الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ألــوان| محمود سعيد.. من القضاء إلى شاطئ الفن

متحفه يضم أغلى لوحات بيعت لفنان عربي

الفنان محمود سعيد
الفنان محمود سعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

محمود سعيد، أحد الرواد الذين وضعوا أسس الفن التشكيلي، ليصبح مؤسس المدرسة المصرية الحديثة، ويعتبر من أكثر الفنانين المصريين الذين كتبت عنهم دراسات عن حياته وأعماله، ونظرًا لتميزه خصصت له الدولة متحفًا يحمل اسمه، ليضم أعماله الفنية.

حياته ونشأته

ولد محمود سعيد فى ٨ أبريل ١٨٩٧، بالإسكندرية،  من عائلة عريقة ثرية تسكن بالقرب من مسجد سيدي أبي العباس المرسي، وحصل على جائزة الحقوق الفرنسية عام ١٩١٩ عام الثورة المصرية الأولى. ثم سافر إلى باريس في نفس العام ١٩١٩ والتحق بأكاديمية جولتان بباريس وظل يمارس هوايته الفنية على الرغم من التحاقه بسلك النيابة وعين بمدينة المنصورة بالمحاكم المختلطة، ثم ترقى في سلك القضاء حتى وصل إلى درجة مستشار، ثم طلب الإحالة إلى المعاش وهو في سن الخمسين. 

شخصيته الفنية

تأثر تأثرًا كبيرًا بالحياة المصرية والشخصية المصرية والفن المصري بكل أعماله، وكان لثقافته الغربية وحياته في الغرب ووراثته التاريخية للفرعونية والفن الإسلامي والعربي ومعايشته للحاضر المصري المعاصر أثر كبير على فنه. تأثره أيضًا بدراسة القانون والتي أملت على أفكاره النظام وأهمية الالتزام به، وأصبح نموذجاً لتوظيف الأساليب الغربية عن الذات الفردية والقومية وتتجلي هذه الحقيقة في أعماله المتتالية التي أنتجها منذ منتصف العشرينيات وحتى أواخر الثلاثينيات.

أما في مرحلة الأربعينيات فقد تمحور فنه حول البورتوريه أو الصورة الشخصية والتي اهتم فيها بإبراز العمق النفسي للشخصية بقدر ما اهتم بدقة الملامح وركز في تعبيرات الوجه.

ثم جاءت مرحلة تحول فيها الفنان تحولاً شديداً وهي مرحلة الخمسينيات فساد لوحاته الهدوء وعم الضوء والبرود واختفت المشاعر المتأججة ليحل محلها الضوء الغامر والمناظر الطبيعية الواسعة والصمت في جو هادئ.

أشهر لوحاته

من أشهر أعماله ولوحاته: الدراويش، الشادوف، المدينة، بنات بحري، بائع العرقسوس، بنت البلد، الشحاذ، ذات الرداء الأزرق، ذات الجدائل الذهبية، الخريف. 

ولوحة افتتاح قناة السويس التي تصور وتسجل الحدث التاريخي لافتتاح قناة السويس في عهد إسماعيل. كذلك قام برسم أشخاص من أفراد عائلته واصدقائه فهناك صورة خالدة للملكة فريدة، وهي في مراحل عمرها الأولى.

أغلى لوحة لرسام من الشرق الأوسط

في أبريل ٢٠١٠ بيعت لوحته «الدراويش» عن طريق صالة مزادات كريستي العالمية بمبلغ ٢.٤٣٤ مليون دولار وفي وقت بيعها سجلت كأغلى لوحة رسمها فنان من الشرق الأوسط في العصر الحديث ورسمت هذه اللوحة في ١٩٣٥.

جوائز

نال محمود سعيد ميدالية الشرف الذهبية في معرض باريس الدولي ١٩٣٧ عن الجناح المصري. ثم منحته فرنسا عام ١٩٥١ وسام اللجيون دوبنر،  وفي عام ١٩٦٠ كان أول فنان تشكيلي يحصل علي جائزة الدولة التقديرية للفنون وتسلمها من الرئيس المصري جمال عبد الناصر. 

"الكتالوج المُسبَّب"

وفى إبريل ٢٠١٧ تم إطلاق النسخ الأولى من «الكتالوج المُسبَّب» للفنان الرائد محمود سعيد، بوصفه أول موسوعة فنية موثقة لفنان مصرى، وجاء ذلك بمناسبة مرور ١٢٠ عاما على ميلاده.

وكان حفل التوقيع وإطلاق الكتالوج قد احتضنته مكتبة القاهرة الكبرى بالقاهرة، بحضور مؤلفى الكتاب وهما الباحثة والناقدة الفرنسية فاليرى هيس، والدكتور حسام رشوان الباحث فى تاريخ الحركة الفنية الحديثة. ونظم هذه الفاعلية مؤسسة «آراك للفنون والثقافة» برئاسة الدكتور أشرف رضا، وهذه الموسوعة تقع فى جزءين: الأول خاص باللوحات الزيتية، أما الجزء الثانى، فيتضمن ٣٧٩ اسكتشا (لم تعرض من قبل).

رحيل

توفي محمود سعيد في عام ١٩٦٤، وبعد وفاته خصصت له الدولة متحفًا يحمل اسمه، يضم أعماله الفنية (متحف محمود سعيد بالجزيرة).

متحف الفنان محمود سعيد

هو أحد أهم معالم مدينة الإسكندرية، لأحد الفنانين التشكيليين الذين أثروا فى ذاكرة الفن العالمية، وصاحب أغلى لوحات بيعت لفنان عربي، والذى يقوم على مساحة تبلغ ٧٣٢م ٢، وقد تم تحويله إلى مركز للمتاحف بعد ذلك.

تاريخ المتحف         

كان المتحف منزلأً للفنان محمود سعيد بالاسكندرية، ابن محمد سعيد باشا، أحد رؤساء وزراء مصر، والذى درس القانون في باريس ليصبح فيما بعد قاضي، و في عام ١٩٤٧ قرر التقاعد وفعل ما يحبه،  الرسم. باستخدام بعض التقنيات التي تعلمها في باريس، ليصبح أحد روا الفن التشكيلى فى العصر الحديث.

محتويات المتحف

يحتوى المتحف أعلى مجموعة كبيرة من أعماله من الصور والمناظر الطبيعية ومشاهد الشوارع.، والمفروشات لا تزال سليمة وتمثل صورة من الأربعينيات والخمسينيات. يقع المتحف الذي تم افتتاحه عام ٢٠٠٠م في مبنى مميز، وهو عبارة عن قصر يضم داخل جدرانه ٣ متاحف أحد هذه المتاحف هو متحف محمود سعيد الواقع في الطابق الأرضي لهذا المبنى. يضم هذا المتحف الذي هو بالأساس بيت الفنان الذي عاش فيه وهو ذو طابع معماري إيطالي جميل الكثير من الأعمال الخاصة برواد الفن التشكيلي في العصر الحديث، ويقوم بعرض مجموعة تمثيلية رائعة تضم أكثر من ٤٠ عملا فنيا شخصيا للفنان محمود سعيد. يضم المتحف ٧ قاعات لعرض أهم أعمال الفنان محمود سعيد، منها ٥٢ لوحة زيتية وواحدة بالجواش، ذلك القصر ذو الفناء الفسيح، المبنى بطراز معمارى مستلهم من الطراز الأوروبى، ويميل إلى الروح التركية فى التجريد والخطوط الهندسية مستوحاة من الفن الإيطالى والمبنى غير مسجل ضمن الآثار. 

كان الفنان محمود سعيد قد حول القصر إلى مرسم خاص به، بعد وفاة والده، ثم تحول إلى متحف بعد وفاته شخصيا عام ١٩٦٤.

مقتنيات المتحف

يضم المتحف لوحات تعبر عن البيئة المصرية، أهمها لوحات حفل افتتاح قناة السويس وذات الأساور الزرقاء ونادية بالرداء الأبيض ومدام رياض ومدام يوسف ذو الفقار ولوحة نبوية بالرداء المشجر. بالإضافة إلى ٣ صور فوتوغرافية للفنان وعائلته، فضلا عن مقتنيات؛ منها ٢٠ ميدالية، بينها وسام النيل ووسام الاستحقاق، الذى ناله من الرئيس جمال عبدالناصر عام ١٩٦٠». كما يضم المتحف أشهر لوحات الفنان محمود سعيد  بنات بحرى، وبنت البلد والخريف والشادوف.

أغلى لوحات المتحف

وتعد أعمال سعيد الأغلى بين أعمال فنانى الشرق الأوسط على الإطلاق، وبيعت لوحته الدراويش، التى رسمها عام ١٩٢٩، فى إحدى صالات المزادات فى دبى بـ٢.٥٤٦ مليون دولار، فى أكتوبر ٢٠١٠، فيما بيعت لوحته الشادوف، بمبلغ ٢.٤٣٤ مليون دولار.