الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

نيويورك تايمز: آثار كارثية بعد أيام من بدئها العملية العسكرية فى رفح.. التحرك من رفح إلى شمال غزة في ظل تهديدات الهجوم البري خطوة خطيرة للغاية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تسبب الاجتياح الإسرائيلي لشرق مدينة رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة، فى عواقب وخيمة على العاملين فى المجال الطبي والمرضى فى جميع أنحاء القطاع، كما كشفت مجموعات الإغاثة الإنسانية والأطباء لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تقرير لها.

وأصدرت قوات الاحتلال أوامر تطالب بمغادرة حوالى ١١٠ آلاف شخص لشرق رفح يوم الإثنين الماضي، مما أثار الهلع فى مستشفى أبو يوسف النجار الواقع فى المنطقة التى أعلنت إسرائيل أنها ستتصرف فيها "بقوة مفرطة"، وفقًا لما نقله الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفى، فى مكالمة هاتفية مع الصحيفة الأمريكية.

وأعلن جيش الاحتلال الثلاثاء الماضي، نشر دبابات فى رفح، إضافة إلى سيطرته على الجانب الفلسطينى من المعبر الحدودى مع مصر، ما أدى إلى توقف وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطينى المحاصر، وهو ما أثار تعليقًا من واشنطن واصفة إياه بأنه "غير مقبول".

وجراء مخاوفهم من التعرض لهجوم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، نقلت الطواقم الطبية فى مستشفى النجار أكثر من ٢٠٠ مريض.

وغادر بعض المرضى فى سيارات تؤمنها عائلاتهم، فى حين تم نقل الجرحى ذوى الحالات الخطيرة بواسطة سيارات إسعاف إلى مستشفيات أخرى فى جنوب غزة، بما فى ذلك مستشفى الهيئة الطبية الدولية فى رفح والمستشفى الأوروبى فى خان يونس.

ولم تتوقف الضربات الجوية الإسرائيلية عن رفح، حتى خلال عملية إخلاء المستشفى وسط تدافع شديد، فيما كشف "الهمص"، عن وصول جثث ٥٨ شخصا قتلوا فى الضربات الإسرائيلية إلى المستشفى منذ الأحد الماضي، مضيفًا أن الطاقم الطبى اضطر إلى مطالبة أسر الضحايا بدفن الجثث بأنفسهم، الوضع الذى وصفه الدكتور الهمص بأنه ليس مجرد خطير، بل هو كارثى بكل المقاييس.

ونتيجة لذلك اضطرت “بروجكت هوب” (مشروع الأمل)، المجموعة الطبية التى تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها والتى تدير عيادات متنقلة فى مختلف أنحاء غزة، إلى إغلاق وحدة طبية داخل المنطقة التى طلبت من السكان مغادرتها بناءً على طلب إسرائيل.

وكانت المجموعة تقدم رعاية طبية أولية فى شرق رفح، حيث كانت تعالج التهابات الجهاز التنفسى العلوى وأمراض المعدة المنتشرة بين النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون فى ملاجئ مكتظة ويعانون من صعوبة الوصول إلى المياه النظيفة والخدمات الصحية.

وأضطرت "بروجكت هوب" إلى إغلاق عيادة طبية فى مكان آخر فى رفح، خارج المنطقة التى طُلب من السكان مغادرتها،، بسبب اقتراب جيش الاحتلال من المنطقة، حيث يعيش ستة من فريق الرعاية الطبية فى المنطقة المحاذية، وفقًا لتصريحات تشيسا لطيفي، نائبة مدير التأهب للطوارئ فى المشروع.

واضطر عدد كبير من العاملين الطبيين بالفعل لمغادرة منازلهم فى خان يونس ومدينة غزة والفرار مع عائلاتهم، وهذا شمل عشرات الأطفال، بعد تصاعد التوترات، وتقديم خدمات الرعاية الصحية للمرضى فى شرق رفح.

وتسببت الأوضاع المتدهورة إلى رجوع وفدين من الأطباء، الذين انطلقوا إلى غزة الاثنين الماضي، بغية تقديم الدعم للمستشفيات المتعثرة فى شمال القطاع، وذلك قبل سيطرة جيش الاحتلال على الجانب الفلسطينى من معبر رفح.

ويتألف أحد الوفدين من أطباء أردنيين، نظمتهم "بروجكت هوب"، كان هدفهم الرئيسى الوصول إلى مستشفى كمال عدوان لتخفيف العبء عن الكوادر الطبية المرهقة وتزويدها بالإمدادات الضرورية.
وكان من المفترض أن يسلم هذا الوفد رواتب العاملين بالمجال الطبى فى رفح، حيث كانوا فى أشد الحاجة إليها للإنفاق على السكن والنقل خلال عملية الإخلاء التى شهدت فوضى عارمة.

فى هذا السياق، صرحت لطيفى بأن لديهم خطط طوارئ تم وضعها منذ فترة طويلة، خاصة مع توقعهم هجومًا محتملًا فى رفح فى أى لحظة، ورغم ذلك، فإن "تداعيات ما يحدث آخذة فى التصاعد فقط".

وفى منتصف الطريق من القاهرة إلى رفح، كان هناك وفد آخر من العاملين الطبيين، وهم مجموعة "ميد جلوبال"، الذين بدأوا فى استقبال تنبيهات من فريق تنسيق منظمة الصحة العالمية، حول إمكانية إغلاق معبر رفح فى وقت قريب.

وبالرغم من التحذيرات، حاول الأطباء المتوجهين للمساعدة فى الاستمرار فى رحلتهم ولكن عندما أُبلغوا بأن إغلاق معبر رفح كان وشيكًا، "أدرك معظمنا أن الأمور ستصبح أكثر تعقيدًا"، بحسب الدكتور جون كاهلر، أحد مؤسسى المجموعة.

وكان يسعى كاهلر إلى التوجه شخصيًا إلى مستشفى كمال عدوان، حيث افتتحت منظمته مركزًا لتثبيت التغذية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، خلال عطلة نهاية الأسبوع ومع ذلك، فإن قرار عدم الذهاب إلى غزة كان قرارًا صعبًا.

وأشار إلى أن التحرك من رفح إلى شمال غزة، فى ظل تهديدات الهجوم البرى المحتمل، كان خطوة خطيرة للغاية، حتى لو نجح الأطباء فى العبور من معبر رفح وأبدى قلقه الشديد من الوضع، مؤكدًا أن مستوى القلق بين أفراد الفريق وشركائهم الفلسطينيين داخل غزة كان مرتفعًا للغاية، مع انتظارهم لمعرفة تطورات الوضع.