الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القاهرة مفتاح إنهاء الحرب في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لن نغادر..لن نغادر.. لن نغادر.. هكذا أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قمة القاهرة، هذا التأكيد هو ذاته ما سبق وأن أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي، لا لتهجير الفلسطينيين،  فهو إلى جانب كونه تصفية للقضية الفلسطينية يمثل أيضا تهديدًا مباشرًا لمصر وخطف سيناء، لذلك أحسن المتظاهرون الذين انطلقوا عقب صلاة الجمعة الماضية واستبدل بعضهم الهتاف الأثير "بالروح بالدم نفديكي يافلسطين" إلى هتاف مصري يلمس عمق الأزمة وهو "بالروح بالدم نفديكي يا سيناء".

بعد هذا الهتاف يمكن للمتابع أن يضع نقطة ويبدأ من أول السطر، لنقول أن السبت الماضي بدأت بشائر التأثير المصري في الحرب التي تدور على أرض غزة، هدفان متوازيان تحققا على أرض الواقع في توقيت متقارب.. عقد القمة الدولية والإقليمية التي دعت لها مصر وكذلك نجاح بدء دخول شاحنات المساعدات بعدد 20 شاحنة، ومن يرى أن هذين الهدفين ليسا بالتأثير المرجو أقول نعم ولكن من يرى التكالب الدولى في دعم إسرائيل سوف يفهم أن مصر تواجه أحجارًا صلبة وأن تكسيرها لن يتم إلا على مراحل، ومن هنا تبلورت خارطة الطريق التي دعت لها مصر عبر خطوات تفضي إلى مفاوضات سلام تنتهي بحل الدولتين.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي أقام بمصر عدة أيام يرى  ضرورة تعزيز الجهود الدبلوماسية بسرعة أكبر من أجل إدخال المساعدات المطلوبة إلى قطاع غزة، هذا الهدف الإنساني الذي يسعى إليه الأمين العام للأمم المتحدة يتفق مع ما تضغط نحوه مصر وهو إنقاذ المدنيين فى غزة أولًا وبعدها يكون لكل حدث حديث.

 الرئيس عبد الفتاح السيسي قال في كلمته الجامعة  إن الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ 75 عاما هو "العدالة"، حيث يجب على الفلسطينيين أن يحصلوا على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة على أرضهم.

هذا الهدف الكبير الذي يحقن الدماء ويدفع نحو التنمية والاستقرار في دول الجوار بات ضرورة في زمن تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية لتطوير أدوات القتل والإبادة، حرب لا نريدها لأنها لا قدر الله لو نشبت ستعيد المنطقة إلى العصور البدائية ولن يكون بها حجر على حجر، لذلك أكد الأمين العام للأمم المتحدة خلال القمة أن زعماء العالم وقادته يتلقون اليوم في قلب منطقة تعاني من الألم وعلى بعد خطوة من الهاوية.

وهنا يكرر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن دعوته إلى حل الدولتين و"إنهاء الاحتلال الإسرائيلي" ورفض ما حذر من أنه قد يكون "نكبة ثانية".

هذه الدعوات لن تذهب سدى ولقد رأينا بأعيننا التضامن الشعبي العالمي مع الشعب الفلسطيني فى قضيته العادلة، المظاهرات في كل العواصم والدم الفلسطيني هو قربان الحرية والاستقلال لشعب عاش المعاناة طولا وعرضا، هذه الدعوات نحو حل الدولتين هي أضعف الإيمان ليس من أجل الشعب الفلسطيني وحده ولكن من أجل عودة الضمير الإنساني للمجتمع الدولي، ذلك المجتمع الذي شارك طويلا بالصمت على جرائم إسرائيل المتتالية ضد شعب لا يريد إلا السلام القائم على العدل. 

مصر التي استعرضت قوتها قبل أسبوعين في حفل تخرج الكليات العسكرية تقول الآن كلمتها بحسم لا للتهجير لا للعدوان على غزة.. اذهبوا إلى مائدة التفاوض واغلقوا هذا الملف.