الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مكنوا بثينة كامل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما يستغرب البعض عندما أدعوا لتمكين مرشحة الرئاسة المحتلمة بثينة كامل من استيفاء شروط ترشحها وعمل توكيلات التأييد الخاصة بها، لا سيما وأني قد كتبت في هذه الزاوية أكثر من مرة، مطالبا المشير عبد الفتاح السيسي بالترشح للرئاسة ثم داعما لقراره خوض الانتخابات الرئاسية.
سيبقى السيسي الأجدر بمنصب الرئيس لأنه الأقدر على إدارة بلد أنهكته المؤامرات والدسائس طول ثلاثة أعوام متواصلة، ولا تزال تحاول النيل من قلبه.
لكن إقدام السيدة بثينة كامل على خطوة الترشح للانتخابات الرئاسية أمر يستحق المساندة والدعم، ليس لأن الإعلامية والناشطة السياسية نموذج مثالي لشخص الرئيس، ولكن لأن ترشحها في حد ذاته حلقة من حلقات التمكين للوعي بحيوية دور المرأة المصرية في مجتمعها.
نعم سأحرر نموذج تأييد للمرشحة المحتملة بثينة كامل وفاء لدين أتصوره في عنقي للمرأة المصرية التي سبقت الرجل بالوقوف كأسد جسور في وجه حكم عصابة الإخوان الإرهابية بجسدها وهتافاتها في الميادين، والأهم من ذلك بفضحها للشعارات الدينية الزائفة التي رفعها التيار الإسلامي.
لنعترف أن المرأة المصرية هي من انتفضت من أجل هوية هذا الوطن بوعي جاوز وعي الرجال في هذه القضية، ويكفي أنها كانت وراء نجاح عملية الاستفتاء على دستور ثورة الثلاثين من يونيو.
المرأة المصرية هي من يواجه الإرهاب والإرعاب بفرض الإحساس بالثقة في المستقبل والقدرة على المواجهة، فهي من دفعت بأبنائها لمواجهة رصاص الجماعة في الاتحادية وعلى أعتاب مكتب الإرشاد، وهي من أصرت على مواصلة الحياة بإيقاعها المطمئن، بمواظبة أبنائها على الدوام في المدارس والجامعات دون أن تخشى عليهم من تهديدات المولوتوف والعبوات الناسفة، وهي أيضا من تشد على يد زوجها الجندي سواء في جهاز الشرطة أو القوات المسلحة ليواجه رصاص الغدر بقلب شجاع.
لذلك كله أدعوا لتمكين بثينة كامل من خوض العملية الانتخابية لتكمل حلقة الوعي بأهمية دور المرأة وقدرتها على المشاركة السياسية لطرح الأفكار والبرامج والرؤى المعنية بمستقبل الوطن.
وظني أن اشتغالها بالإعلام والسياسة يجعلها الأقدر على امتلاك أدوات التعبير عن ذاتها وأفكارها بحيث تقدم نموذجا جادا للمرأة المصرية المعاصرة.
بالطبع لن ننتظر من المرشحة الرئاسية برنامجا يخص المرأة وإنما يشمل كل قضايا الوطن، لأن نجاحها في تقديم برنامج متماسك يمهد الأرض لكثيرات مثلها ليخضن الانتخابات البرلمانية ثم المحليات لاحقا، ليس من باب التمثيل للمرأة وحسب وإنما لإقناع قطاع عريض من الناخبين رجالا ونساء بجدارة المرأة وقدرتها على تولي مناصب سياسية رفيعة تمثل فيها أحلام وآمال وآلام الأمة بأثرها.
لدي أمل في أن تنجح بثينة كامل أولا في استيفاء جميع شروط الترشح، وثانيا في تقديم نموذج جاد وحازم وعقلاني ومستنير للمرأة ككائن سياسي.
ولدي حلم أكبر أن يبحث الرئيس القادم عن امرأة لتصبح "دولة رئيس وزراء مصر"، وأعتقد أن لدينا نماذج كثيرة صالحة لتحمل أعباء ومهام هذا المنصب الرفيع الذي يحتاج بالدرجة الأولى إلى، وأقصد هنا المصطلح لا الجنس، لديه رؤية ووعي سياسي بالدرجة الأولى ولدينا نماذج كثيرة باستطاعتها تقلد هذا المنصب والنجاح منهن على سبيل المثال الدكتورة فايزة أبو النجا والمستشارة تهاني الجبالي والمؤكد أن هناك أخريات لا نعلم عنهن فالأمر يحتاج إلى المزيد من التمعن والتأمل، لا سيما إذا اتفقنا على أن رئيس الحكومة القادمة سيعني بالدرجة الأولى بتفيذ برنامج الرئيس، أي أننا بحاجة لرئيس وزراء يكمل البرنامج بما لديه من وعي وخبرة سياسية تستطيع ترتيب أولويات أجندة الحكومة.