مهرجان الكولاشو، هو حدث تقليدي يقام في قرية كاستريلو دي مورسيا في شمال إسبانيا. ويعتبر هذا المهرجان واحدًا من أكثر المهرجانات الفريدة والغريبة في العالم، حيث يتزامن مع احتفالات عيد القربان المقدس في شهر يونيو، ويشهد مشاركة المئات من السكان المحليين والزوار.
يتميز مهرجان الكولاشو بتقاليده وطقوسه الفريدة، حيث يرتدي مجموعة من الرجال ملابس ملونة ومبهجة، ويقومون بتجسيد شخصيات الشياطين. وينطلق المشاركون في المهرجان بركضهم وقفزهم فوق الأطفال الرضع الذين يتم ترتيبهم على الأرض، بزعم تطهيرهم من الشرور والأرواح الشريرة. ويعتقد المشاركون أن هذا القفز يحمي الأطفال ويبعدهم عن الأمراض والمشاكل.
تعود جذور مهرجان الكولاشو إلى العصور الوسطى، ويُعتقد أنه بدأ كتقليد ديني قام به الكاثوليك لتطهير المواليد الجدد من الشياطين. وعلى الرغم من الجوانب الدينية، يعكس المهرجان أيضًا الروحانية والتقاليد الشعبية للمنطقة.
ومع تطور الزمن وتزايد الاهتمام بالثقافات المحلية، أصبح مهرجان الكولاشو ليس فقط تقليدًا دينيًا ولكن أيضًا حدثًا ثقافيًا مهمًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. ويقوم السكان المحليون بالاستعداد للمهرجان من خلال تزيين الشوارع والمنازل بالأغطية البيضاء التي ترمز إلى النقاء وطرد الشرور. وتتضمن فعاليات المهرجان أيضًا الهتافات والألعاب والاحتفالات الاجتماعية التي تمتزج بين التراث والفرح.
ورغم بعض الجدل والتساؤلات حول سلامة القفز فوق الأطفال الرضع، إلا أن مهرجان الكولاشو لا يزال يحافظ على شعبيته وجاذبيته، حيث يجسد التوازن بين العراقة والتطور والاحتفاظ بالتقاليد في وجه التحديات الحديثة.
