رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا لم تعد إسرائيل تخيفنا؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تعد إسرائيل كما يزعم البعض هي الهاجس الأكبر وفزاعة تخيف منطقة الشرق الأوسط وشعوبها، فقد ابتكر الأمريكان مع حلفائهم من الدول الغربية وعملائهم في منطقة الشرق الأوسط ماهو أشد خطورة ورعبا من إسرائيل ولم تعد تقتلنا بشكل مباشر بل أنشأت لها العديد من الأذرع لنشر الإرهاب بين جنبات أبناء الأوطان العربية بدءا بما يسمى بالإخوان المسلمين نهاية بداعش في العراق ودابق في مصر.
فمن المضحك أن ترفع راية النصر على جثث أكثر من ألفي شهيد مدني من أهل غزة.. كما فعلت حماس الجناح العسكري للإخوان المسلمين واحتفلت بانتصارها الوهمي بوقف اطلاق النار وقبول الهدنه حين تسببت في قتل ابنائها من استفزاز فلسطيني إسرائيلي لاطلاق الأخيرة الغارات والصواريخ الموجهه ضد اهل غزة العزل، وحماس أشد الناس علما بأنها سوف تنتهي بالتفاوض والرضوخ إلي الهدنة بناء على عدم توازن القوى العسكرية، والتي دفع ثمنها العديد من أبرياء فلسطين وأهلها..
لقد تناثرت حضارة تونس مع التطرف الديني وسيطرت الإخوان المسلمين على السلطة وتطبيق ماهو مخالف لمبادئ الأديان وسلامها وزعزعوا أمنها واستقرارها، ودمرت ليبيا واشتعلت نيران العصبية القبلية التي لم تحاربها المنظمات الدولية.. كما حاربت أقل التجاوزات في الدول العربية، وذلك تحقيقا لمصالحها من تواجد البؤر الإرهابية ليكون من السهل تفكيك المجتمعات والسيطرة عليها واستغلال المناطق الغنية بالبترول تاركين الشعب الليبي في صراعه القبلي.
وتدخل سوريا ساحة النزاع والتصارع على السلطة مابين مؤيد ومعارض ومابين سني وعلوي وصراع الطوائف الدينية لتدفع الثمن غاليا بأيدي أبنائها، مما يطلقون على أنفسهم اسم الجيش السوري الحر الذي حول الدولة السورية إلي مقبرة لأبنائه من الأبرياء العزل وشرد الملايين دون الوصول إلي حل سوى تحقيق أهداف المصالح الدولية.. وهاهي العراق تحتضر بتاريخها وعراقتها على أيدي داعش الإرهابية تحت لواء الإسلام وتطبيق الشريعة، والتي يكفر بشريعتهم كل من لديه ذرة من العقل والحكمة فتقتل وتشرد مئات الآلآف من العراقيين وتستهدف مسيحي العراق، لكي تنفذ خطتها في التآمر مع الغرب وأمريكا فتتحرك قوات الأخيرة لنصرة المسيحيين، وتضرب العراق ضربا مبرحا لاتكاد تقوم من ضربتها إلا وقد أصحبت العراق ممزقا ومنقسما مابين مسلم سني وشيعي ومسيحي جميعهم ينتمون لتعصب طوائفهم ضاربين بعرض الحائط مبادئ الحياة من أمن وآمان..
كل مانراه الآن من تمزق وتفتيت للوطن العربي إنما هو لمصلحة إيران التي تدفع بكل قوتها مايؤكد شرعيتها ومصالحها داخل منطقة الخليج العربي، وأصبحت أوروبا وأمريكا يدعمون الأكراد لتطول حرب النزاع مابين العرب وإيران وأكراد العراق والشام فتنتفض إيران، وتستعمل قوتها ضد الدول المحيطة بها والاستيلاء عليها وتتحقق بهذا مخطط تقسيم المنطقة..
وما زال المخطط مستمرا في تنفيذه داخل مصر الحبيبة التي تفقد يوميا من أبنائها الشرفاء بأيدي العملاء من أبنائها أيضا لتحقيق المخطط الإرهابي للإخوان المسلمين، والتي يدفع ثمنها أبناء مصر من انتشار الرعب والفوضى لانهيار وطن تحقيقا للمصالح وتقسيم منطقة الشرق الأوسط.
لهذا لم تعد إسرائيل تخيفنا بل أصبحنا نخاف من أنفسنا ومن مجتمعاتنا وأبنائنا الذين سيطر عليهم العقل العميل تحقيقا لمصالحه وتخفيفا لخسائره من الأرواح والأموال
فهل سيأتي اليوم الذي نقوم فيه من غفوتنا؟
أم سنظل هكذا ملتمسين العذر لضعفنا وانتقاصا لقدراتنا؟!!!
لم تعد العزيمة وحدها تكفي لخلع الجذور الإرهابية من منطقة الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية التي انهار معظمها؛ بل هي الحرب على الإرهاب بكل مانملك من عزيمة وقوة وسلاح وتنفيذا للقانون بحسم، والضرب بيد من حديد على من يعبث بأمن الشعوب وأوطانهم..