الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وأد «القضية الفلسطينية» مرفوض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كتبت منذ شهرين ماضيين وتحديدًا يوم ٩ أغسطس الماضى مقالًا بعنوان: "فلسطين فى القلب"، والآن وبعد الإعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وفرض حصار مُؤلم على الأشقاء الفلسطينيين وقطع الكهرباء والمياه والغذاء وغلق كل سُبل الحياة وتفجير الشوارع وضربها بالطائرات وهدم العمارات وإرتفاع أعداد الشهداء إلى أكثر من ١١٠٠شهيد وإرتفاع أعداد المصابين إلى أكثر من ٥٦٠٠ مُصاب أستطيع القول: إن فلسطين فى العين والقلب.

لن نترك الأشقاء الفلسطينيين لأن قضيتهم قضيتنا وهمومهم همومنا ومشاكلهم مشاكلنا ولن نتركهم بمفردهم أبدًا، سنظل نؤازرهم ونقف بجانبهم إلى يعود الحق لأصحابه لأنهم أصحاب حق وقضيتهم عادلة وحقهم مشروع، ستعود الأرض المحتلة إلى أصحابها الشرعيين، سيرحل المُحتل غير مأسوف عليه إلى حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، سُتعلن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، سيتم تطبيق حق العودة للأشقاء الفلسطينيين وستبقى فلسطين حُرة آبية ولو كَرِه المُحتلون. 

كانت مصر ومازالت هى الداعمة الرئيسية للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، نُساندهم فى كل وقت وحين، نَمسَح دِموعهم، نُداوى جِراحهم، نُدافع عنهم ونتصدى لغطرسة المُحتل ونرفض سلوكه وتجاوزاته فى حق المدنيين العُزَل، كلمتنا دفاعًا عن القضية الفلسطينية تصل لجميع دول العالم فى المحافل الدولية، نقول بصوت عالٍ: لا سلام فى الشرق الأوسط إلا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية لأنها قضية العرب الأولى.

إنكشف المجتمع الدولى غير المُنصف، ظهر الوجه الحقيقى للمنظمات الدولية التى أغمضت عيناها عن ما يحدث من إنتهاكات لم يسبق لها مثيل يتورط فيها المُحتل، وضحت الصورة أمامنا أن الدول الكبرى لا تعرف أى شيء عن "مباديء حقوق الإنسان" التى صَدَعت روؤسنا بها وتمارس ضدنا إبتزازًا مُتكررًا مُستخدمة ذريعة "مباديء حقوق الإنسان"، دُعاة الحق والعدل والمساواة إختفوا ولم يعُد لهم وجود فى عالم مليء بالمتغيرات والمؤامرات.

دعونا نقول: إن الدول الكبرى تَخَلَت عن "المباديء" فى سبيل تحقيق "المصالح"، لغة المصالح أصبحت هى السائدة، المنظمات الدولية ألعوبة فى يد الدول الدائمة العضوية فى الأمم المتحدة، الهيئات الكبرى والمؤسسات الإقتصادية الدولية لِعبة فى يد الدول العظمى، فلا مراعاة لتوازن دولى ولا اعتبار لحقوق الدول الفقيرة والنامية ولا حتى سماع لصوت ٢.٣ مليون فلسطينى مُحاصر حصارًا كاملًا مُنذ ما يقرب من الأسبوع فى قطاع غزة، لم تتحرك المنظمات الدولية التى تُدافع عن حقوق الطفل أو المرأة أو المُسنيين، ولم نر أى منظمة من منظمات حقوق الإنسان تُصدر بيانًا تُدين أو تُنَدِد أو تشجُب أو تُطالب بوقف الحرب الشنعاء الشعواء التى يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون.

صَمَت الجميع وتعالت أصوات مصر دفاعًا عن القضية الفلسطينية والأشقاء الفلسطينيين، لم يتحرك أحد وتحركت مصر على الصعيد العربى والإقليمى والدولى، أُصيب أصحاب الحناجر بالخَرَس وقت أن قالت مصر كلمتها برفض أى تهجير أو تطفيش أو دفع الفلسطينيين لترك منازلهم واللجوء للحدود المصرية، الموقف المصرى واضح للعيان بضرورة وقف الصدام ووقف هدم المنازل والعمارات ورفض أى تجاوز فى حق الفلسطينيين، الموقف المصرى يرفض من الأساس وأد القضية الفلسطينية.

مصر التى كشفت عن وجود عملية مُدبرة ومُعَد لها سلفًا بتبادل الآراضى أو بصريح العبارة بالتنازل عن أراضى فى "رفح والشيخ زويد" لتسكين أهالى غزة فيها وحل مشكلة غزة التى تؤرق المُحتل على حساب مصر.. مصر تُناصر الفلسطينيين وتُناصر قضيتهم وتُناصر دفاعهم عن حقوقهم وتدعوهم لعدم ترك آراضيهم لأن هذا لو حدث فإنه يُعنى موت القضية الفلسطينية، تقف مصر صامدة تجاه المحاولات المُتكررة لإجهاض القضية الفلسطينية ولن تسمح بإجهاضها بل تطالب بالحق الفلسطينى كاملًا، الحق فى الأرض والحق فى الحياة والحق فى إنهاء الحصار الغاشم. 

مصر الدولة الوحيدة التى حاربت مرات كثيرة من أجل فلسطين ودفعت الشهداء من خيرة أبنائها من أجل فلسطين، الدور المصرى لا يمكن إغفاله أو نسيانه، وتُعتبر مصر بِحُكِم التاريخ والجغرافيا صاحبة الدور الرائد فى مُجريات القضية الفلسطينية وتأثيرها ودفاعها عن الأشقاء الفلسطينيين مُعلَن ومعروف ولا يُمكن إنكاره، الإتصالات الدولية التى تُجريها مصر مع كافة زعماء العالم تهدف لوقف العدوان والتهدئة وإنهاء الحصار وإستعادة الأرض المسلوبة، زعماء العالم يعلمون أن مصر هى رُمانة ميزان المنطقة العربية ومركز الثقل فى الشرق الأوسط لذلك يحترمون دورها وآراءها وتوجُهاتها وخاصة تجاه القضية الفلسطينية.