الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

النباتات الذهبية.. كنز مصري يلهث وراءه العالم.. الزراعات العطرية َوالطبية ركيزة الصناعات الدوائية.. والقطاع يحتل المرتبة الخامسة من حيث مصادر العملة الصعبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعتبر النباتات الطبية والعطرية ( النباتات الذهبية) واحدة من المحاصيل التي تتفوق على الزراعات التقليدية، نظرًا لكونها أهم ركائز الصناعات الطبية والدوائية ومستحضرات الجميل فى العالم كله مما يجعل لها ميزة عن بقية المحاصيل الزراعية مما يستدعي تسليط الضوء على أهميتها، لتوعية المُزارعين بضرورة التوسع فيها.

ويعرف النبات الطبي بأنه النبات الذى يحتوى على مادة أو مواد طبية قادرة على علاج مرض معين أو تقليل الإصابة به أو التى تحتوى على المواد الأولية المستخدمة فى تحضير المواد الطبية مثل (حبة البركة والسوس ).

أما النبات العطري هو أي نبات يحتوى على زيت عطرى فى جزء منه يستخدم فى تحضير العطور، كما توجد نباتات تحتوى على زيوت عطرية وتستخدم في علاج بعض الأمراض، كما يمكن استخدامها فى صناعة الروائح ومستحضرات التجميل مثل (النعناع والريحان والياسمين والورد).

تعظيم الاستفادة


وأكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأرتضي، أهمية قطاع النباتات الطبية والعطرية وتعظيم الاستفادة منها في التصدير والسوق المحلية وبحث آليات تطوير سلاسل القيمة المضافة لها، وذلك في إطار تعظيم مساهمة النباتات الطبية والعطرية في الاقتصاد القومي الزراعي وأيضًا في زيادة دخول مزارعي هذه النباتات خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة، وذلك في ظل توجيهات القيادة السياسية بتقديم كل الدعم لهذه الفئة من تمويل وتسويق ومستلزمات إنتاج وميكنة وتجميعات زراعية وخلافه.

ووجه «القصير» قيادات المراكز البحثية والباحثين المتخصصين في النباتات الطبية والعطرية إلى ضرورة العمل على دعم التوسع في المساحة المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية في مصر وزيادة الإنتاج منها، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد عليها من الدول المستوردة، موضحا أن هناك ضرورة ملحة لدعم الأنشطة البحثية المكثفة في هذا المجال لحل مشاكل الإنتاج ورفع الإنتاجية كمًا ونوعًا وإدخال واستنباط السلالات والأصناف الممتازة والمقاومة للأمراض والآفات وتحسين معاملات ما بعد الحصاد مما يتيح للإنتاج المصري التميز والتفوق المستمر والمنافسة في الأسواق العالمية، وهذا بدوره يؤدى إلى التوسع وزيادة المساحات المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية لمواجهة الطلب المستمر على المنتج المصري.

كما أشار وزير الزراعة إلى ضرورة تذليل وحل كل المشاكل والمعوقات المرتبطة بقطاع الطبية والعطرية سواء من ناحية الزراعة أو التسويق والتصنيع والتصدير، مكلفا المعنيين بملف النباتات الطبية والعطرية بالوزارة إلى ضرورة العمل على تدعيم التوسع في نمط الزراعة العضوية لهذه النباتات للحصول على منتجات آمنة خالية من الكيماويات بهدف الاستهلاك المحلي والتصدير.

وقال الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن هناك مزايا نسبية وقرى وأماكن لها ريادة في زراعة النباتات الطبية داخل الدولة المصرية، ويوجه الوزير بشكل مستمر بضرورة تطوير هذا المجال لما له من فوائد أهمية لزيادة الصادرات المصرية.

واوضح القرش، أن زراعة النباتات الطبية والعطرية منظومة متكاملة، تبدأ بتطوير الأرض وأساليب الزراعة وتوفير المستلزمات اللازمة ومعدلات ما بعد الحصاد، إضافة إلى البحث العلمي الذي يساعد على زيادة الإنتاجية، وهناك رؤية شمولية تطرح في كل الاجتماعات مع الوزير السيد القصير بشأن هذا الملف.

وتابع المتحدث باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي: "هناك خطة واضحة للتوسع في المساحات المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية، لزيادة إنتاجيتها في الدولة المصرية، ولدينا مراكز بحثية متخصصة في مجال النباتات الطبية والعطرية، والدراسات الاقتصادية للمساحات الصحراوية والأراضي الجديدة التي يمكن إضافتها وتكون أنسب لهذه النباتات".


قيمة اقتصادية

يقول الدكتور حسام محيسن أستاذ النباتات الطبية بمركز البحوث الزراعية والرئيس المناوب لقسم بحوث النباتات الطبية، أن الرقعة الزراعية من النباتات الطبية والعطرية أو ما يعرف بالذهب الزراعى  حوالى 80 ألف فدان، ورغم صغر المساحة المنزرعة إلا أن هذا القطاع يحتل المرتبة  الخامسة من حيث التصدير ودخول العملة الصعبة خاصة أن مصر تصدر 95% من محاصيل النباتات الطبية والعطرية، كون السوق المحلية لا يستوعب أكثر من 5%.

ويوضح محيسن،  أهم المحاصيل التى تنتجها وتصدرها مصر عجينة وزيت الياسمين والعتر وزهور الكاموميل والبردقوش والريحان والنعناع والشمر والكراوية والينسون وأكثر من ٢٠ نباتا آخر.

من حانبه يقول الدكتور ربيع مصطفى، أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، أن محافظة الفيوم تشتهر بزراعة النباتات الطبية والعطرية، مشيرا أن المحافظة تُصدر نباتات عباد القمر، حشيشة الليمون، الكراوية، النعناع، الشيح، الشمر، والبقدونس، من قرى أبوجنشوا، العجميين، أبوكسا، جردو، ومنشية سكران، التي تعد من أشهر قرى المحافظة فى زراعة وتصدير تلك النباتات.

وأشار مصطفى، أن إجمالى المساحة المزروعة من النباتات الطبية والعطرية بالفيوم 23624 فدانا، منوها أن محافظة الفيوم تمثل حوالى 30% من مساحة النباتات الطبية والعطرية بمصر.


وتابع: يأتى نبات شيح البابونج فى مقدمة النباتات الطبية والعطرية المزروعة في الفيوم حيث تبلغ مساحته حوالى 13920 فدانا ويمثل حوالى من 59% من المساحة الكلية للمحافظة، موضحا أن مركز إطسا يعتبر من أول مراكز المحافظة من حيث مساحة النباتات الطبية والعطرية بإجمالى مساحة حوالى 8774 فدانا يمثل حوالى 37% من إجمالى مساحة المحافظة من النباتات الطبية والعطرية، يليه مركز أبشواى بمساحة 7566 فدانا بنسبة حوالى 32% من إجمالى مساحة المحافظة.

ولفت مصطفى، إلى تواجد مساحات كبيرة من الملوخية الصعيدى حوالى 3000 فدان موزعة بين قريتى جردو وعتامنة المزارعة (مركز إطسا) ومناشى الخطيب ومنشية سكران (مركز الفيوم) وأبو جنشو (مركز أبشواى)، موسم شتوى 2022 / 2023.

وأوضح أستاذ النباتات الطبية والعطرية، أن أهم النباتات التي تزرع في الفيوم هى: شيح البابونج، البردقوش، الريحان، العتر، النعناع (فلفلي – بلدي)، الملوخية الصعيدي، حشيشة الليمون، الأقحوان، الشمر، الكراوية، الينسون، الصبار، الكمون، المغات، والكينوا.

مناطق الزراعة

تستحوذ محافظات الفيوم والمنيا وأسوان وبني سويف وأسيوط والأقصر على المساحة الأكبر من النباتات الطبية في مصر‏ من إجمالى المساحة الكلية من مساحة النباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة والزهور.

وتعتبر الفيوم من أولى محافظات الجمهورية إنتاجا وزراعة للنباتات الطبية والعطرية بل الأولى على مستوى الجمهورية فى التصدير، حيث تمثل مساحة النباتات الطبية والعطرية بها نحو ثلث المساحة المنزرعة فى مصر، كما يتم تصدير الإنتاج إلى العديد من الدول كألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول الدكتور ربيع مصطفى وكيل وزارة الرزاعة السابق بالفيوم، أن مصر من أقدم من صنعت النباتات الطبية والعطرية إذا أننا لنا شهرة كبيرة فى تصدير النباتات الطبية والعطرية على مستوى العالم، وتعتبر سلعة اقتصادية متكاملة وليست تصديرية فقط، وتقام عليها صناعات كثيرة مثل الأدوية ومستحضرات التجميل، مشيرا إلى أن متوسط زراعة النباتات الطبية والعطرية بالمحافظة يبلغ نحو 18 ألف فدان، تمثل حوالى 25% من إجمالى المساحة المنزرعة فى مصر، ويبلغ جملة الإنتاج الشتوى نحو 20 ألف طن، والإنتاج الصيفى نحو 10 آلاف طن.

ويوضح ربيع، أن أهم ما تتم زراعته فى الفيوم شيح البابونج وهو نبات طبى معروف، وتعتبر الفيوم من أولى محافظات الجمهورية فى زراعة هذه النباتات، ويتم استخدام شيح البانونج كمستحضرات تجميل ويتم تصديره إلى دول مثل فرنسا وألمانيا وهو نبات مهم جدا وله ميزة عالية جدا ويحتوى على نسبة زيت طيار عالية والمادة الفعالة فيه عالية جدا خاصة فى الزيت المصرى.

ويشير ربيع، إلى أن نحو 18 ألف فدان يتم زراعتها بالفيوم بالنباتات الطبية والعطرية، ويتم الاهتمام بالصناعات التى تجنيها هذه النباتات التى تجلب فرص عمل للشباب، وهذه المساحة تمثل 25% من المساحة المنزرعة فى مصر، وتتبوأ الفيوم المركز الأول فى إنتاج النباتات الطبية والعطرية فى مصر، لافتا إلى أن هناك توسعا للأراضى الحديثة فى الظهير الصحراوى فى الفيوم لكى تأخذ هذه النباتات مساحة كبيرة لأن قيمتها الإنتاجية عالية جدا وعائدها مادى جيد جدا، بالإضافة إلى أن تكلفة زراعتها قليلة مقارنة بإنتاجها.

وحرصت وزارة الزراعة علي تذليل المعوقات التى تواجه زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية التى تزرع والتي تحتوى على مواد خام تدخل فى صناعات مختلفة مثل العطور ومستحضرات التجميل ومكسبات الطعم والنكهة فضلا عن المكملات الغذائية والمستحضرات العلاجية.

ويشترك قسم بحوث النباتات الطبية والعطرية التابع لمعهد بحوث البساتين، في خطة التوسع فى زراعة النباتات الطبية والعطرية وتوفير الدعم حيث يتم التوسع فى زراعة أنواع النباتات الطبية والعطرية تحت إشراف قسم بحوث النباتات الطبية والعطرية، وذلك لبعض الأنواع والأصناف التي تدخل فى صناعة مستحضرات التجميل من خلال لتشجيع زراعتها لدي المزارعين على نطاق واسع، وبالتالى توفير كميات كبيرة من المواد الخام كافية على مدار العام.

ويقوم المعهد، بتوفير البذور والشتلات لهذه النباتات لدعم وتشجيع المزارعين مع استخدام نتائج الأبحاث والخبرات السابقة وتطبيقها للحصول علي أعلي إنتاجية وأفضل مواصفات من خلال تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة من عمليات زراعية ومعاملات مابعد الحصاد.

بالإضافة الى الاهتمام بالتنمية البشرية بتنفيذ الندوات والدورات التدريبية للمهندسين الزراعيين والبدو لبيان أهمية زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية، وتشجيع الإستثمار فى المشاريع القائمة على تصنيع النباتات الطبية والعطرية مثل التجفيف والتعبئة واستخلاص الزيوت العطرية والمستخلصات الأخرى، وذلك من خلال دعم الخبرات المتوافرة بالمعاهد المختلفة التابعة لمركز البحوث الزراعية.

 

عملة صعبة

يقول المهندس طارق أبو بكر وكيل المجلس التصديري للحاصلات الزراعية ورئيس لجنة النباتات الطبية والعطرية بالمجلس، إن  صادرات النباتات الطبية والعطرية قد شهدت زيادة خلال الأشهر الأولي من العام الجاري بلغت 30% حيث سجلت من يناير إلي يوليو أى خلال 6 أشهر 152 مليون دولار، وذلك بدون إضافات الزيوت العطرية مقارنة بنحو 243 مليون دولار العام الماضي 2022 و215 مليون دولار خلال 2021.

ويؤكد وكيل المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن النباتات الطبية والعطرية تبشر بمستقبل جيد إذا تمت بالشكل الصحيح، مضيفا أن هناك طلبا كبيرا من العالم كله عليها، لكن هناك تغييرا في المواصفات للدول المستوردة.
لكي نزيد من زيادة صادرات النباتات الطبية والعطرية في مصر، يجب وضع نظام يبني على معرفة متطلبات العملاء في الخارج، والالتزام بها، وحل كل المشكلات التي تواجهنا بتضافر جهود الجميع".

ويوضح أبو بكر، أن مصر تتمتع بمساحات كبيرة في الصحراء، ومياه جوفية تمكننا من زراعة هذه الصحراء بالمواصفات المطلوبة غير الموجودة لدى كثير من الدول المنافسة، لكن هذا الأمر يتطلب جهودا مشتركة بين الدولة والمصدرين والمزارعين، مطالبا بتسهيل إجراءات تملك هذه الأراضي، وتشجيع المزارعين على زراعة الصحراء، لأنه ستكون أرضا نظيفة وهي فرصة لزيادة تصدير هذه السلع المطلوبة بشكل متطور في العالم.


فيما يؤكد الدكتور أيمن حمودة، أستاذ النباتات الطبية والعطرية،  ارتفاع الطلب العالمي على استيراد النباتات الطبية والعطرية من مصر خلال الفترة المقبلة، وذلك بسبب نجاح زراعة هذه النوعية من المحاصيل في مناطق الاستصلاح الجديدة، وهى غالبًا البيئة الطبيعية لأعداد هائلة من هذه المحاصيل والتوسع الأفقى، خاصة في المشروعات الاستثمارية الكبرى في المناطق الجديدة.

ويوضح حمودة، أن مصر لديها مزايا سحرية في الإنتاج وطلب عالمي متزايد، في ظل ما تشهده البلاد من مشروعات الاستصلاح الجديدة وتنوع المناخ وجودة المنتجات تزيد من الطلب العالمي خاصة أن تنوع المناخ من المناطق المعتدلة شمالا إلى المناطق الجافة شبه الحارة جنوبا وتوفر أنواعا مختلفة من الأراضى يؤدي إلى إمكانية زراعة العديد من النباتات الطبية والعطرية على مدار السنة وخاصة في الوقت الذي لا تتمكن الدول الأوروبية وغيرها من الزراعة بسبب الثلوج، مشيرًا إلى أن الاتجاه العالمى المتزايد والمطرد نحو استخدام النباتات الطبية والعطرية والمنتجات الطبيعية، وكذلك الصبغات والألوان ومكسبات الطعم والرائحة الطبيعية بديلا عن استخدام المواد المصنعة منها وذلك لثبوت ضررها على الصحة العامة.

ويشير أستاذ النباتات الطبية والعطرية، إلى أن نجاح زراعة النباتات الطبية والعطرية حيويا في مصر أدى إلى ارتفاع جودة منتجاتها وزيادة أسعارها مما يساعد على نشر وزيادة المساحات المزروعة منها وزيادة الطلب عليها لخلوها من أي كيماويات، مشيدا بالنشاط البحثي المكثف في هذا المجال لحل مشاكل الإنتاج ورفع الإنتاجية كما ونوعا.


خطة الدولة المصرية
 

وبحسب كلام الدكتور حسام محيسن، تحظى الصادرات المصرية من المادة الخام من المحاصيل الطبية بسمعة طيبة على مستوى العالم، فى أمريكا وأوروبا والدول العربية، وذلك ما دفع الدولة المصرية متمثلة فى وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية ممثلا فى معهد بحوث البساتين وقسم النباتات الطبية والعطرية إلى وضع استراتيجية "20/30"، التى من أهم بنودها التوسع الأفقى للوصول بالمساحة المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية إلى  250 ألف فدان خاصة فى الاراضى الجديدة الخالية من آثار المبيدات والأمراض مثل الوادى الجديد وسرق العوينات وواحة سيوة وغرب غرب المنيا.

والتوسع الرأسى عن طريق زراعة الأصناف المطلوبه عالميا وتسويقيا، بالإضافة إلى الاهتمام بتحسين جودة المنتج من المادة الخام بما يتوافق مع المواصفات التصديرية من نقاوة وعدم وجود متبقيات مبيدات أو ميكروبات ضارة وأن يكون المنتج متميزا فى اللون والطعم ونسبة المواد الفعالة العلاجية داخله.

وبالنسبة للتصنيع يوضح محيسن، أن الدولة تسعى للعمل على إنتاج وتصنيع المنتج النهائى من أدوية ومستخلصات ومستحضرات تجميل كقيمة مضافة بدلا من التركيز على تصدير المادة الخام فقط، وبذلك تكتمل سلسلة القيمة لمنتج مصرى مصنع من خامات مصرية وبأيادٍ مصرية.

التسويق

ويوضح محيسن سبل تسويق النباتات الطبية حيث تتم عبر واحدة من طريقتين:
الزراعة التعاقدية، وهى أن يكون المُزارع لديه بالفعل بذور التقاوي، وفي هذه الحالة يتوجب عليه الذهاب بعينه منها إلى الشركات لإخضاعها للاختبارات اللازمة، قبل الحصول على الضوء الأخضر، ومطابقتها للمواصفات القياسية، ليتم التعاقد على شراء المحصول.

الطريقة الثانية،  أن يختار المُزارع إحدي الشركات المُتخصصة ويحصل على التقاوي منها، وهو السبيل الأفضل لإتمام التعاقد على شراء المحصول وضمان نجاح عملية التسويق، وبذلك  تتحقق الجدوى الاقتصادية لزراعة هذه النباتات، شريطة اتباع السُبل الصحيحة، واللجوء لذوي التخصص، كالمراكز البحثية التابعة لوزارة الزراعة، وفي مُقدمتها قسم النباتات الطبية والعطرية، ومركز البحوث الزراعية، للحصول على الاستشارات والتوصيات الفنية والإرشادية، الواجب اتباعها لتعظيم الفائدة، ومُضاعفة المادة الفعالة بالنباتات، وهو المعيار الأهم في تقييم المحصول، والذي يترتب عليه حجم العائد والأرباح.

 

معوقات ومشاكل  الإنتاج

يوضح الدكتور حسام محيسن، أن هناك بعض المشكلات التي يعاني منها القطاع، وأهمها عدم مطابقة بعض المنتجات للمواصفات التصديرية نتيجة اتباع ممارسات سيئة، وارتفاع نسب الضرائب والرسوم وطول السلسلة التسويقية من المزارع للمصدر يجعل المزارع هو أقل المستفيدين، رغم أنه الأكثر جهدا ونفقة مما يؤدى به للعزوف عن الزراعة، وقلة وجود جمعيات تعاونية أهلية مع التركيز على زيادة الوعى للمزارعين.

ويتابع محيسن، أن من أهم المشكلات أيضا الاعتماد على تصدير النباتات الطبية الخام، وعدم الاستفادة من القيمة المضافة لتصنيعها وإنتاج منتج نهائى يتم تصديره جنبا إلى جنب مع المادة الخام، حيث إن تصدير المنتج المصنع يؤدى لاستيعاب قدر كبير من العمالة وتوفر أفضلية الأسعار للمواد المصنعة عن المواد الخام وأفضلية فى التسويق،  بالإضافة لعدم وجود قاعدة بيانات سليمة يعتمد عليها وعدم وجود إحصاءات مما  أدى إلى عدم وجود تخطيط للتصدير فى المستقبل.


روشتة للنهوض بزراعة النباتات الذهبية

قال الدكتور حسام محيسن إنه للنهوض بزراعة تلك النباتات ذات العائد الأقتصادي القوي،  ينبغى التنسيق مع مديرية شئون البيئة والوزارات المعنية للاهتمام بتنمية النباتات الطبية المنزرعة بالمحافظات المختلفة وأيضا النباتات الطبية  البرية في المحميات الطبيعية مثل محمية جزيرة علبة ومحمية وادي الجمال وحلايب وشلاتين ومحمية نبقى ومحمية الأحراش وغيرها من المناطق الواعدة والعمل على تعزيز زراعتها.

وأضاف أستاذ النباتات الطبية والعطرية، أنه يجب الاهتمام بجودة النباتات الطبية والعطرية ذات الأهمية الاقتصادية والتصديرية والتي تتناسب مع ظروف كل منطقة في مصر ومعاملات ما بعد الحصاد المتقدمة، والتي يجب الاهتمام فيها بتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل التجفيف الشمسي،  وذلك من أجل تحسين جودة المنتجات من النباتات الطبية والعطرية من حيث اللون والمكونات الدوائية الفعالة والمحتوى الزيتي، من خلال رفع الوعي التصديري، وتطوير الطرق التقليدية للجمع والنقل والمناولة والتجفيف والتخزين والتعبئة والتغليف، وإنشاء البرامج التدريبية  لنشر أهمية الاهتمام بالمنتجات المرشحة للتصدير حتى لا ترفضها الدول المستوردة، وتنظيم ندوات عاجلة مع خبراء في مجالات النباتات الطبية والعطرية والمكافحة والري والزراعة لدراسة تغير المناخ  والقيمة المضافة وسلاسل القيمة وسلاسل الإمداد والدعم الحكومى من مستلزمات  ووعى وتسويق ومنح  من  الجهات المانحة المحلية والدولية للمشاركة فى النهوض بهذا القطاع الذى يعد بحق نباتات بقيمة الذهب.