الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

إرهاب طهران.. لماذا تصاعدت هجمات «جيش العدل» ضد أفراد الشرطة الإيرانية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"كأس الإرهاب الذي أشربته لغيرك وفرحت لموته، لا بد أن يأتي اليوم تذوق من نفس الكأس".. بهذه العبارة يمكن وصف أي حادثة تقوم بها جماعة إرهابية مسلحة داخل الأراضي الإيرانية، ففي الوقت الذي يقوم فيه نظام الوالي الفقيه بقيادة المرشد «علي خامنئي» بدعم وتمويل جماعات إرهابية بمختلف دول المنطقة في إطار مخطط "تصدير الثورة"، فإنه يتم استهدافه بالداخل من قبل جماعات مسلحة أيضًا؛ تعارض سياسته القمعية بحق الإيرانيين، في هذا السياق تأتي الهجمات الإرهابية المتواصلة التي تشنها «جماعة جيش العدل» الناشطة في جنوب شرق إيران.

هجمات إرهابية

يأتي هذا بالتزامن مع إعلان مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية والشرطية «مجيد مير احمدي» في 4 أبريل 2024، شن جماعة «جيش العدل» أو كما تسميها إيران «زمرة جيش الظلم الإرهابية الصهيونية»، هجومين منفصلين استهدفا مقار الحرس الثوري وخفر السواحل الإيراني في راسك وجابهار جنوب شرق إيران، بهدف الاستيلاء عليها، مشيراً بأن هذه العملية باءت بالفشل ولكن نجم عنه مقتل ما لا يقل عن 11 من أفراد الأمن الإيرانيين فيما قتل 16مسلحا على الأقل خلال تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن.

ولم تمضي سوى أيام قليلة على هذه العملية الإرهابية التي وقعت جنوب شرق إيران، حتى شن عناصر «جيش العدل» في 9 أبريل الجاري، هجوماً مسلحاً استهدف سيارتين للشرطة الإيرانية في محور سوران – مهرستان، في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، ونجم عنه مقتل 10 من أفراد الشرطة الإيرانية، ومقتل 18 عنصراً من "جيش العدل"، وقد أعلنت الجماعة الإرهابية مسؤوليتها عن هذا الهجوم.

جماعة جيش العدل

ومن الجدير بالذكر، أن «جيش العدل» قد ظهرت بهذا الاسم عام 2012، من رحم تنظيم كان يعرف باسم «جند الله» وكان مؤسسه «عبدالمالك ريغي» ولكنه أعدمته السلطات الإيرانية عام 2010، وتنشط هذه الجماعة على الحدود الإيرانية الباكستانية الأفغانية، وتصنفها كل من واشنطن وطهران بأنها "جماعة إرهابية"، وتسعى هذه الجماعة التي نشطت بكثرة مؤخرًا من خلال تنفيذ أعمال إرهابية عدة بالداخل الإيراني بين فترة وأخرى موجهة ضد قوات الأمن الإيرانية، لاستعادة "دولة البلوش" التي تقوم أنها انقسمت بين إيران وباكستان وأفغانستان عام 1839، ويقدر عدد مقاتليها بحوالي ألفين مقاتل.

تمييز عنصري

وحول دلالات هذا الهجوم، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن»  الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن هذه الهجمات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، نظراً لكونها ترجع إلى أساس عرقي وطائفي، حيث تقع أغلبها بإقليم بلوشستان الذي يشهد عنصرية من قبل النظام الإيراني، لأن أغلب سكانه من أهل السنة، وهو السبب في تنامي العداء بين هذه الاقلية والنظام الإيراني الذي حرم هذا الأقليم الغني بالثروات النفطية من أغلب حقوقه في الصحة والتعليم والعمل.

وأفاد «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» بأن هذا الهجمات تأتي عقب أيام قليلة من مقتل القوات الإيرانية لـ 10 مواطنين بإقليم بلوشستان لاتهامهم بتهريب النفط على الحدود الإيرانية الباكستانية نظراً لكون الإقليم يقع على بحر العرب وهو مصدر للسفن والموانئ القادمة من الخليج وانفصاله يشكل تهديد للتجارة الإيرانية، وهو ما دفع أهالي الإقليم للتجمهر ومن وقتها والاشتباكات قائمة بين الطرفين.

وأضاف أن  العنف المتزايد من النظام الإيراني تجاه طائفة البلوش الأقلية الموجودة بإقليم بلوشستان، سببه الرئيس مساعي هذه الإقلية للانفصال واقامة دولة مستقلة، ولذلك لم يكن هناك بديل امام سكان الاقليم سوى الحصول على السلاح، وهو ما دفع بظهور جماعات مسلحة مناهضة لهذا النظام، مثل، «جند الله» المعروفة بجيش العدل، و«الحرية من أجل البلوش»، وجماعات أخرى مناهضة لإيران، قامت بعدة هجمات ضد قوات الحرس الثوري الإيراني الموجودة على الحدود، فضلاً عن هجمات على مراكز الشرطة الإيرانية.