الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مولد سيدي "المطبلاتي"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لكل عصر رجاله من المنافقين، ولكل رئيس حاشيته من "المطبلاتيّه"، ولكن دائماً ما يكون هناك رجال لكل العصور، تجدهم في أوقات معينة – وفي لحظات فارقه - يملكون من القدرة على توجيه مسار سفينتهم من ميناء إلى آخر، بكل ليونة ورشاقة ولولبيّة تغار منها "صافينار"، ورغم أن التقدم في وسائل الاتصال والإعلام ساعد كثيراً على فضح هؤلاء الراقصين، إضافة إلى أن رائحتهم نفّاذة ومميزة عن بُعد، تطل علينا بمجرد أن يخرج عليك أحدهم ضيفاً أو كاتباً - أو حتى عبر "تويتة" أو تدوينة على فيس بوك - في الماضي كان هؤلاء "المطبلاتية" يحافظون على الحدّ الأدنى من الشكل العام والموائمة في كل مرّة يطلون علينا، ومع اتساع سوق "الدعارة الإعلامية والسياسية"، أصبح كل واحد منهم يعرض بضاعته علناً، ويروّج لها بمفهوم "فضيحة المطّاهر يوم طلوعه على المعاش"، ولكن منطق الفجور في تصرفاتهم وتعليقاتهم - أملاً منهم في رضا الحاكم أو في كرسي سلطة، أو حتى "دكّة" إلى جوار سور الرئيس - جعل كل من يقترب من الحكم أو موقع المسؤولية يتنصّل منهم فور اقترابه، لعلمه أنهم يضرّون لا ينفعون، ويخصمون من رصيد شعبية أي قائد أو زعيم أمام الشعب بمرور الوقت، وعلى جانب آخر فإن "مطبلاتية" المعارضة يعملون بنفس الآلية، ولكن في الاتجاه المعاكس، فهم يروّجون لبضاعتهم بفُجر وعهر بيّنَين، ويبحثون عن دولارات تُمنَح بسخاء في مقابل "الدعارة الإعلامية"، ومخطئ من يظن أن العاهرة هي من تعرّي جسدها فقط، فالعهر أنواع عديدة، ومُجمله "أنك تمنح كل ما تستطيع أو كل ما تملك لكل من يدفع المقابل"، ونظراً إلى حجم ما نحن مقبلون عليه - وما نعلمه جميعاً عن أسماء بعينها، لم يعد يتحمّلها أحد سواء عبر شاشة تليفزيون أو على صفحة جريدة أو في عمل عام، تنفيذي أو سياسي - فالمتوقع هو عملية تنظيف جذري كامل، يشمل أسماء كثيرة لا بد أن تخلي مواقعها من أمام الشعب ومن مجال رؤيته، حتى يخرج جيل جديد، ربما يتعلم من أخطاء من سبقوه، وربما يصبح أفضل حالاً منهم.
أتذكر هنا - ما قد أسمعه مرة أخرى قريباً - حينما يُنادى: "إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها"، وربّما تشهد الأيام المقبلة إزاحة كبيرة وتصفية حقيقية، ليس فقط للإرهاب، بل ربما لـ "المطبلاتية" أصحاب الروائح الكريهة، خاصة وأن النجاح لم يعد يقاس بالتهليل، وإنما بالعمل الحقيقي، وهذا ما يعلمه الجميع، فهذا شعب تعلّم أن يخرج إلى الشارع، وكسر حاجز الرعب، ولم يعد ممكناً بأية حال السيطرة عليه إلا عبر النتائج الإيجابية والعمل الجاد المتجرّد والنزيه فقط.
عفوا أيها "المطبلاتية"، زمانكم تغيّر وألوانكم أصبحت فاقعة وغير مرغوب فيها، "موضة وخلصت"، عليكم بالبحث عن مهنة جديدة، أو عودوا إلى مهنتكم الحقيقية التي تعلمونها جيداً، والتي لا داعي لذكرها، أو لتصمتوا وتلزموا منازلكم، علّنا ننسى ما اقترفتموه، ولتتركوا من يريد أن يبني ويعمل بحقّ ليعمل، لا تفسدوه كما أفسدتم سابقيه من قبل، اتركوا من يحاول أن يغيّر قبحاً أنتم زارعوه، وشرّاً أنتم مبتدعوه، لا تفسدوا الأمل، فربما كان الأمل الأخير وسط هذا اليأس، ربما كان نقطة نور وسط الظلام، وكفانا تلاعبكم بكل شيء من أجل قطعة لحم من جسد وطن مريض، أو مواطن ميّت بالفعل، ارحمونا - يرحمكم من في السماء - وإلا فلن يرحمكم من في الأرض.