الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

نقشبندية الكنيسة

أصوات فى خدمة الله والوطن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نصلى بالكلام ونسبح شكرًا لله ولا ننتظر شهرة أو مالًا
نستمع لنصر الدين طوبار ومحمد عمران وسيد النقشبندى وشاركنا في ترانيم «أسماء الله الحسنى»
مايهمنيش إن كانت صلاتك تبدأ بـ«الفاتحة» أو بـ«أبانا الذي»

لنشر المحبة والسلام، حبًا في الوطن ونبذًا للعنف والتطرف يرنمون، قادرون على اختراق «القلوب المؤمنة» وخلق مساحات من التواصل في جو أساسه الدين والعقيدة.
الترنيم في المسيحية، يعرف بعالم السلام والنعمة، وهو ركن هام وأساسى في العبادة، ويصلح بديلا فعالا للصلاة، في كلمات روحية تعتمد على اللاهوتية في الأساس، وتستخدم في المناجاة وطلب المغفرة والرحمة من خالق العالمين.
«البوابة»، التقت عددا من المرنمين الشباب الذين حققوا على مدى الـ 10 أعوام الماضية نجاحا باهرا في عالم الترنيم بجهود ذاتية دون انتظار عائد مادى أو شهرة.
بين كنائس العاصمة، بدأ مشواره الحقيقي، فبعد أن عاش قرابة الـ٢٣ عاما على أراضى مطروح وتمكنت منه أصالة العادات البدوية، جاء لـ«المحروسة»، ليعلن عن موهبته التي لم يختلف عليها أحد منذ أن كان يتردد على قصر ثقافة مطروح ونادي الطلائع.
مايكل عبيد، مرنم شاب لم يتجاوز الـ ٣٠ من عمره، خاض عالم الصلاة بالكلمة منذ ٧ سنوات تقريبا، وفى هذه المدة قدم عشرات الترانيم التي اختلف محتواها بين الوطنى والديني، وكذا انشغل طويلا بتقديم أعمال دينية يغلب عليها الطابع الوطنى الذي يهدف لتقوية الوحدة الوطنية ونبذ العنف والتطرف، وكان آخرها ترنيمة «الدين لله، يا أحمد يا أخويا، ما يهمنيش»، فالرجل كان حريصا على أن يؤكد مدى أهمية هذا الصنف من الأعمال الروحية، خاصة في ظل الفترات العصيبة التي يمر بها الوطن.
قرر «مايكل» الاستقرار في القاهرة من أجل استخدام موهبته في نطاق إلهى محدد، فالموهبة منحة من الله وكان عليه أن يستغلها في خدمة الدين، لإيصال كلمته لحدود السموات بعيدا عن أضواء الشهرة والأجواء الصاخبة.
وعن مدى عشقه لعالم الترنيم يقول: «هناك تشابه كبير بين الترانيم والتواشيح الدينية، فشيوخنا الكبار ينشدون حبا في الله ورسوله وآل البيت، وتعلمنا منهم نحن المرنمين الكثير والكثير، وبالنسبة لى أحرص على الاستماع للشيخ محمد عمران، والشيخ سيد النقشبندي، والشيخ نصر الدين طوبار، فهم إعلام وقامات كبيرة نتعلم منهم مسلمين وأقباطا جيلا بعد جيل، وبالنسبة للتغيير الذي طرأ على حياتى كان بمثابة اختبار إلهي، فدائما الأشياء تعمل معا للخير، وأنا أعشق أداء الترانيم الروحية والأغانى الوطنية، لأن ذلك يناسب صوتى وإيمانى الشديد بأن رسالة الوطن والدين واحدة وهى المحبة والسلام».
سألته إذا كان راضيا عن دور الكنيسة القبطية تجاه المرنمين فرد: «طالبنا مرارا بإنشاء نقابة صورية لنا، يكون دورها دعم وتنمية المواهب، إلا أن الكنيسة تقاعست ورفضت، ونأمل أن نقابل البابا تواضروس الثاني، حتى نعرض عليه مشاكلنا خاصة مشاكل الإنتاج، فلكل منا عمل خاص بعيدا عن الترانيم لأنها خدمة دينية تقدم في الأصل دون مقابل مادي، ونلجأ للإنتاج على نفقاتنا الخاصة في كثير من الأحيان، ونستخدم مواقع التواصل الاجتماعى مثل فيس بوك وتويتر ويوتيوب لنشر الأعمال الخاصة بنا، فدعم الكنيسة المصرية روحى ومساندة تبارك العمل ولا يخرج الأمر عن كلمة شكر أو شهادات تقدير».
مرنم مطروح بعد أن شدد على ضرورة نبذ الفتنة الطائفية بكافة أشكالها، أكد أن المرنمين كان لهم تجربة هائلة كتب كلماتها الشاعر رمزى بشارة ولحنها سامح عبيد، وهى مجموعة ترانيم تحت عنوان «أسماء الله الحسنى»، وفيها استخرج «بشارة» صفات الإله من الكتاب المقدس وترنم بها مايكل وأصدقاؤه ومنها «العدل، الحكيم»، لإثبات وجود مساحات تواصل مشتركة بين المصريين تقربهم في جو أساسه الدين والعقيدة.
وشارك في ترتيلها عدد كبير من المسلمين والمسيحيين، منهم باسم وديع، وماريان إسكندر، وريم نسيم، ويوسف حافظ، ونخبة من أشهر مرنمى الكنيسة مثل مريم بطرس، ومايكل عياد، وليليان عبيد، ومريم حلمي، وسارة معروف، وبيشوى مجدى، والمعلم ساتر ميخائيل.
مينا هشام، أو مينا عطا وفقا لتعريفه الجديد كمتسابق شارك من قبل في برنامج المسابقات الفنية «ستار أكاديمى»، عرفته الكنيسة مرنما منذ ١٥ عاما عندما كان يغنى في حفلات المدارس ومن خلال مسابقات الإدارات التعليمية في منطقة مصر الجديدة ومدينة نصر.
مينا، ٢٥ عاما، طالب بالأكاديمية البحرية، خاض مجال الترنيم منذ نعومة أظافره، إلا أنه ترك المجال لأصحابه واختار الأضواء والشهرة بعد أن تقدم لبرنامج اكتشاف المواهب العام الماضي، مؤكدا أن «ستار أكاديمى» قادر على تقصير مسافات كبيرة من العناء في المجال الفني، الأمر الذي تعارض بشكل صريح مع مقومات المرنم الذي يبيع الدنيا ابتغاء توصيل كلمة الله للبشر.
نجم «ستار أكاديمي»، بدأ الترنيم في حفلات الكنائس بمهرجانات الكرازة، وبعد أن تعرف على الشاعر رمزى بشارة، قرر الأخير أن يكتب له رباعيات للترنيم لأول مرة في الميديا المسيحية، وقتها قال مينا: «السبب الرئيس وراء اتجاهى لعالم التسبيح والصلاة بالكلمة، رغم أننى على علاقة متميزة بالوسط الفنى وخاصة الغنائي، إرادتى الملحة كى يخدم الله عن طريق صوتى في سبيل لمس القلوب المؤمنة المتعطشة لسماع رسالة معينة يبعث بها الله عن طريق ترنيمة».
ورنم مينا هشام أولى ترانيمه «أشفيلى جرحى»، التي أداها في العديد من الحفلات والمهرجانات، وكتب كلماتها الشاعر رمزى بشارة ولحنها سامح عبيد، والآن يعيب عليه الوسط بأكمله ابتعاده عن طريق الخدمة الإلهية، خاصة بعد أن قطع علاقته بهم وكأنه ولد نجما، فهم يرون أنه لا تضاد بين الغناء المحترم والترانيم، وأنه ليس هناك ما يمنع من أداء الترانيم والغناء في الوقت نفسه.
سارة معروف، مرنمة في بداية العقد الثالث من عمرها، عرفت في الوسط بخفة ظلها وصوتها المميز الهادئ، وتركت الأوبرا لعيون خدمتها في الكنيسة، فهى ترى أن صوتها هبة من الله لا بد أن ترد النعمة إليه ولخدمة عباده على الأرض.
سارة معروف، بدأت مشوارها في كنيسة السيدة العذراء مريم بالمطرية، ولقرب الكنيسة من منزلها اعتادت الذهاب إليها للاستماع للألحان الروحية هناك، خاصة أن والدها والدتها كانا يمتلكان صوتا جميلا، لذا كانت البيئة المحيطة بها تدفعها بشكل غير مقصود لطريق الخدمة الإلهية عن طريق الترنيم.
في الكنيسة ذاتها، حفظت مزيدًا من الألحان القبطية وكانت ترددها على مسامع والدها الذي شجعها على الاستمرار واستخدام صوتها في التسبيح والصلاة، كما كان يدربها على توشيح وابتهالات الشيخ محمد الهلباوى.
وعن مشوارها في عالم الغناء قالت سارة: «لم يدم طويلا، فبعد أن شاركت في حفلات عدة بقيادة المايسترو جمال سلامة، غنت فيها لجوار مدحت صالح وعلى الحجار وماجدة الرومي، فضلت أن تهب صوتها لله كمرنمة تنشر الصلاة وكلمة العلى بين البشر، خاصة بعد أن تبدل مفهوم الغناء في السنوات العشر الأخيرة».
وأضافت صاحبة ترنيمة «عايزة أتكلم معاك»: «بدأت خدمتى في الكنيسة منذ ١٧ عاما، وتعلمت أصول الترنيم على يد المعلم بولس ملاك، والمعلم ساتر ميخائيل، فهؤلاء أساتذتنا في الكنيسة ومصدر الخبرة الأول لكل المرنمين الشباب، فلولاهم ما تعلمنا الإخلاص والتفرغ للترنيم، فكانت تحديات كبيرة تقابل المرنم، فهو يمتلك الموهبة والصوت الحسن ليكون بين أشهر مطربى الساحة إلا أنه يقاوم كل هذه الإغراءات الدنيوية ويختار طريقا واحدا دون النظر للعائد المادى أو الوصف الاجتماعي، لذا كان لزاما علينا التفرغ الكامل للترنيم، لأنه نوع راق من أنواع التعبد وفى أوقات كثيرة يحل بديلا للصلاة».
وعن العائد المادى: «في الأصل لا ينتظر المرنم عائدا ماديا مقابل تأديته ترنيمة، فهى كما صلاة وخدمة وأجرها يكون أفضل حينما يأتى من خالق الموهبة نفسه، فهو قادر على الحفاظ عليها وتنميتها وحفظها لك، لكن لا أخفيها عليك هناك أجور رمزية تعطيها لنا الكنيسة مقابل السفر مثلا، وصدقنى لا تتعدى الـ٢٠٠ جنيه، ولا مقارنة بين العائد المادى للعمل في مجال الغناء والخدمة في عالم الترنيم، كما أن الفضائيات المسيحية المسئولة عن إذاعة الترانيم فقيرة في الأساس، وليس هناك شركات إنتاج تعمل في هذا المجال بشكل تخصصي، وفى النهاية يكون الإنتاج ذاتيا وبأقل التكاليف».
وبخصوص ظاهرة صفحات المرنمين على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت أن الأمر انتشر بشكل مغال فيه نظرا للشائعات الكثيرة حول ثراء المرنمين: «للأسف الصورة سلبية جدا، نحن لسنا مطربين، ولا نمتلك سيارات وحسابات بنكية، «أنا مواصلاتى المترو وبركب توك توك».
من النسخة الورقية