الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الإخوان يكذبون حتى الهلوسة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يكذب الإخوان للتملص من مأزق ما، ولا يكترثون إلى أنه سيترتب على هذا الكذب الوقوع فى معضلة أشدّ، لأنهم سيكذبون مجددًا! وقد صار الكذب أهم سماتهم إلى حد أن أدرك أعضاؤهم القاعديون أن عليهم أن يُطوروا مهاراتهم فى الكذب إذا أرادوا نيل رضا المرشد ومَن يُمثله، وكلما اجتهد العضو وأتقن أداءه، كلما رفعوا مستواه التنظيمى وارتقى فى الهيكل الغامض الذى لا يعرف أحد آلية مشهرة مدعومة بالممارسة للصعود فيه.
ومن المؤكد أن من مستهدفات الكذب أيضًا السعى لحرق دم مناظريهم فى الندوات واللقاءات التليفزيونية، حيث يُباغتون منافسهم بأكاذيب غير متوقعة تربك منطقه وأفكاره وتبهته وهو لا يجد ردًا.
يُقال لهم إن معارضيهم خرجوا بالملايين، فيردون بأنه ليس هناك دليل على صحة هذا الكلام، يُقال إن الدليل فى هذه الأفلام المصورة التى بثتها تليفزيونات العالم، كما أن المعارضين ظلوا فى الميادين من 30 يونيو إلى ما بعد 3 يوليو، فيردون إن هذه الحشود من خداع الفوتوشوب، كما أن المتظاهرين لم يبقوا لأكثر من 6 ساعات! يُقال لهم إن أعدادكم محدودة وإن أقصى نطاق لإشارة رابعة العدوية لا يتسع لأكثر من 200 ألف شخص، يقولون بل نحن هناك بأكثر من 4 ملايين يُضاف إليهم أكثر من 6 ملايين فى إشارة نهضة مصر، وأيضاً أكثر من 10 ملايين فى عموم البلاد، وإن طاقتهم على الحشد أكثر من ذلك بكثير، ولكنهم لا يريدون التصعيد!
يُقال لهم إن معارضيكم من جميع أطياف المجتمع، فيقولون بل هم من الأٌقباط إضافة إلى جنود الأمن المركزى الذين يرتدون الزى المدنى بتكليف من قيادات الجيش!
يُقال لهم إن الجميع انفضوا عنكم حتى الكثير من حلفائكم المقربين، فيقولون هؤلاء مخدوعون أو من الحاقدين، أو ممن باعوا أنفسهم للشيطان!
يُقال لهم إنكم تعتمدون العنف وإن الصور تكشف بعض كوادركم يرفعون السلاح النارى أمام المتظاهرين العزل، فيقولون إن هذه صور مفبركة وإنهم لم يرفعوا السلاح قط فى حياتهم، ويتهمون المعارضين بأنهم هم المسلحون!
يُقال لهم إن أحكام القضاء أدانت مسعاكم المخالف للقانون فى الاستيلاء على الدولة والهيمنة على مقاليدها، فيقولون إن هذه أحكام سياسية لا تعرفها التقاليد القضائية المحترمة! فيُقال لهم بأن هذا هو القضاء الذى كان ينصفكم بأحكام فى صالحكم عندما كنتم مستضعفين أيام مبارك، فيقولون هؤلاء هم القضاة الشرفاء!
يُقال لهم إن خطباءكم يعلنون أمام الكاميرات بأن من يرشهم بالماء سيرشونه بالدم وإن هذا إرهاب واضح باستخدام العنف، فيتهمونك بأنك لا تفهم الثقافة المصرية ولا الفولكلور الأصيل ولا المجاز فى اللغة، لأن هذه تعبيرات شعبية لا تحمل أى قدر من التلويح بالعنف بل تنمّ عن المحبة من القائل إلى من يحبه ويظهر له رغبته فى الدفاع السلمى عنه، وأما إذا لم يفهم العالم هذه المعانى السلمية الواضحة فإن الخطأ يقع على كاهل العالم!
يُقال لهم إن صورتهم ساءت لدى الجماهير، فيقولون إن هذا من تأثير الإعلام العميل! فيُقال إنكم تسيطرون على كل الصحف القومية وقنوات التليفزيون الرسمية التى تغطى أبعد قرية فى البلاد، فيقولون إن هناك قنوات أخرى ممولة من الخارج!
يُقال لهم إن حملة تمرد جمعت أكثر من 22 مليون استمارة لإجراء انتخابات مبكرة بعد فشل ممثلهم فى القصر الرئاسى، فيقولون إنها استمارات مزورة! فيُقال إن أصحاب الحملة يرحبون بأن تفحصها وتراجعها جهة محايدة، فيقولون ولكنها فى كل الأحوال ليس مُلزمة، لأن القانون لا يعرف “,”تمرد“,”!
يُقال لهم إنكم فشلتم فى الحكم وعجزتم عن توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، فيقولون بل هم نجحوا نجاحا فائقا وإنهم سجلوا كل ذلك فى كتاب انجازات الرئيس، وأما ما يُقال غير ذلك فهى دعاية كاذبة تقودها الدولة العميقة!
يُقال لهم إن هناك تسجيلات ضد الرئيس مرسى وراء اتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية، فيقولون إن هذا كلام مضحك!
تقول لهم إنهم ساعدوا حماس على تهريب أعضائها المحبوسين فى السجون المصرية، فيقولون إن هذا تحرير لمن حبسه مبارك ظلما، فيُقال لهم ولكن هذا عدوان على السيادة الوطنية لمصر، فيحيلونك إلى قول زعيمهم “,”طز فى مصر“,”!
وغير ذلك كثير يصعب حصره، بما يثبت أن الكذب انقلب عليهم وصاروا هم ضحاياه بعد أن رفضوا تصديق أنهم هم أنفسهم الذين تسببوا فى ضياع فرصتهم التاريخية بعد أن وصلوا إلى الحكم فى غفلة من الزمان، وقد اقتربوا من الوصول إلى حالة البائس الذى وضع على كتفيه غطيان الكازوزة واعتبر نفسه جنرالاً، وصار هو الوحيد المصدق لما يقول بينما الجميع يأخذه بالسخرية! فقد عقد مجلس الشورى المنحل اجتماعًا فى مقره الجديد فى إشارة رابعة بالخيمة المتاخمة للمبولة، وعين المجلس البلتاجى رئيسًا مؤقتًا للجمهورية، وأصدر هو بدوره قرارًا بتعيين العريان وزيرًا للدفاع، فاتخذ الأخير قراره الأول بعزل الفريق أول عبدالفتاح السيسى وأمهله 48 ساعة يسلم فيها نفسه، وإلا سيتخذ ضده عقاباً رادعاً!! وقد انقضت المهلة، إلا أن العريان يثبت رحابة صدره وصبره قبل يتخذ إجراءاته!!