الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"داعش".. الأكثر صدقًا وأمانة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثبتت دولة الإسلام فى العراق والشام المعروفة باسم "داعش" خلال الأيام الماضية، أنها الأكثر صدقا من بين كل الحركات الإسلامية فى تنفيذ المشروع الإسلامى بكل أمانة ودون أى لف ودوران..
أكثر مايميز "داعش" أنها تمارس كل أحلام الحركة الإسلامية بدون أي تردد أو تقية، هى تصلب الفاطرين وتهجر المسيحيين وتختن البنات وحتى الستات كبار السن وتقيم الحدود دون أي محاكمات أو تضييع لوقت المسلمين السمين.
 "داعش" تحقق كل بنود البرنامج المسكوت عنه للحركة الإسلامية لا يستطيع أحد أن يزايد على "داعش" أو يتهمها بالتطرف، لأن المشروع الإسلامى يدور في فلك بناء دولة تقوم شرعيتها على هذه الممارسات، وهو جوهر مشروع الحركة الإسلامية القائم علي استدعاء كل ميراث القمع والتفتيش والاقصاء من التراث الإسلامي.. يتساوى في هذا حسن البنا والسيد قطب ومحمد بديع وحازم أبو إسماعيل وياسر البرهامى وصولا إلى خليفة المسلمين الجديد أبو بكر البغدادى، وقبلهم وبعدهم أغلب مشايخ الأزهر الذين يضحكون على أنفسهم قبل أن يضحكوا علينا بأنهم أصحاب الإسلام الصحيح.. بينما يخرج يوميا من تحت أيديهم مزيد من القتلة والإرهابيين والمجرمين فى أول كلمة له بعد إعلان "الدولة الإسلامية"، دعا الخليفة وأمير تنظيم "داعش"، أبوبكر القرشى الحسينى البغدادى، مسلمى العالم للهجرة إلى دولته، داعيًا جنود الدولة الإسلامية إلى عدم الخوف من عدوهم المحتشد ضدهم، كما بشر البغدادى "بفتح روما وامتلاك الأرض بإذن الله". واعتبر أبوبكر أن إعلان "دولة الخلافة" بشرى للمسلمين، "لأنه أصبح لهم دولة وخلافة تدافع عنهم وتستعيد حقوقهم وسيادتهم، وخلافة تجمع القوقازى والهندى والعربى والأمريكى والفرنسى والألمانى والأسترالى" على حد قوله.
 بعدها بأيام قليلة بدأ تنظيم "داعش" فى أول عملية لأقصاء غير المسلمين عن البلاد، وخير حاكم الموصل المعين من قبل "داعش" المدعو سلمان الفارسي، أي عائلة مسيحية ترغب بالبقاء في في مدينة الموصل التي يسيطر عليها منذ العاشر من شهر يونيو الماضي، بين الاسلام أو دفع الجزية.
وقال إن على أي عائلة لم تدخل في دين الإسلام، دفع الجزية، وهي مبلع 550000 دينار عراقي أي ما يعادل 450 دولارا أمريكيا، وأمهل تنظيم داعش مسيحيي الموصل 24 ساعة، انتهت السبت الماضى، دعاهم فيها الى اشهار اسلامهم أو دفع الجزية أو مغادرة منازلهم دون ممتلكاتهم باعتبارها غنائم..

كما قرر التنظيم غلق كل الكنائس بالإضافة إلى قيام بعض عناصره بإحراق عدد من الكنائس التاريخية، وقد غادرت العوائل المسيحية مدينة الموصل قبل انتهاء المهلة التي حددها تنظيم "داعش" تاركين وراءهم ممتلكاتهم وبيوتهم وتاريخ يعود لالاف السنين. وتستمر عملية الاقصاء ليس فقط للمسيحيين، ولكن أيضا للمسلمين الشيعة.. ويقوم تنظيم داعش بموجة من التفجيرات ضربت العاصمة العراقية بغداد واستهدفت أحياءً ذات غالبية شيعية. وقتل في التفجيرات العشرات من المدنيين.
وأعلن التنظيم أن تفجيرين من الأربعة نفذا عبر انتحاريين اثنين احدهما الماني الجنسية وكنيته ابو القعقاع والآخر سوري يدعى عبدالرحمن الشامى، وتقول قناة البى بى سى، إن هناك 10 آلاف مقاتل من اوربا فى داعش يقاتلو مابين سوريا والعراق وليبيا واعمارهم تتراوح من سن 19 والعشرينات ويبلغ مرتب المقاتل 3 آلاف دولار شهريا.
وعلى صعيد المرأة أعلن زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي عن البدء فى عملية ختان مليوني فتاة عراقية لإبعادهن عن الفسق والرذيلة.. ويسري مرسوم الخليفة على الكبيرات والمسنات والمولودات.
كما أصدرت "داعش" مرسوما بتحريم أكل السلطة، لأن الطماطم والخيار ذكر وأنثى لا يجتمعان فى طبق واحد، كما جرمت أكل الموز لأن عورته مكشوفة"، كما قام تنظيم "داعش" باقتحام منزل توجد فيه 29 امراة قال، إنهن يمتهن "الدعارة" وقام بقتلهن بكاتم الصوت.. وعلقت لافتة على باب المنزل فيه تحذير وتهديد للنساء، وفى نفس الوقت افتتحت دولة الاسلام اول سوق للجوارى فى دير الزور لبيع وشراء النساء.

 وكانت المحامية الدولية همت قد اتهمت "داعش" بارتكاب انتهاكات فظيعة مثل الجلد والقتل وقطع الأيدي بتهم واهية بحق الاطفال والنساء، وقامت بنشر تقارير وصور توثق وتثبت هذه الجرائم ضد داعش، وقالت رئيسة منظمة الحقوق الدولية المحامية مي الخنساء: إن ما يحصل من مجازر ترتكبها داعش، مشيرة الى وجود تقارير لدى منظمتها وصور تثبت ارتكاب عمليات جلد لأطفال دون الـ 18 دون أي رحمة، وقطع ايدي بتهمة السرقة ، وقتل بتهمة التدخين والزنا.
 كما أذاع التنظيم بياناً أكد على قوانينه الجديدة عبر مكبرات الصوت في مدينة الموصل. وأصدر داعش، في وقت سابق، لائحة قوانين حملت اسم "وثيقة المدينة" تدعو إلى "بسط نفوذ الشريعة" و"إرجاع أمجاد الخلافة الإسلامية"، وتدعو الموصليين إلى التعاون مع ما وصفته بـ"صد العدوان الرافضي -الشيعى - المسموم" وهدد التنظيم، بحسب البيان، بجلد "الموظفين العراقيين الذين يتخلفون عن الدوام في دوائر مدينة الموصل".

وأعلن التنظيم عن "تشكيل لجنة الحسبة الرجالية والنسائية" وقال إن اللجنة الرجالية "للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هى لمتابعة الصغائر والكبائر الظاهرة ومنها التدخين، حلق اللحى، اللباس الفرنجي، شرب الخمر، وغيرها". وبالنسبة للجنة الحسبة النسائية فستعمل على نصح "السافرات" ومن لا تلتزم "تجلد"، وسيكون من بين مهامها أيضا "غلق صالونات الحلاقة النسائية". وطالبت الموصليات بـ"الحشمة"، ودعتهم الى "ملازمه منازلهم وترك الخروج".

كما أكدت "وثيقة المدينة" أنها لن تسمح بأي مشاهد أو مباني دينية لغير المسلمين السنة ووستقوم بطمس كل المراقد الدينية والاصنام. كما نصت "الوثيقة" على تحريم التعددية السياسية قائلة إن: "المجالس والتجمعات والرايات بشتى العناوين لا نقبلها البتة"، محذرة من "تعدد المشارب والاهواء الذى يختزل من العمل الجهادي".
و"داعش" الآن تستعد لاستكمال المشروع الاسلامى بغزو بغداد عاصمة الخلافة، وهى الأحق بذلك بعد أن أثبتت أنها الأكثر صدقا دون تقية مثل الإخوان أو لف ودوران مثل أردوغان أو اللعب مع الملوك مثل الوهابيين.