رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

الرسائل الأخيرة لأحمد زكي.. حكايته مع رغدة.. وتهديده لمحمود يس.. وعتابه للناقد طارق الشناوي

أحمد زكى
أحمد زكى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عشر سنوات مرت على رحيل النجم الأسمر «أحمد زكى» بالتمام والكمال، وتتزامن تلك الذكرى مع رحيل العندليب عبدالحليم حافظ في ذكراه التاسعة والثلاثين.. فخلال شهر «مارس» كان رحيل عبدالحليم يوم 30 منه، ورحيل أحمد زكى 25 مارس.
كلاهما "عانى" اليتم والحرمان، نجمان كبيران عاشا نفس الرحلة.. نفس العذاب، والكفاح، والنجاح والمشى فوق الشوك.. فسارا فى الطريق بمنتهى الإصرار لتحقيق الهدف وعاشا نفس الظروف والأحزان.. ومشوار الصعود والإحباط من القاع للقمة.
بالنسبة لي فقد عشت بعض حكايات ومشوار النجم الاسمر أحمد زكى، من خلال شريط سينمائى ابيض فى اسود.. رأيت بعضها وسمعت البعض الآخر من اصدقاء الرحلة.. الكاتب وحيد حامد والصحفى محمود سعد بالصوت سجلتها لميكرفون الاذاعة واحتفظت بشريط الصوت الذى استرجعه على هذه الصفحة فى ذكرى الرحيل والبداية مع السنوات الاولى فى دراسته وتقمصه لشخصيات الروايات العالمية التى يدرسها مع زملاء المعهد.. فى هذا الوقت كان يستأنس فى وحدته بصوت مطربه المفضل «بلدياته» «حليم» ويحفظها ويغنيها كما كان يتمنى أن يحقق شهرته ونجاحه.. حلم سعى لتحقيقه!، خاصة بعد أن ظهرت النتيجة وكان أول دفعته.. ليبدأ البحث عن الفرصة في أى عمل يعينه على الحياة.. وهذه الغربة فى القاهرة وزحامها.. أنماط بشرية كان يتابعها ويرتبط بها يوميا على مقاهى وحوارى وسط البلد وشارع شامبليون وسوق التوفيقية.. عاش حياة الصعلكة مع مجموعة اصدقاء تلك الفترة التى ارتبط خلالها بهم بعد تجربته الأولى فى مسرحية «هاللو شلبى» كان من بينهم سعيد صالح وفؤاد معوض «فرفور» وسامى السلامونى ومجدى نجيب وسيد عواد.. ومجموعة أخرى من مثقفى تلك الفترة المترددين على كافتيريا «لاباس» بشارع قصر النيل.. من بينهم الصحفى حسن عبدالرسول والكاتب على سالم وسمير خفاجى وابوه الروحى الشاعر والكاتب صلاح جاهين الذى لعب دورا مهما فى مشواره السينمائى بعد ذلك.. ووقف بجانبه بعد ضياع فرصة البطولة الاولى له فى السينما مع سعاد حسنى بعد ترشيح على بدرخان له لبطولة فيلم «الكرنك» لكن الرفض كان من جانب شركات التوزيع والانتاج والسبب لونه الاسمر وشعره المجعد.. رغم تحقيقه النجاح على المسرح فى تجربته الأولى مع مديحة كامل ومدبولى ومسرحية «هالو شلبى» لكن السينما لها حسابات أخرى.. ويعيش فى حالة نفسية وتنتشر اشاعة محاولته الانتحار بقطع شريانه.. وينقذه صديقه صلاح جاهين الذى يرشحه فى العام التالى للفيلم الذى يكتبه ويشارك فى انتاجه "شفيقة ومتولى" وبنجاح الفيلم تبدأ شركات الانتاج والتوزيع بالإسراع فى التعاقد معه لبطولة أكثر من عمل ببداية عام 79.. كان شاهين وفيلم "اسكندرية ليه".. ثم جاء فيلم "الباطنية" مع حسام الدين مصطفى وفيلم "عيون لا تنام" مع رأفت الميهى ويرشحه محمد خان مرة اخرى فى بداية الثمانينيات لفيلم آخر مع «سعاد حسنى» وهو "موعد على العشاء" ليصبح بعد ذلك أحمد زكى نجم السينما والثمانينيات وشباك التذاكر وليقدم مفهوما آخر للنجومية وجان السينما.. بعيدا عن الوسامة.
حاجز اللون..
ربما كانت بشرته السمراء ولونه الداكن من أحد الأسباب التى أثرت فى نفسه مع بداية مشواره السينمائى وارتباطه بعلاقات مع نجمات افلامه واختياره وصداقاته بهم فكان معظمهم من الشقراوات ناصعات البياض.. وظهر ذلك بارتباطه فى البداية بزوجته هالة فؤاد ثم بطلات افلامه شيرين رضا وفيلم حسن اللول.. ونزوة.. ثم «شرين سيف النصر» وفيلم سواق الهانم ونجلاء فتحى فى أحلام هند وكاميليا وسوبر ماركت.. و«رغدة» التى اختارها لتشاركه بطولة أكثر من فيلم كابوريا واستاكوزا وفيلم الامبراطور وكانت ايضا صديقته المقربة اليه فى الفترة الاخيرة من مرضه.
لكن القريب من شخصية أحمد زكى كان يعلم تمام العلم بأن عقل المرأة هو الذى يجذبه ويشده وليس أى شىء آخر.
رغدة كانت بالنسبة له انسانة مثقفة وقارئة نهمة لبحور الشعر والأدب.. وهو ما كان يتابعه فى المرحلة الأخيرة لمشواره ولهذا كان يسعد بوجودها بجواره كصديقة تشاركه احيانا تفكيره ويأخذ برأيها.. اما عن قصص الحب فى حياته بعد رحيل زوجته «هالة» فكان دائما ما يصرح للأصدقاء قائلا الستات كلهم زى بعض وقصص حبى أصبحت قصيرة جدا.. واكتشفت بأنى أعيش فيها هروبا من الوحدة لكن الحمد لله.. اخرج سليما عندما يشغلنى فيم وعمل جديد!! وعرف عنه بين أصدقاء الوسط الفنى بأنه دائما ما تزعجه عبارات المدح.. لم يشعر أبدا بالنجومية وبالتالى لم يجد على لسانه عبارات يقولها لمن يمدحه.. سوى السكوت والابتسامة فقط.
وبقدر موهبته بقدر فشله فى التخطيط لحياته كان يخطط لها بعشوائية.. فقد كان يسير وفق المثل الشعبى اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب وبالتالى لم يترك لوحيده «هيثم» أى ثروة سوى اجره عن فيلم حليم وأفلام قام بإنتاجها وشقة بالمهندسين وسيارة مرسيدس قديمة مركونة حتى الآن امام المنزل.. لم يستخدمها هيثم.. ويرفض بيعها.
تلك هى تركة «أحمد زكى» الذى تركها للابن الذى كان صديقه قبل أن يكون والده.
ابن البلد..
أحمد زكى.. الشهم ابن البلد والصديق الأصيل.. ظهر ذلك فى علاقته بزميلته «شهيرة» التى اعتبرها فى منزله اخته منذ ان جاء للدراسة فى معهد المسرح وكانت زميلته ووقف بجوارها خاصة عندما علم صلة الحب التى تجمعها بزميلها محمود ياسين.. وقال له إذا كنت تريد الزواج فأسرع.. اما اذا كنت عايز تهزر وتلعب احذرك من هذا الطريق؟! وبالفعل اسرع محمود ياسين وتقدم للزواج من شهيرة وكان أحمد الشاهد على عقد الزواج بينهما.. لم ينس أحمد بعد ذلك ترشيح محمود له للمخرج حسام الدين مصطفى ليشارك معه فى فيلم «الباطنية» مع فريد شوقى وعماد حمدى ونادية الجندى.
ممثل ومخرج..
أما عن حكاية التجربة الإنتاجية وفيلم أيام السادات وعلاقته بالمخرج محمد خان.. يحكى زكى عن هذه التجربة قائلا: اعظم ممثل فى العالم لا يحقق شيئا بدون مخرج متميز.. ورغم كل الخلافات التى تقع بينى وبين خان فهو من أعظم المخرجين فى تاريخ السينما المصرية.. ومعه قدمت خمسة افلام من اجمل افلامى ودائما الخلافات بيننا تكون لصالح العمل.. وعندما ندخل فيلما جديدا نكون متأكدين من الخلافات والمشاكل التى ستحصل بيننا.. وبعد الانتهاء ونجاح العمل نسأل بعضنا ليه اختلفنا فى الاصل.. اكيد كان فيه ولادة متعثرة وكنا جميعا نسعى لانقاذ المولود.. والحمد لله.. الجنين خرج بسلامة الله.. ونسينا بعد كده كل حاجة.
وفى حوار آخر للنجم الأسمر أحمد زكى.. حوار خاص لبرنامج السينما بالإذاعة يقول: بعد أن قدمت شخصية الزعيم عبدالناصر فى فيلم ناصر 56 كان حلمى الكبير أن أقدم شخصية السادات فى فيلم من انتاجى ولذلك تفرغت لمدة عامين للانتاج ورفضت العمل فى افلام اخرى.. وتفرغت لاداء الشخصية علشان اكون قريب منها بدأت أزيل جزءا من شعر رأسى بالتدريج مع كل مرحلة عمرية للشخصية.. فيلم السادات أخذ من عمرى ٤ سنوات وفيلم عبدالناصر أخذ عامين ايضا من عمرى.. وكان هدفى من تجسيد شخصية عبدالناصر والسادات فى فيلم سينمائى علشان الجيل اللى من عمر ابنى «هيثم» يعرفوا تاريخ بلادهم.. من خلال الدراما والسينما بطريقة غير مباشرة وهذا اقوى واكثر تأثيرا من عشرات الكتب ومئات المقالات.. وحين تعرضت لشخصية السادات فى الفيلم كنت عاوز اتعرض لجزء مهم في تاريخ مصر.. ووطنية صاحب النظرة السياسية البعيدة والتذكير بانجازاته من خلال رصد ٤٠ عاما من حياته وكل ما فيها من وطنية وانكسار وانتصار وسلام.. واغتيال.. بكل حيادية وموضوعية وبالتالى ارصد أيام الوطنية وشبابه وامجاد اكتوبر واتفاقية السلام وكيف قاد الشعب من الإنكسار الى الانتصار.. ويستطرد قائلا: سعيد بتلك المرحلة وبتجسيد هذه الشخصيات.. وكان تحدى كبير بالنسبة لى كممثل.. فى فيلم أيام السادات حلقت شعرى بالموس لمدة 4 شهور مدة تصوير الشخصية لكى اكون قريبا من الشخصية اللى بيعرفها الناس.. لكن للأسف يطلع أحد الصحفيين والنقاد ويهاجمنى لتقديمى شخصية عبدالناصر والسادات وسط تجمع سينمائى فى مهرجان الاسكندرية ودخل معى فى حوار طويل ومجادلة أنت عارفة بالطبع.. يقصد «طارق الشناوى».
كان رافضا قيامى بأداء الشخصية.. لعدم المصداقية أمام الجمهور!! معلقا: لا يوجد ممثل عالمى نجح فى تقديم شخصية رئيىس من قبل!!
ومازال الحوار على الشريط مسجلا بصوت أحمد زكى.. احتفظ به لذكرى والدى يستكمل الحوار.. معلقا ويوجد كلامه للصديق الناقد.. «طيب يا عم طارق يا شناوى ممثل مصرى وابن بلدك نجح بهذا العمل وبشهادة النقاد والجمهور.. ليه ما تشجعهوش بدل الهجوم.. والخناقة اللى كانت بينى وبينك أمام جمهور مهرجان اسكندرية؟.