السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تاريخ طويل من الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية

 البابا فرنسيس بابا
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اقترح البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أن يكون عيد القيامة فى الأحد الثانى أو الثالث من إبريل، وهو المقترح الذى استقبلته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ووضعته للمناقشة وتشكيل لجان للحوار اللاهوتى، فيما رفضت المقترح كنيسة الروم الأرثوذكس، معتبرة المقترح مخالفًا للطقس والعقيدة الأرثوذكسية.
وبدأ الحوار الرسمى بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نتيجة أول زيارة بعد مجمع خلقيدونية ٤٥١، وقام بها بابا الإسكندرية لروما، فقد زار البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كرسى روما من ٤ حتى ١٠ مايو ١٩٧٣ فى ضيافة البابا بولس السادس.
وفى ١٠ مايو ١٩٧٣، وقَّع رئيسا الكنيستين بيانًا مشتركًا، تم الاتفاق فيه على تشكيل لجنة مشتركة، مهمتها توجيه دراسات مشتركة فى ميادين التقليد الكنسى، وعلم آباء الكنيسة، والليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية، لحل الخلافات القائمة بين الكنيستين، بروح الاحترام المتبادل. انعقدت الدورة العامة الأولى للجنة الدولية المشتركة فى القاهرة فى ٢٦ وحتى ٣٠ مارس ١٩٧٤، وكان الاجتماع الثانى للجنة فى القاهرة فى ٢٧ وحتى ٣١ أكتوبر ١٩٧٥، وقررت اللجنة الشروع فى القيام بدراسات لاهوتية عن تفهم الوحدة التى كانت موجودة فى الكنيسة الأولى غير المنقسمة.
توقف الحوار
وانقطع الحوار بسبب الوضع فى مصر، حيث وُضع البابا شنودة تحت التحفظ فى دير الأنبا بيشوى بالبرية من ٥ سبتمبر ١٩٨١ حتى ٥ يناير ١٩٨٥، وفى هذه الفترة تسلم قداسة البابا شنودة الثالث نسخة من المبادئ والبروتوكول السابق ذكرهما.
استئناف الحوار
وحينما استطاع قداسة البابا شنودة الثالث العودة إلى مزاولة مهامه بالكامل مع بداية عام ١٩٨٥، اتخذت خطوات من كلا الجانبين لمواصلة الحوار بين الكنيستين، وحينما كان البابا شنودة لا يزال فى مقره تحت التحفظ، وأعرب عن رغبته فى مقابلة الأب دوبريه بهذا الخصوص وأوفد الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا لعمل اتصالات وعرض اقتراحات.
وفى ١٣ يناير ١٩٨٦، تلقى قداسة البابا شنودة الثالث خطابا من نيافة الكاردينال فيليبراند رئيس سكرتارية الوحدة المسيحية فى الفاتيكان، بخصوص المبادئ والبروتوكول، ومسودة إعلان «تنقية الذاكرة» متضمنًا رفع الحرومات، وتعيين أعضاء اللجنة المشتركة.
وتسلم البابا شنودة الثالث الرسالة وقرر عرضها على المجمع المقدس، وعقد المجمع المقدس برئاسة البابا شنودة الثالث اجتماعه التالى فى ٢١ يونيو ١٩٨٦، وكان قرار المجمع بخصوص الحوار الرسمى مع الكنيسة الكاثوليكية هو أن أى اتفاقية سابقة تأخذ وضعها النهائى والرسمى إذا وافق عليها المجمع المقدس، وأن الاتفاقية الكريستولوجية مع جدول الأعمال المقترح للحوار يمكن إرساله فى خطاب موجه إلى نيافة الكاردينال فيليبراند فى الفاتيكان.
وأضاف المجمع أن رفع الحرومات يتطلب الوصول إلى حلول للخلافات فى المفاهيم اللاهوتية التى تخص الإيمان فى كنيستينا، فى مقدمتها مراعاة المشاكل الكريستولوجية، وفكرة انبثاق الروح القدس، والمطهر، وعقيدة الحبل بلا دنس، والغفرانات، والزواج المختلط مع غير المسيحيين، ووضع الكنيسة القبطية الكاثوليكية فى مصر. ونشرت مجلة سكرتارية تعزيز الوحدة المسيحية التابعة للفاتيكان بيانًا جاء فيه: «تمت الآن استعادة العلاقات الطيبة، وتشكلت اللجان المشتركة المحلية، وجاء الأنبا بيشوى أسقف دمياط والسكرتير العام للمجمع المقدس للكنيسة القبطية إلى روما مع الأنبا بولا مساعده، وبصفتهما موفدين من قبل البابا شنودة كانت لهما محادثات مع سكرتارية تعزيز الوحدة المسيحية، وتم الاتفاق على طرق عودة اللجنة الدولية المشتركة إلى عملها فى المستقبل القريب، كما ذهب الأب دوبريه إلى القاهرة فى أغسطس ١٩٨٧ لإجراء محادثات مع البابا شنودة الثالث ومع أعضاء الرئاسة الكاثوليكية لنفس الغرض". وتضمنت رحلة الأب دوبريه إلى القاهرة لقاء مع العديد من أعضاء اللجنة الدولية فى دير الأبنا بيشوى، وعمل مسودة صياغة كريستولوجية موجزة لمضمون البيان المشترك الموقع عام ١٩٧٣ بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث».
وفى اجتماع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث، فى ٢٥ مايو ١٩٨٨، تقرر إضافة «تعليم المجمع الفاتيكانى الثانى بخصوص خلاص غير المؤمنين» إلى بنود الحوار الرسمى، وتم إبلاغ هذا القرار فى خطاب تم تسلميه إلى الأسقف دوبريه بتاريخ ٢٦ أبريل ١٩٩٠ فى دير الأنبا بيشوى، وكان رده: «إن الجانب الكاثوليكى سوف يقبل أن تتعهد اللجنة المشتركة هذا الموضوع أيضًا».
وعقدت اللجنة الدولية المشتركة للحوار بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية جلستها السابعة فى دير الأنبا بيشوى من ١٨ حتى ٢٤ أبريل ١٩٩١، حيث جرت مناقشات مطولة بخصوص إيمان الكنيستين فى موضوع «وضع نفوس المؤمنين الراحلين بعد الموت»، علاوة على ذلك فقد استكملت اللجنة حوارها بخصوص الثالوث القدوس، وعلى الأخص موضوع انبثاق الروح القدس، وتمت مناقشة الأوراق المقدمة من كلا الجانبين والحوار مستمر. والتقى الوفدان فى الفترة من الثلاثاء ٢٥ إلى السبت ٢٩ فبراير ١٩٩٢ فى دير الأنبا بيشوى فى ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث استكملت المناقشات حول موضوع انبثاق الروح القدس. إلى أن اتفق المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى اجتماع ٣ يونيو ١٩٩٠ و٢٥ مايو ١٩٩١ و١٣ يونيو ١٩٩٢، على توقف الحوار عند هذه المرحلة، لعدم التوصل إلى أى اتفاق مع الكنيسة الكاثوليكية بخصوص «المطهر» و«انبثاق الروح القدس».
الحوار على أساس عائلى
وأستأنف الحوار بعد دعوة الكاردينال كاسبر إلى مصر من ٢٧ مارس حتى ٢ أبريل ٢٠٠٠، والرغبة فى إعادة الحوار الرسمى مع الكنيسة الكاثوليكية، وكانت رغبة البابا شنودة الثالث أن يعود الحوار على أساس الارتباط مع كل عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية. وقام المجلس البابوى لتعزيز الوحدة المسيحية بدعوة ممثل واحد لكل كنيسة من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية إلى لقاء تحضيرى فى الفاتيكان موجهًا الدعوة إلى رؤساء هذه الكنائس طالبًا الرد والموافقة.