على الرغم من التصاعد النسبي لعمليات العنف والإرهاب خلال الأيام القليلة الماضية، ومع الإقرار بالأسف الشديد لسقوط القتلى والجرحى من الأبرياء وعابري السبيل، فإن الجانب الإيجابي بحق هو الإدراك المتزايد، عند الإخوان الإرهابيين وخصومهم على حد سواء، أن النهاية تقترب، وعلامات الإفلاس تبدو بالغة الوضوح في السلوك العشوائي الارتجالي الذي يكشف عن عمق الأزمة من ناحية ويفضح حقيقة المرتكزات الفكرية التي تعتمد العنف منهجًا من ناحية أخرى.
أضاع الإخوان في ثلاثة أسابيع ما حاولوا بناءه عبر أربعة وثمانين عامًا، ومثل لاعبي الكرة الفاشلين عديمي الموهبة، أهدر قادة الإخوان كل الفرص المتاحة للخروج بأقل الخسائر، والاندماج في منظومة العمل السياسي الوطني، والتهيؤ لغفران الشعب الطيب وتسامحه عن جرائم التخبط والفشل خلال رئاسة مرسي، التي قادت البلاد والعباد إلى الوقوف على حافة الهاوية.
يتحرك الإخوان وأعوانهم الآن من منطلق عبثي قوامه: كل شيء أو لا شيء، ويتصورون أن تهديدهم بهدم المعبد سيخيف الآخرين ويجبرهم على التراجع والتنازل. يتغافلون عمدًا عن حقيقة أنهم الأقلية التي باتت منبوذة، وكل يوم وساعة يتآكل القليل الذي تبقى لهم.
الإخوان في مواجهة الشعب والجيش والتاريخ، ولأنهم بلا حكيم عاقل رشيد، فإنهم يقبلون بحماس على الانتحار الذي لا قيامة بعده.
اللعبة العبثية تقترب من نهايتها، والخسائر المؤلمة ضريبة يدفعها المصريون للتأكد من نهاية الورم السرطاني وتوابعه، وبعدها يبدأ العمل والبناء الذي نستطيع من خلاله أن نعوض الكثير مما فات، في مناخ صحي لا متسع لتحقيقه في ظل وجود الإخوان وحلفائهم من الإرهابيين، داخل مصر وخارجها.
