السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جوتيريش على معبر رفح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

للمرة الثانية يصل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إلى معبر رفح المصري ليقف صارخا أمام كل سكان الأرض مطالبا بوقف الحرب ومؤكدا أن الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون "كابوسا لا ينتهي"
مابين صرخة جوتيريش واندفاعات جيش الاحتلال الإسرائيلي مسافات زمنية واسعة بين التحضر البربرية.
زيارة الأمين العام للأمم المتحدة تأتي في وقت تتصاعد فيه النبرة الإسرائيلية  بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح واجتياحها بهدف تصفية أربعة كتائب حمساوية تتمركز هناك، وتتجاهل إسرائيل معلومة أساسية وهي أن رفح باتت تضم أكثر من مليون ونصف مواطن غزاوي جاؤا إليها بعد نزوح من مناطقهم هربا من نيران العدو، هي تريدها مجزرة بحجة إعلان النصر النهائي والتخلص من الكتائب الأربعة، هي تريدها تطوير جديد لخطة التهجير حيث لا يفصل رفح الفلسطينية عن رفح المصرية سوى بضعة أمتار.
جوتيريش المسالم قال على المعبر أنه أتى إلى مدينة رفح المصرية "حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت من ما يحدث" في غزة، ولكن منذ متى والعدو الإسرائيلي يهتم بأصوات العالم؟.. هو لا يرى إلا تحت قدميه مدعوما من أمريكا التي لا تعرف سوى لغة الرصاص والدم والتفاوض الذليل.. الأمين العام للأمم المتحدة كان حريصا على لقاء المصابين المدنيين الفلسطينيين في مستشفى العريش وكأنه يعتذر لهم عن عجز أكبر منظمة دولية وعدم قدرتها على حمايتهم وتوفير أدنى مقومات الحياة الإنسانية لهم، المدنيون هم حطب المعارك هكذا يفهم جوتيريش لأنه وبينما يعتصر قلبه على ما وصلت إليه الأمور في غزة لا يتسامح مع حماس حيث شدد في تصريحاته على أنه "لا شيء يبرر هجمات حماس يوم السابع من أكتوبر"
وبشكل يراه متوازنا يقول الأمين العام "حان الوقت لالتزام صارم من إسرائيل بالسماح لوصول المساعدات إلى جميع أنحاء غزة، وكذلك الإفراج الفوري عن جميع الأسرى".
وعن المساعدات الغذائية والطبية يتوقف جوتيريش طويلا راصدا المفارقة التي تشبه الفضيحة وهي وقوف الشاحنات على جانب من المعبر بينما المجاعة على الجانب الآخر، معتبرا أن "منع دخول المساعدات فضيحة أخلاقية".
إسرائيل لا يهمها صورتها أمام الضمير العالمي هي تعرف جيدا أن استمرار وجودها بالمنطقة يرتبط ارتباطا مباشرا بإضعاف أصحاب الأرض وتشريدهم في أنحاء العالم، لذلك هي لا تمل من تكرار إعلانها عن مخطط تلو الآخر لتهجير الفلسطينيين مرة نحو سيناء والأخرى نحو دول إفريقية ذكرتها بالإسم.
ولأن الأمين العام للأمم المتحدة يعرف تلك المخططات جيدا، لذلك إختار الوقوف على معبر رفح المصري وكأنها رسالة يرفض مضمونها أي عبث مع الجانب المصري، رافعا صوته مؤكدا على ضرورة الوقف الشامل لتلك الحرب المجنونة.
رسائل الأمين العام للأمم المتحدة يجب التعامل معها بجدية وليس معنى عجز المنظمة الدولية أن لا تستفيد القضية الفلسطينية من تضامن الرمز الدولي الكبير أنطونيو جوتيريش.
كل يوم يمر والحال هكذا يعني مزيد من الضحايا الأبرياء، يعني تصاعد مؤشر عداد الشهداء الذي تجاوز الثلاثين ألف، الدم على الأرض والجثث لا تجد مقابر لدفنها، وإيقاف الحرب سواء بشكل مؤقت أو دائم بات ضرورة يفرضها العقل والضمير.. الشعب الفلسطيني يريد الحياة.