رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«فاينانشيال تايمز»: الاحتلال الإسرائيلى يروج لخطة أكثر أمانا تجاه المدنيين

عدد من الشهداء في
عدد من الشهداء في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى محاولة لتبييض أياديها الملطخة بدماء ما يزيد على ١٦ ألف شهيد من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال وخاصة مع تصاعد الضغوط الدولية، تزعم إسرائيل أنها تعد خطة للتعامل بشكل آمن مع المدنيين خلال حربها على قطاع غزة التى لم تضع أوزارها منذ السابع من أكتوبر الماضى سوى لأيام سبع، لتعود بعدها بنفس الشراسة والنهج الدموى.

وبهذا الشأن، أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية فى عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضى، بأن إسرائيل دافعت عن استراتيجيتها فى مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة المنكوب، من خلال الترويج لما وصفته بـ "خطة الإخلاء العالية التقنية للمدنيين"، وهو ما يأتى ردا على التصاعد الدولى للانتقادات حول زيادة عدد الضحايا المدنيين فى غزة فى الفترة الأخيرة.

ووفقا لتقرير الصحيفة الذى نشر على موقعها الإلكترونى، يتعرض جيش الاحتلال لضغوط للحد من الخسائر المدنية مع تصاعد العمليات العسكرية ضد حماس بعد دخولها مرحلة جديدة تتضمن التدخل البرى فى الجزء الجنوبى من القطاع، الذى يعيش به حوالى ٨٠٪ من سكان غزة البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة.

ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين أنهم يتبنون نهجا مختلفا خلال هذه المرحلة من الصراع، مؤكدين أن الاستراتيجية المتبعة فى الجنوب تختلف عما كان يتبع فى الشمال، حيث تسببت الغارات الجوية والعمليات البرية السابقة فى موت آلاف المدنيين. وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى ريتشارد هيشت إلى أنه من المرجح أن يتبعوا نهجا مختلفا فى جنوب غزة خلال هذه المرحلة، موضحا أنهم بحاجة إلى الوقت لهزيمة حماس.

وعلى الرغم من التقنيات العالية المستخدمة فى خطط الإخلاء الإسرائيلية، انتقد ريتشارد بومبيو، المستشار السابق فى وزارة الخارجية الأمريكية وزميل بارز فى مركز "ستيمسون" للأبحاث بواشنطن، هذه الخطوات باعتبارها "غير كافية تماما"، نظرا لتأثيراتها الوخيمة على المدنيين منذ استئناف الغارات الجوية والصراع الشامل.

وذكرت الصحيفة أن المدنيين فى غزة يعانون من آثار الحرب التى اندلعت منذ أكتوبر الماضى، ويبدو أن تقديرات السلطات الإسرائيلية لعدد القتلى فى القطاع تتماشى مع الأرقام الصادرة عن هيئة الصحة فى غزة، التى تديرها حماس، حيث تشير هذه الأرقام إلى استشهاد أكثر من ١٦ ألف شخص، ولكن الإسرائيليين يصرون على أن ثلثى هؤلاء الضحايا - أكثر من ٥٠٠٠ - كانوا من مقاتلى الفصائل المسلحة، مما يعنى مقتل مدنيين اثنين تقريبا مقابل كل مقاتل.

فى الوقت نفسه، أبدى حلفاء إسرائيل فى الغرب استياءهم من عدد الضحايا الذين سقطوا فى غزة، واعتبروه مفرطا، كما أكدت نائبة الرئيس الأمريكى، كامالا هاريس، خلال عطلة نهاية الأسبوع أن "يجب على إسرائيل القيام بجهود أكبر لحماية المدنيين الأبرياء".

ويزعم جيش الاحتلال، أن عناصر حماس يتمركزون فى مناطق مزدحمة بالسكان، ومع ذلك، يدعى أنه يحاول تجنب سقوط الضحايا المدنيين، وذلك من قاعدة عسكرية بـ "بئر السبع"، التى تبعد ٤٠ كيلومترا عن غزة، حيث يقوم الجيش الإسرائيلى وجنود الاحتياط بمعالجة المعلومات حول حركات السكان داخل القطاع باستخدام بيانات الهواتف المحمولة وإشارات الراديو والتليفزيون، إلى جانب معلومات مفتوحة المصدر من مجموعات برقية محلية.

ويقول الجيش الإسرائيلى إنه يستخدم خريطة سريعة التغيير لإصدار أوامر الإخلاء للمدنيين، لافتا إلى أنه بعد انهيار الهدنة بين إسرائيل وحماس، بدأت عمليات الإخلاء المحلية فى جنوب قطاع غزة، فيما يرى البعض أن هذا الأسلوب غير المعتاد يظهر تفاصيل وتعقيدا متزايدا فى بيئة عسكرية حركية وديناميكية.

وبينما تهدف هذه الخطوة إلى مساعدة المدنيين على الانتقال إلى المناطق الأكثر أمانا، تساءل عمال الإغاثة عن قدرة الأشخاص الذين لا يمتلكون الوصول إلى الإنترنت على رؤية الخرائط التوضيحية التى ينشرها الجيش الإسرائيلى.

وفى هذا السياق، أبدى بعض الخبراء استغرابهم من طريقة الإخلاء، مشيرين إلى التعقيد والتفاصيل العالية فى بيئة حربية ديناميكية، كما شكك مسئولو الأمم المتحدة فى فكرة وجود أى مكان آمن فى غزة، بناء على الضربات الإسرائيلية التى أصابت المؤسسات الحيوية كالمستشفيات والمدارس والملاجئ.