الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصنع تعبئة البوتاجاز بالأقصر يرفع شعار "السرقة لينا حق"(4).. الأهالي: "بنعبي الأنبوبة 3 مرات في الشهر وفي الأخر بتنفجر فينا".. صاحب مطعم: "الأسطوانة أصبحت همٌ وبسببها بنضطر لقطع عيش العمال"

 الأهالي
الأهالي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استكمالا لما قامت به" البوابة نيوز"، من حملة صحفية على مصنع تعبئة البوتاجاز بالطود – في الأقصر، الذي يعد احدي المحطات التابعة لشركة بتروجاس "إحدى شركات الهيئة العامة للبترول" وهو ملك لمحافظة الأقصر، ولكن وبعدما تم إبرام عقد بتأجير المصنع بالعمالة لمدة عشر سنوات تبدأ من 2007 وحتى 2017، لشركة "سعد الدين للغازات البترولية"، بدأت الانتهاكات من القائمين على المصنع تتوالي بدءا من التلاعب في الاوزان والفتك بميزانية الاسر الفقيرة، مرورا بتعبئة أسطوانات لا تصلح للاستخدام والتسبب في حالات حرائق على اثرها فارق البعض الحياة، وصولا لفصل 5 عمال رفضوا المشاركة في مهرجان الفساد، انتهاء بإهدار المال العام وبيع الاسطوانات "منفذ" بما يخالف القانون، إلى جانب تراكم مديونيات المصنع للمحافظة والتي بلغت 2 مليون ونصف المليون.
منظومة تتحدى القانون والمسئولين وتأبي التوقف عن استنزاف المال الخاص والعام، لم تردعها تقارير ولم تحركها تحقيقات بما تملكه من اعوان خربوا الذمم سنتولي فضحهم في حلقات قادمة، لذا جاءت الجولة الرابعة للبوابة لتتفقد أحوال السكان في قرى وحضر المحافظة لنتعرف على حقيقة التلاعب في الأوزان بالمصنع وكذا معاناتهم مع "الانبوبة" وسارقوها. 
ومن قرية العديسات احدي قرى محافظة الأقصر تقول الحاجة زينب أن انبوبة الغاز غير متوفرة في معظم الأوقات وتختفي كثيرا من السوق غير أنها قليلة البركة، تنفذ بعد 10 أيام ما يجعلنا نقوم بتعبئتها مرتين أو ثلاثة في الشهر الواحد ونحن على باب الله، فمن أين لنا بكل هذه النفقات.
"خبزة واحدة مفيش غيرها" هي عمر الأنبوبة، خبزة واحدة، هكذا اقتضبت ام جابر، قرية العديسات، حديثها عن الانبوبة ومدس السرقة الذي يتعرض له سكان الأقصر.
وشاركتها في الرأي الحاجه أم جعفر، بقرية المهيدات والتي رفضت الظهور على الشاشة مقسمة بالله أن الأنبوبة بتقل بأصلها بعد 10 ايام مفيش غيرهم، ما يجعل البيت الواحد يغير الأنبوبة 3 مرات في الشهر بما يعادل 45 جنيه شهريا. 
وتابعت السيدة العجوز حديثها متسائلة: "يرضي ربنا يعني ندفع المبلغ الكبير دا واحنا في وقف الحال دا من ايام الثورة لحتى الآن؟، يرضي ربنا صاحب المصنع يعبي فلوس واحنا نعبي الهم زكايب، فين الوزارات والحكومة والناس الكبيرة فين الاهتمام؟". 
بينما أضافت ام مريم ربة منزل ولديها 4 أطفال، بنجع جمال، انها تضطر لشراء الانبوبة من السريحة بالغالي لأنها غير متوافرة بالمستودعات مضيفة: حتى لو الأنبوبة توافرت فإن الزحام والتدافع يكونا شديدين واحيانا تحدث مشادات ومشاكل تنتهي بعراك قد يصل للقتل مضيفة أن مصنع تعبئة البوتاجاز هو المصنع الوحيد الذي يغذي محافظة الأقصر بأكملها.
اما في الحضر فقال أحمد سعفان رب اسرة ويعمل على حنطور، أن سعر الانبوبة يصل لـ 40 جنيها في المدينة بينما في القري 15 جنيها، مؤكدا أن السرقة في الوزن على عينك يا تاجر واذا كان عاجب والسبب في ذلك هو إهمال المسئوليين للصعيد واهله.
وأضاف سعفان "مقسما بالله أن الانبوبة كبيرها 18 يومًا في حال الاستعمال الخفيف، متسائلا: كيف للحكومة أن تسلم رقابنا لرجال الأعمال وتدعهم يتحكمون في أهم سلعة تموينية؟
فيما قالت الست سميحة، موظفة بإحدي الجهات الحكومية بالأقصر، "احنا تعبنا من الشكاوى اللي ما بيتردش عليها ولو المشكلة كانت بس في الأنبوبة كنا اتحملنا لكن الغلابة هيتحملوا انبوبه خربانة ومسروقة في الوزن ولا هيتحملوا فواتير كهرباء ولا مصاريف مدارس، ولا علاج ومستشفيات، والله يا ناس حرام؟".
ومن أمام احدي مستودعات مركز الطود أخبر الحج محمود الأسيوطي صاحب محل كشري، أن مشكلة اأنبوبة اصبحت هم على اصحاب محال الاكل وبسببها بنضطر لقطع عيش ناس كتير عشان نوفر في المصاريف، وصاحب المحل معذور منين يدفع اجرة عمال وكهرباء ومية وانبوبة وحتى لو دفعنا الطاق طاقين الانابيب غير آمنة ومشاكلها كتير.
فيما تحدث ميخائيل مرقس، عامل، بأحد الفنادق، قائلا:" نحن خارج منظومة التموين، ونحن أكثر المواطنون عرضة لجشع سماسرة المصنع مضيفا: "بصراحة فاض بينا الكيل وهاين علينا نولع في المصنع باللي فيه صاحي قبل ما يخلص على الباقي مننا، قولوا للناس اللي فوق يفضونا من المصنع وصحابه احنا تعبنا وكل يوم والتاني انفجار وكل يوم والتاني حريق ودا ميرضيش رب ولا دين".
وأعلن رأفت سمعان أن الأهالي بمحافظة الأقصر الآن بجمع توقيعات لتفويض المحافظ لفسخ عقد المصنع وعودته للمحافظة مرة أخرى والتخلص من سرقة رجل الأعمال للأبد.
"الانابيب في محافظة الأقصر "راكبها مية عفريت " وكلها خارجه من مصنع الطود، وما تتحملش أكثر من 10 ايام أو اسبوعين على الأكثر، يعني محتاجة ميزانية لوحديها، متسائلا: منين نجيبها طيب يا خلايق، حسب ما قاله عم خليل الدندراوي عامل النظافة بمنطقة الكورنيش بالأقصر.