الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وانتصرت إرادة الشعب رغم كل المعوقات والصعاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نزلت الجماهير الشعبية استجابة لنداء الوطن، ولم تخزلنا كعهدنا بها، ورغم كل المعوقات، والصعاب، والتهديدات من قبل جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم من إرهابيين، وقتلة، وسفاحين سواء بزرع القنابل البدائية الهيكلية بالمدارس حيث مقر اللجان الانتخابية بهدف إفزاع المواطنين أو قطع الطرق لمنع المواطنين للوصول للجان أو التظاهر من خلال الأطفال والنساء أمام اللجان أو بإلقاء الطوب والحجارة على مقار اللجان أو إغلاقها كما حدث في كرداسة.
يضاف لذلك المعوقات الإدارية سواء الاعتذار الفجائي لبعض القضاة عن الإشراف، الأمر الذي ترتب عليه التأخر في فتح اللجان لحين اختيار البدائل، ودمج عدد من اللجان كما حدث في قنا أو تأخر اعتماد المحاكم الابتدائية لتفويضات المندوبين مما أدى إلى تأخر تواجدهم داخل اللجان أو مأساة انتخاب الوافدين الأمر الذي ترتب عليه حرمان أكثر من مليون من الإدلاء بأصواتهم، وتجاوزات بعض القضاة كما حدث في لجنتي شبرا والساحل والبساتين.
والتوجيه الخاطئ من قبل الإداريين للمواطنين من أجل إبطال الأصوات، وغلق اللجان في المواعيد المحددة بالرغم من تواجد المواطنين داخل اللجان، وعدم مراعاة ظروف الطقس والارتفاع الشديد في درجات الحرارة مما ترتب عليه وفاة اثنين من المواطنين وإصابة 27 مواطن، وبالرغم من كل هذه المعوقات والتهديدات والصعاب احتشدت الملايين من المواطنين العاديين، ولاد البلد الجدعان حيث أخذوا زمام المبادرة.. استقلوا الميكروباصات، والأتوبيسات متزينين بأعلام مصر مرددين الأغاني والأناشيد الوطنية، ويتراقصون على أغاني بشرة خير، وتسلم الأيادي .. ما أعظمك أيها الشعب .. إنك بحق شعب الجبارين مع الاعتذار للشهيد الراحل ياسر عرفات، وكان في مقدمة الصفوف نساء مصر، وشبابها وكبار السن، ولا يفوتنا الاستعدادات القوية لرجال الجيش والشرطة حيث وجدناهم منذ الصباح الباكر "اسود" تجوبوا الشوارع مما افزع الاعداء واثلج صدورنا كمواطنين.
حدث ذلك في غياب واضح للأحزاب والقوى السياسية أو ما يسمون أنفسهم بالنشطاء الذين اكتفوا بالتواجد أمام ميكروفونات الفضائيات وخافوا من الشمس الحراقة.
البطل الحقيقي المواطن العادي الذي خاف على بلده، وليس له أي حسابات أخرى.. أقول هذا حتى يكون محل اهتمام للرئيس القادم وعلينا أن نرد له الجميل لأنه وقف وبكل قوة فترة المحن التي تعرض لها الوطن.. وعلينا أن نحافظ على تواجده، ومشاركته الدائمة في بتاء الوطن . وألا نتركه يعود لمنزله.
علينا أن نسقط كافة القيود التي تحد من انتظامه في أحزاب حقيقية من صنعه بعيدا عن تجار الشعارات وسلطة رأس المال، وروابطه، وجمعياته، وأنديته، ونقاباته بعد تطهيرها من الفاسدين والشللية والحمد لله أن أعلن السيد المهندس رئيس الوزراء الرجل المحترم عزمه على تقديم استقالته ووزرائه عقب اختيار رئيس الجمهورية – ولا اعتراض على استمراره شخصيا لأنه أثبت كفاءته وإخلاصه لكنا نعترف بأن باقي وزارته سقطت منه سهوا في الطريق باستثناء وزارتي الدفاع والداخلية اللذين استمرا في عملهما بدأب وإخلاص. فهل يعقل أن يستمر وزير التموين، ووزارته أخفقت في السيطرة عل الارتفاع الجنوني للأسعار التي اكتوت بنارها المواطن العادي ولم نجد عودة للمجمعات الاستهلاكية في الأحياء الشعبية لتقديم السلع الأساسية بأسعارها المدعمة دون زيادة، وترك التجار الجشعين ينهشون في جسد الشعب، ولحمه الحي.
هل ستبقى على وزارة الشباب والرياضة بعد فضيحتي مدرب المحلة وتكررها في مركز شباب قرية (قليشان) بالبحيرة فالأندية أصبحت طاردة للشباب وأغلقت في وجوههم. فأين المعسكرات الصيفية، وتجمع الشباب لخدمة بلادهم بدلا من تركهم على النواصي والقهاوي، والتحرش او فريسة لتجارة المخدرات فثروتنا في شبابنا؟
هل ستبقي على وزيرة القوى العاملة التي أخفقت في التصدي لما تسمى "النقابات المستقلة" والتي ليس لها أي سند من القانون إنما سندها في قرار وزير القوى العاملة السابق بعد أما الكلام عن الاتفاقيات الدولية فهذا غير صحيح لأن الاتفاقيات الدولية أشارت لقانون كل بلد، وقانونها لا يأخذ بالتعددية النقابية وهذه النقابات خلقت من أجل إشاعة الفوضى العارمة أو مجرد بوتيكات للتمويل الأجنبي.
هل ستبقى على وزير الثقافة الذي لم نجد أثرا لوزارته في التصدي للأفكار المتطرفة من خلال الندوات الثقافية بقصور الثقافة في المحافظات وتكوين الفرق المسرحية، هل ستبقى على وزير الكهرباء الذي اختار توقيتا غير مناسب على الإطلاق للإعلان عن عزم وزارته إلغاء الدعم والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي اثناء الامتحانات، هل ستبقى على وزارة النقل بالرغم من الانفاق الشديد في حل أزمة المواصلات التي يعاني منها المواطن المصري حيث نحشر حشراً في المترو. ومن ثم تركنا فريسة لجشع سائقي الميكروباصات، وعربيات المجمعات، وكثر الكلام عن الأتوبيسات الجديدة لهيئة النقل العام، ولم نجد لها أثرا في العديد من الأحياء كفيصل، والهرم، وإمبابة، وبولاق الدكرور؟ .. الخ
هل ستبقى على وزيرة الإعلام التي لم نجد لها أي أثر يذكر حيث ترك المواطن المصري فريسة للفضائيات بأشكالها المختلفة. لابد من تغيير وزاري سريع يراعى فيه اختيار عناصر جيدة لها برامجها السريعة لتخفيف المعاناة الشديدة التي يعاني منها الشعب المصري. وأخيرا لا نملك سوى تقديم التحية والتقدير لشعبنا البطل وانتصار إرادته باختيار رئيس للجمهورية؟