الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إيران تحتل اليمن.. باحث في الشأن اليمني في حواره لـ"البوابة نيوز": علي عبدالله صالح قُتل على طريقة "الملالي".. والتمثيل بالجثث والتلذذ بالقتل منهج شيعي

الباحث محمود غريب
الباحث محمود غريب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأوضاع فى صنعاء تشير إلى احتمال وقوع معارك ضارية خلال الأيام المقبلة 
أثار مقتل على عبدالله صالح علامات استفهام كثيرة، خاصة بعد الأنباء التى أكدت أن قتلته قاموا بالتمثيل بجثته بطريقة وحشية، وهو ما أكده محمود غريب، الباحث السعودى فى مركز دسمت للدراسات السياسية فى الشأن اليمني، مشيرا إلى أن الطريقة التى قُتل بها صالح هى منهج شيعى منذ قديم الأزل، فهم يتلذذون بالتمثيل بالجثث والتنكيل، مؤكدًا فى حواره لـ«البوابة»، أن التطورات فى اليمن باتت مخيفة وربما تكون اليمن «أفغانستان العرب»..
■ ماذا عن طبيعة الأوضاع فى اليمن فى الفترة الحالية بعد مقتل صالح؟ 
- التطورات فى اليمن باتت مخيفة إلى حد كبير، وربما جميع الأطراف تجرى الآن تجهيزات لتصعيد عسكرى من الممكن أن يقود البلد الفقير من ناحية الإمكانيات الصحية والغذائية إلى ساحة دماء، وهو ما يتضح من توعد أنصار صالح ونجله، ونداءات الأمم المتحدة التى قرأت المشهد على أن القادم أسوأ من أى وقت مضى.
■ لكن لماذا أقدم الحوثيون على قتله بهذه الطريقة البشعة؟ 
- الطريقة التى قُتل بها صالح هى منهج شيعى منذ قديم الأزل، فهم يتلذذون بالتمثيل بالجثث والتنكيل، والغريب أنها تكون مقترنة بصيحات التكبير، وهو ما يفسر ارتفاع مستوى العنف، لا سيما أن أنصار الحوثى يقاتلون عن رواسب عقائدية غاية فى الخطورة. 
■ وهل كان لإيران دور فى التحريض على مقتله؟ 
- وهل تستطيع ميليشيا أيا كانت إمكانياتها أن توقع صالح صاحب الخبرة والإمكانيات والأجهزة المخابراتية دون أن يكون لإيران يد فى العملية.
أضف إلى ذلك أن الأداء الذى يظهر به مقاتلو الحوثى، يشير بوضوح إلى أنهم تلقوا تدريبات على أعلى مستوى بإيران، رغم أنى لا أستبعد أن يكون ثمة عسكريون إيرانيون فى اليمن لتدريب هذه الميليشيات.
■ ما أهداف الحوثيين فى الفترة المقبلة؟ 
- أهداف الحوثيين خلال الفترة المقبلة ستكون أوسع نطاقًا من ذى قبل، وسيكون تركيزهم على توسيع عملياتهم خارج حدود العاصمة لتأمين أهداف حيوية أخرى.
■ وما طبيعة العلاقة التى تجمع بين الحوثيين وإيران؟ 
- هو امتداد فى العمق العقائدي، فجماعة الحوثى التى كانت بذرة إيرانية قبل عشرات السنين، وتلقى عناصرها تعاليمهم الدينية والعقائدية ومن ثم العسكرية فى إيران، يعنى أنهم نسخة من حزب الله، لكنّها نسخة معدلة تتماشى مع طبيعة اليمن، يمكن اعتبارهم إن صح التعبير مؤدلجين بالطائفة الزيدية ويكتسبون عنف الاثنى عشرية.
وأؤكد أن الصراع فى اليمن- على خلاف ربما مناطق أخرى- هو صراع إيرانى عربى فى المقام الأول، غير أن محاولات «تطييف» السنة تُخرج الصراع من مضمونه بالأساس، فالسنة لم تكن طائفية، والخطاب الإعلامى الإيرانى الذى يتعمد تطييف السنة هو خطاب كارثى فى حد ذاته.
أضف إلى ذلك أن الشيعة العرب يمكن كسبهم إذا تحول الصراع وفق أدبيات الخطاب الإعلامى إلى صراع عربى- إيرانى، وليس صراعًا سنيًا شيعيًا، بدليل أن نصف جيش صدام حسين فى العراق كانوا شيعة عربا.
التغافل عن هذه النقطة فى اليمن وفى مناطق عربية أخرى سيحول المعركة إلى ما لا يريده العرب وما يتمناه الغرب، فمواجهة إيران تكون فى المقام الأول «خطابية» أكثر منها سياسية وأمنية.
كما أن النخبة الحاكمة فى إيران ليست فارسية أيضًا، وإيران مليئة بالشيعة العرب، وعندما يتوحد خطاب المواجهة على أنه عربى ستنقلب المعادلة إلى النقيض ضد طهران، بخلاف الدول العربية التى لا يوجد بها شيعة إيرانيون.
■ وماذا عن مناطق تمركز الحوثيين؟ 
- يسيطر الحوثيون على الرقعة الجغرافية الأقل مقارنة بالقوات والأطراف الأخرى، لكنها الأهم، كونها تضم العاصمة صنعاء وجميع السواحل الواقعة على البحر الأحمر الممتدة من محافظة «حجة» وصولًا إلى «الحديدة» و«المخا»، وإقليم «أزال» بالكامل ويتكون من محافظات «صعدة، وعمران، وصنعاء، وذمار»، بالإضافة إلى «الحديدة، حجة، المحويت، ريمة»، و«التعزية، والحوبان، ودمنة خدير، وحيفان، وسامع، والراهدة، وماوية، فى محافظة تعز»، فضلا عن عدة بلدات فى محافظة البيضاء، بالإضافة إلى محافظة مأرب.
■ ما مستقبل اليمن فى الفترة المقبلة، وهل هناك حلول لحل الأزمة؟ 
- ربما أكون أقل تشاؤمًا إذا قلت إن أفغانستان جديدة تنتظر اليمن، وأتمنى ألا يصل إلى هذه المرحلة.
كما أعتقد أن انتقال قوات صالح وتقديم الولاء للقوات التابعة للحكومة الشرعية يصب أيضًا فى مصلحة التحالف العربي، وهو ما يعنى تطور الصراع فى طرفين رئيسيين.
كما أعتقد أنه بعد التطورات الأخيرة من الصعب الحديث عن حلول سياسية، بات الأمر عسكريًا صرفًا.
■ هل هناك ميليشيات تابعة لإيران غير الحوثيين فى اليمن؟
- عندما اشتدت المعارك خلال الأشهر الأخيرة انتقلت عناصر كثيرة من ميليشيا الحشد الشعبى العراقية إلى اليمن، وإيران تمتلك أكثر من ٥٠ ميليشيا طائفية تقوم بنقلهم إلى المناطق التى تحارب فيها.