يعيب ما لا يفهمه، ويسخر مما لا يبلغه عقله مهما حاول ولو أضيف إليه أعمارًا إلى عمره، فتلك هي إمكانات عقله و فهمه.
فيا هذا ... يسلم عليك أبو الطيب المتنبي و يقول لك:
يرى الجبناء أن العجز عقل ... وتلك خديعة الطبع اللئيمِ
وكم من عائبٍ قولًا صحيحًا ... وآفته من الفهم السقيمِ
و لكن تَأخذُ الآذان منه ... على قدر القرائح و العلومِ
إن ما يعنينا في هذا الــ"بحيري" ليس شخصه فهو في يقيني ليس إلا محض ملفق لا محقق ومفسد غير مصلح، ومسخ مشوه جديد من تلك المسوخ التي تظهر جيلًا بعد جيل وحينًا تلو الحين، و هو بعدُ حلقة من المشروع الهدام الذي يسعى– عبثًا- لهدم الدين الإسلامي أو تشويه صورته، أو هز ثوابته في قلوب المؤمنين، بعد أن فشل المستشرقون في حملتهم ولم يلتفت الناس إلى شبهاتهم، واكتشفوا حقيقتهم وعرفوا خبيئتهم، فتفتقت أذهانهم الخبيثة عن حيلة خسيسة وهي تجنيد أقوام من بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا ويدينون بديننا ويعيشون بيننا، ليقوموا هم بالعمل نيابة عنهم، ليروج زيفهم على المسلمين وينخدع بهم المؤمنون، ويقبلوا منهم ما رفضوه من قبل من المستشرقين.
فــ"التكتيك" والخطة تقوم على أنه بدلًا من أن يبيع "الخواجة" بضاعته بنفسه فتبور سلعته، فيأتي بمندوب عنه ليضرب بيده.
فيُهَاجم الإسلام من داخله لا من خارجه ويذبح الإسلام بسيف الإسلام لا بسيف الغرب!
نعم... يسير "إسلام بحيري" على درب أسلافه من المستشرقين ومن جاء بعدهم، ويقلدهم – نعم يقلدهم – ليس أكثر في ما كانوا يرددون من أكاذيب وترهات وأباطيل وشبهات.
إلا أنه يمتاز عنهم – والحق يقال- في أنه قد اجتمع فيه كل سوءاتهم وسخافاتهم وجهلهم وطيشهم وخفة عقولهم وعنادهم وكِبْرهم.
حتى ليعجز الأصحاء والعقلاء عن إفهامه ما لا يستطيع عقله بلوغه أو ذهنه إدراكه لبلادة عقله وفكره.
ولكأني بأبي الطيب كان ينظر إليه وهو يقول:
ومن البلية عذلُ من لا يرعوي ... عن جهله وخطابُ من لا يفهمُ 
وجفونه ما تستقر كأنها ... مطروفة أو فُتَّ فيها حصرمُ 
وإذا أشار محدثًا فكأنه ... قردٌ يقهقهُ أو عجوزٌ تلطمُ 
وتراه أصغرَ ما تراه ناطقًا ... ويكون أكذبَ ما يكونُ ويقسمُ!

وفي الأخير نريد أن يكون القارئ المكرم على يقين من أن حال صاحبنا ليس في الحقيقة إلا كالبرق ينسب إليه الصوت و الصوت من غيره.
فماهو صاحب فكر ولا تجديد ولا شيء وما هو إلا محض مقلد بليد لشيوخ سوء سبقوه على طريق الضلال والهوى والعمالة.. فبئس السبيل.
ولكن اللافت أن جميعهم ظهر في مصر وأيضًا دفنته مصر!
فأبشر.
وماذا بمصر من المضحكات ... وحسبك هذا الــ"بحيري" بها 
ولكنه ضحك كالبكا ... على علمها وعلى كتْبها.