السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

هدنة شم النسيم تقطع طوارئ الامتحانات.. اليوم رنجة وفسيخ وغداً كيمياء وتاريخ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل عام ومصر بخير.. كانت هذه أيقونة احتفالات ملايين المصريين بأعياد الربيع وشم النسيم التي تحل هذا العام قبل ساعات معدودة على ماراثون امتحانات نهاية العام.
ورغم حالة القلق التي تسيطر على كل أسرة حول مذاكرة أبنائهم واستعداداتهم ليوم الحساب، إلا أن هذه الاحتفالات بعيد شم النسيم تأتي بمثابة هدنة تقفل خلالها الكتب وتتوقف عجلة الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية ليلتقط الأبناء والآباء أنفاسهم قبل مواجهة القدر المحتوم الذي يسمونه امتحان آخر العام.
حيث يستقبل المصريون هذه الأيام أعياد الربيع بطقوس غاية في الروعة من بينها الخروج إلى الحدائق والمنتزهات وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب والجيران، ويتشارك في هذه العادات والتقاليد جميع أبناء الوطن مسلمون ومسيحيون وجه بحري وقبلي أغنياء وفقراء في صورة أروع ما تكون على متانة الروابط التي تجمع بين أبناء الشعب المصري الواحد.

طوارئ في كل بيت
وبعد التهام ما تيسر من الفسيخ والرنجة والبصل والذي منه .. تعود ملايين الأسر لرفع حالة الطوارئ فور انتهاء الاحتفال بأعياد شم النسيم، بسبب طرق موسم الامتحانات للأبواب، ومما يدعو للقلق أنها تأتي بعد ظروف أمنية واجتماعية وسياسية عصيبة.
فثلاث سنوات كانت أشد من العجاف مرت بخيرها وشرها بأحداث وتغييرات لم تمر مصر مسبقاً بمثلها فترات عصيبة منذ ثورة يناير 2011 وحتي الان , وكان من المنطقي ان تنعكس الأوضاع السياسية والمشكلات المجتمعية علي العملية التعليمية برمتها في شتي المراحل بدءا من الابتدائية مرورا بالإعدادية والثانوية حتي المرحلة الجامعية.
وان كانت في ظل الامور السياسية المستقرة واوضاع معيشية شبة ثابتة كانت الاسر المصرية تعاني من قلق الامتحانات وكأن الوالدين هم من سيدخلون الامتحان فينتقل التوتر والقلق الي كل افراد الاسرة , فما بالنا في ظل اقصر فتره دراسية مرت علي مصر خلال السنوات الاخيرة ,,,, فكيف تستعد الاسر المصرية لامتحانات الابناء في ظل هذا الكم من القلق والتوتر
فيقع علي عاتق الأهل المسئولية الكبرى في فترة الامتحانات فعليهم دعم أبنائهم نفسيا ومعنويا وعدم إظهار علامات التوتر والقلق على وجوههم بسبب قلقهم على أبنائهم حتى تمر هذه المرحلة وكأنها مرحلة طبيعية , والعمل على حل هذه المشاكل بعيدا عنهم وعدم إشراكهم في الهموم الأسرية وعدم مطالبتهم فوق طاقتهم في المذاكرة وحثهم على الاسترخاء حتى لا يتسلل الملل إليهم.
حيث يعد اهم اسباب قلق الامتحانات انعدام الراحة النفسية والرغبة في الهروب من مشاعر القلق ونسيان الأشياء وزيادة الميل الى العدوان , وكذلك الظروف البيئية المنزلية وتعزيز الخوف من قبل الآسرة وفق أساليب التنشئة التقليدية والتي تستخدم العقاب في حال الإخفاق وأيضا ما يبثه المعلمون من خوف في نفوس الطلاب واستخدامهم للعقاب في بعض الأحيان وأهمية التفوق الدراسي للطلاب وضغط الأسرة الزائد. , كما تضعف بعض الاسر ثقة ابنائهم بأنفسهم مما يؤدي إلى المزيد من القلق و الخوف والإحباط .
وعلي الأسرة التخفيف من حدة القلق الامتحاني لأبنائهم وذلك من خلال تقديم خدمات توجيهية وتربوية سليمة وتوفير جو عائلي يتسم بالاستقرار والهدوء والشعور بالطمأنينة وان يهيئوا أبناءهم على مدار العام الدراسي لاستقبال فترة الامتحان بشكل طبيعي وتدعيم ثقتهم بنفسهم وحثهم على المثابرة دون توبيخ أو ضغط بالإضافة الى عدم فرض طموحاتهم عليهم دون النظر الى ميولهم ورغباتهم وإمكانياتهم بل يجب مراعاة هذه الميول والرغبات وان يشجعوهم على دراسة المواد التي يعانون صعوبات فيها وإقناعهم بتجنب الإكثار من تناول المنبهات.‏
واكدت العديد من الدراسات الميدانية والأبحاث على أن الجو الأسري المشبع بالجد والاهتمام والرعاية يؤثر بطريقة كبيرة على قوة الاستذكار لأن فترة الامتحان هي من الفترات الحاسمة والهامة للأسرة والطالب ولا بد من توفير الدعم النفسي والعاطفي وزيادته في هذه المرحلة مما له من دور مؤثر في درجة القلق والخوف من الاختبارات ويظهر هذا في نهاية المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية وذلك لكي يتهيأ الطالب للانتقال إلى المرحلة الجديدة .
واكدت ناهد شوقي خبيرة الطب النفسي للبوابة نيوز ضرورة ان تحرص الام علي تجهيز غرفة المذاكرة في المنزل أو في أي مكان يشعر فيه الابناء بالراحة , علي ان يكون هذا المكان نظيف دون فوضوية وعدم إرهاقهم وتكليفهم بأعباء منزلية غير ضرورية , ويفضل التعامل مع قدرات الابناء بموضوعية دون مقارنتهم بزميل أو قريب متفوق مما يساهم في احباطهم واعاقة تفوقهم .
وقالت شوقي علي الاسرة ان تعزز الجوانب الايجابية لدي الابناء كا الثناء عليهم حين انجاز بعض المهام المتعلقة بالمذاكرة , وان تقوم الام بإعداد شيئا من ما يفضلة الابناء كنوع من التحفيز والمكافأة .
وعلي الام ان لا تقدم للابناء وجبة عشاء دسمه حتي لا ينعكس سلبيا عليهم , وإقناعهم بتجنب الإكثار من تناول المنبهات كالشاي و القهوة والمشروبات الغازية والتقليل من السهر في ليلة الامتحان وإعطاء الابن قسطا كافيا من النوم حتى يزول التوتر قليلا فيستقبل يوم الامتحان بنشاط وحيوية.
والتنبية عليهم بحل الأسئلة السهلة ذات العلامات الأعلى ثم الأسئلة التي خصص لها درجات أقل , وتحذير أبنائهم من الوقوف مع الطلاب في المدرسة قبل بدء الامتحان لمناقشة ما هو متوقع قدومه في الامتحان لأنه يزيد من رهبة الامتحان كما أن سماع أكثر من إجابة للسؤال من أصدقائه قد يزيد الطالب حيرة وقلق أثناء الامتحان
وعند عودة الابن من الامتحان على الوالدين سؤاله عما فعله والثناء على ما قدمه وأنجزه والتخفيف عنه وعدم لومه إذا كان هناك أي خطأ والاستعداد للامتحان الذي يليه.
وبإكتمال هذه الروشتة العلاجية لمواجهة الامتحانات تستطيع الاسر مواجهة صخب الامتحانات وقلقها .